خشية “إسرائيلية” من نتائج التفاوض الأمريكي- الإيراني

قال المحلل العسكري، في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل إنّه: “بعد أسبوع من الزيارة السريعة التي قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من بودابست إلى واشنطن، أصبح من الواضح تمامًا أن الزيارة انتهت بفشل ذريع”. وأضاف: “الرئيس الأميركي دونالد ترامب استدعى نتنياهو، وأمامه أعلن قراره ببدء مفاوضات مع الإيرانيين في عمان. وعند عودته، لم يتبقَ لنتنياهو سوى أن يعلن أن العلاقات مع ترامب ما تزال جيدة كالسابق، وأن ترامب سيجبر النظام في طهران على توقيع اتفاق يفكك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كما أجبرت إدارة الرئيس جورج بوش الإبن ليبيا على توقيع اتفاق مشابه في العام 2003 عندما شنت أميركا حرب الخليج الثانية ضد العراق”.

وتابع هرئيل: “يبدو أن الواقع أقل وردية بالنسبة إلى نتنياهو. ترامب يريد اتفاقًا وقد كلّف مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف بمحاولة تحقيقه. ويبدو أن استمرار المسار يعتمد بالأساس على قدرة الولايات المتحدة وإيران على التوصل لتفاهمات، وليس على اعتراضات “إسرائيل””. وأشار إلى أنّ “الجيش “الإسرائيلي” يجب أن يستعد لاحتمال انهيار المفاوضات، وأن يُعطى في النهاية الضوء الأخضر لتنفيذ ضربة عسكرية – بمشاركة أميركية ربما- ضد المواقع النووية في إيران. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن الرئيس الأميركي يفضل اختبار التوصل لاتفاق بالطرائق السلمية أولًا”.

كما لفت هرئيل إلى أنّ: “الخوف هو أن وقّع ترامب اتفاقًا متوسطًا أو حتى سيئًا، لا يُزيل التهديد الإيراني تمامًا، غير أن “إسرائيل” ستُضطر إلى قبوله بصمت خوفًا من رد أميركي قاس”. وأردف: “الرئيس الأميركي من المتوقع أن يزور السعودية للمرة الأولى في ولايته الحالية بعد شهر تقريبًا. والعائلة المالكة في الرياض تتوقع منه أن ينهي الحرب في غزة، أو على الأقل أن يجدد الهدنة المؤقتة حتى ذلك الحين. وهناك اقتراح وساطة جديد من مصر، هو نوع من التسوية بين مطالب “إسرائيل” وحماس. القاهرة تتحدث عن إطلاق سراح ثمانية أسرى “إسرائيليين” – من أصل 59، ويُعتقد بأن 21 منهم ما يزالون على قيد الحياة- مقابل إطلاق عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وهدنة تستمر نحو شهرين”، مشيرًا إلى أنّ: “الإدارة الأميركية تبدو وكأنها تأمل هذه المرة أن تُجبر نتنياهو على الالتزام بالمسار وعدم الخروج عنه. وبعد وقف القتال، ستُمارس ضغوط كافية لمنعه من استئناف الحرب”.

كذلك أشار هرئيل إلى أنّ: “نتنياهو سيجد صعوبة في قبول ذلك؛ لأن هذا يتطلّب منه التخلّي عن الهدف المعلن للحرب — إسقاط حكم حماس في غزة- كما يخشى أن شركاءه في الائتلاف من اليمين المتطرف قد يسقطون الحكومة ردًا على ذلك”. وتابع: “حماس تنتظر استغلال نقاط الضعف في الاستعدادات “الإسرائيلية”، لكنها في الوقت ذاته تحافظ على وحداتها، على أمل تدخّل أميركي قريب ينهي الحرب”، لافتًا إلى أنّ: “” إسرائيل” أيضًا في وضع ترقب، ويبدو أنها متأثرة بالقلق داخل هيئة الأركان حول مدى الدعم الشعبي للعمليات الهجومية وسط تشكيل الاحتياط”.

وختم هرئيل: “الجيش رد بقسوة على الرسالة التي نشرها أفراد من سلاح الجو يعارضون استمرار الحرب، وأعلن عن طرد الموقعين القلائل نسبيًا، والذين ما يزالون في الخدمة. في المقابل، نُشرت رسائل تضامن إضافية من وحدات وأسلحة أخرى. لكن السؤال الحقيقي هو: كيف ستؤثر هذه الأجواء المشحونة على حافزية بقية جنود الاحتياط، والذين ترتبط تردداتهم أكثر بالأعباء العائلية، وليس بالنقاش المبدئي حول أهداف الحرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *