ليلة القدر والاعتكاف.. خطبة جمعة للشيخ د.بلال سعيد شعبان بتاريخ 21 رمضان 1446هـ.

ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة من على منبر مسجد التوبة بطرابلس – لبنان.

*القرآن والغفران ورمضان وليلة القدر

وبدأ فضيلته بقول ربّنا تبارك في علاه “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان”.

وأضاف “عظمة رمضان وعظمة ليلة القدر أنها ليلة القرآن، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، الضمير يعود للقرآن، أنزل القرآن في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء لكي يتنزل بعد ذلك على قلب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم منجماً متفرقاً وقف الأحداث ووفق الأسئلة على مدى 23 سنة، شهر رمضان عظمته أنه شهر القرآن وعظمة ليلة القدر أنها ليلة القرآن “إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم” القرآن هو كلام الله هو دستور وضعه الله تعالى بين يدي العباد، لكي يعرفوا ويعلموا ويسلكوا في دروب الهداية بعيداً عن دروب الغواية لذلك يجب أن تتعهد القرآن في شهر رمضان أن تقرأه قراءة تدبر من أجل أن تعرف كل مناحي الحياة، القرآن الكريم يقول الله تعالى فيه “ما فرطنا في الكتاب من شيء” فيه كل القواعد الأساسية والرئيسية للاقتصاد للعلاقات الأسرية للزوجية للبيع للشراء للطلاق للزواج للإرضاع، فيه كل شيء تجد فيه القواعد والأركان الأساسية التي تستطيع أن تسلك فيها، قواعد الربح قواعد الخسارة قواعد الانتصار، قواعد التجارة وظيفتك في هذه الدنيا، الله عز وجل يقول “وهديناه النجدين” أي هديناه سبل الهداية وسبل الغواية، دللناه عليها، اسلك من ههنا واترك هناك، لذلك يجب على الإنسان في شهر القرآن وفي شهر رمضان أن يتعهد القرآن، ومن أعمال العشر الأواخر من رمضان يوجد الاعتكاف ويوجد قيام ليلة القدر والاعتكاف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأخير من رمضان العطلة السنوية هي عطلة عبادية من أجل أن تتفرغ للطاعة وللعبادة ولتنقية النفس والذات، كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، كان يدخل معتكفه يطوي فراشه ويوقظ أهله، ويتحرك في دائرة الطاعة وفي دائرة العبادة من أجل أن يرتقي بهذه النفس في أيام القرآن في أيام رمضان، لذلك كثير من الناس يدخلون في هذه الدائرة الاعتكافية ولا يخرجون منها إلا مع العيد، وهناك قيام ليلة القدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رغم أنفه، قيل من يا رسول الله قال من أدرك رمضان فلم يغفر له” هي ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم، وهي ليلة الطاعة والعبادة فالمطلوب بكل بساطة أن تحيي ليلة القدر، الله عز وجل يقول “إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر” ليلة القدر وإحياء ليلة القدر بطاعتها بعبادتها بحجم ألف شهر، ليلة القدر خير من ألف شهر، من خصائصها تنزل الملائكة على من أقاموا تلك الليلة وعلى المعتكفين فيحفون مجالس الذكر، تنزل الملائكة والروح فيها، جبريل عليه السلام والملائكة تتنزل على مجالس الإحياء التي تعطي نورا من الطاعة والعبادة يراه أهل السماء، لذلك إياك أن تكون ممن يغيبون عن هذه الليلة، ومن أعمال ليلة القدر: قراءة قرآن ذكر تسبيح صلاة، فيها الإنفاق، إصلاح ذات البين، إرسال نفقة للمعتكفين أكل شرب، وأكثر من ذلك إن أردت أضعافا مضاعفة لأن الصدقة تكون بمقدار الحاجة، أن ترسل الإطعام لمن هو في غزة لمن يعتكف هناك، أو لمن وجد هناك وهو يدافع عن الأمة جمعاء وتخلت عنه أمة المليار بشكل كلي.

*ليلة القدر اختصت بها أمة محمد عليه الصلاة والسلام

تختار ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ليلة اختصت بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لم؟ لأن الله تعالى يقول “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا” وأعمار الأمة بين الستين والسبعين لأن مقدار الطاعة والعبادة عند هذه الأمة أقل من غيرها، لأن أعمار الناس في هذه الأمة بين الستين والسبعين أقل من بقية الأمم، لذلك جاءت ليلة القدر ليكون مقدار الطاعة والعبادة فيها بمقدار ألف شهر يعني 83 سنة وثلاثة أشهر، إذا أحييت ليلة القدر يكون لديك 83 عاماً ليلة القدر ورمضان أيام معدودات وليلة القدر سويعات معدودات، لذلك هذه الطاعة إذا استطعت في كل عمرك 10 ليالي قدر يصبح عمرك العباد 830 سنة.

ليلة اختصت بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقتها يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “التمسوها في الليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان، 21 و23 و25 و27 و29 في ليلة القدر هناك الدعاء هو مخّ العبادة، هذا الدعاء الذي تدعو به تهيّئ له كل احتياجاتك ويكون دعاء عاما وخاصا، دعاء سيدنا نوح قال “رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا” على هذا الأساس يجب أن يكون الدعاء، الصلاح الفردي لا يؤدي إلى صلاح جماعي ولكن صلاح الأمة يؤدي بشكل تلقائي لصلاح الفرد، من هنا سيدنا موسى قال “واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا” وفي آية أخرى في القرآن الكريم يقول ربنا تبارك في علاه “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله” هذا هو العمل الجماعي والدعوة إلى الهداية الجماعية لنكون مجتمعاً متكاملاً، لذلك في هذا الشهر الكريم وفي هذه الليالي المباركة، يجب أن يكون هناك دعاء وتضرع إلى الله عز وجل أن ينصر أهلنا في غزة حتى يكونوا من أهل العزة والكرامة حتى يرحم الله تبارك وتعالى شهداءهم ويشفي جرحاهم ويثبت أقدامهم وينصرهم وينصرنا على القوم الكافرين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

*تسليم السلاح يعني الإبادة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

يقول ربنا تبارك في علاه “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم” ويقول صلى الله عليه وسلم في تفسير القوة “ألا إنّ القوة الرمي ألا إنّ القوة الرمي ألا إنّ القوة الرمي” ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث آخر “من تعلّم الرمي ثم نسيه فليس منا” حدّد لك أنّ الإعداد واجب شرعي وتعلّم الرماية والمحافظة عليها يبقيك داخل الأمة ولكن من ينس الرمي فليس من هذه الأمة “من تعلّم الرمي ثم نسيه فليس منا” في التقسيمات الاستعمارية الجديدة قسمت دولنا العربية والإسلامية إلى دويلات صغيرة حتى يستطيع الكفر العالمي أن يسيطر عليها فزرع الشقاق في ما بيننا على المستوى الوطني والعقائدي والقومي والألوان والألسن، الألوان والأسن ليست مصيبة من المصائب، الله عز وجل يقول “ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم” اختلاف الألسن يعني اختلاف اللغات، فلديك الأمازيغي والبربري والتركي والعربي والعجمي… اختلاف الألسن بلال الحبشي سلمان الفارسي صهيب الرومي، فلا يقال النبي عربي والقرآن عربي ويجب أن نكون كلنا عرب! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول “ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار” المسلمون اليوم من غير العرب من العجم أكثر من المسلمين العرب بعشرة أضعاف، العرب 350 مليوناً ولديك مليار و800 مليون من غير العرب، القضية ليست قضية لغة، البعض يركز على القومية العربية وآخر على القومية التركية أو الكردية أو… فيحدث نوع من أنواع الاختلاف. عظمة الإسلام بتنوعه الإنساني لأنه يأتي “وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً” فيأتي الإسلام على مقدار الطيف الإنساني الموجود، الله عز وجل في آية أخرى يخاطب الناس قائلاً “يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا” وليس لتعاركوا “إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم” لذلك عندما ترى شعوباً مختلفة متعددة فهذا بشارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. من جمالات الحج أن يخلع الإنسان رداءه القومي ويلبس رداء وإزاراً واحداً، يأتزر ويضع الرداء على عاتقه ثم بعد ذلك يطوف، الجميل أنك تتأمل في خلق الله عز وجل بمختلف ألوان البشر، بحر من الناس من كل هذه الدنيا جاءوا وأسلموا ببشارة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، نادوا ولبوا نداء إبراهيم عندما قال إن الله قد بنى بيتاً فحجوا إليه، فهذه الصورة بكليتها. الإسلام والدين والإعداد جاء من أجل الدفاع عن المستضعفين والمظلومين وعن الأمة بكل ألوانها ومقدساتها. يقول وأعدوا وقد ورد في الأثر تسلحوا ولو بشبر من حديد تسلحوا ولو بذراع من خشب. ليس من أجل أن نتقاتل في ما بيننا. ورد في الأثر من أشار إلى أخيه بحديدة لعنته الملائكة حتى ينزلها. فالقرآن الكريم الذي نقرأه في شهر رمضان ونقرأه في ليلة القدر يقول “لتجدنّ أشدّ النّاس عداوة للّذين آمنوا اليهود والذين أشركوا” ويقول “إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون” نكرّر دائما هذه الآيات تماما كما نكرّر الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة، لم؟ حتى تعرف من معك ومن ضدك حتى تعرف بوجه من تشهر سلاحك. إياك أن تعتقد أن مواجهتك في داخل الأمة في داخل بلدك في داخل طرابلس. كل هذه الصراعات في ما بين ألواننا أعراقنا ألسننا مذاهبنا هو صراع جاهلي، ويدخل في دائرة “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وحرمة ماله كحرمة دمه” يجب الانتباه “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”. اليوم هناك من يسعى لسحب سلاح قوتنا، ما الذي يحصل اليوم في غزة؟ يقول له ألق السلاح تحميك القرارات الدولية. طبعاً ستلقي السلاح ومباشرة ستصير إلى ما صار إليه لبنان، حيث كانت منظمة التحرير في 1982 إبان الاجتياح الصهيوني لبيروت، اتفقوا مع منظمة التحرير على إلقاء سلاحها بعد أن قاومت مع المقاومة اللبنانية وأرهقت الكيان الغاصب، ثم بعد ذلك كان هناك اتفاق دولي. وقعت منظمة التحرير اتفاقاً بالخروج من بيروت وتسليم سلاحها. خرجوا إلى تونس ما الذي حصل؟ قبل أن يصلوا إلى تونس حصلت مجزرة صبرا وشاتيلا. الآلاف قتلوا لم؟ لأنك ألقيت السلاح. في المقابل في غزة يراد نفس الشيء، يقول له أنت ألق السلاح وسلّم الأسرى ثم بعد ذلك لكل حادث حديث. لنصل إلى دير ياسين كفر قاسم وكل تلك المجازر صبرا وشاتيلا قانا المنصوري، ستحدث بك كل تلك المجازر بعدها.

في مرة من المرات الأمريكان فاوضوا طالبان الأمريكان في الدوحة في قطر. قالوا لهم نفاوضكم ولكن ألقوا السلاح. أجابهم وفد طالبان أصلا أنتم لم تكونوا لتفاوضونا لو لم نمتلك السلاح. وفاضوهم وأخرجوهم وبقي السلاح بديهم. ومثال أيضا الهنود الحمر، أعطني رمحك وسيفك وقوسك ألق سلاحك وأوقف المقاومة في وجه الوافدين الجدد من الأنجلو-ساكسون من الذين جاءوا من أوروبا من البرتغال من فرنسا من ألمانيا. الأنجلو-ساكسوني الأشقر بعينيه الزرقاوين ببشرته البيضاء ليس من سكان أمريكا سكان أمريكا الأصليين بشرتهم حمراء، فألقوا سلاحهم على أساس أن الذي يضمن حريتهم ووجودهم الاتفاقات الدولية. والنتيجة لا يوجد منهم أحد. أبيد الهنود الحمر في أمريكا لم يبق منهم شيء. صار الهنود الحمر لحفلة من الحفلات الفلكلورية. أزالوا كل ما يوجد من تلك الأمة بعد أن سلموا أسلحتهم. نحن عندنا حتى في الصلاة، الله سبحانه يقول “ودّ الذين كفروا لو تفغلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة” لذلك يجب أن تنتبهوا إلى هذه القضية في لبنان في كل بلاد العالم يتحدثون أن يكون السلاح حصريا في يد الدولة، ثم يؤكدون أن الحدود والسدود يجب أن تكون شرعية والمعابر غير الشرعية يجب أن تلغى لم؟ لأنه يريد أن يحاصرك في لبنان في سوريا في العراق في مصر، يريد أن يمنعك عن أن تتكامل وأن تتفاعل مع غزة حتى لا تدخل قطرة ماء واحدة.

*نفطر ونستحّر وفي غزة لا يجدون ماء ولا طعاماً

قرابة الشهر في رمضان وما قبل رمضان لم تدخل إلى غزة قطرة ماء ولا كسرة خبز، ممنوع نتنياهو يرفض الانتقال إلى المرحلة الثانية من تطبيق وقف إطلاق النار، فأغلق كل شيء، في ثلاثة أيام قرابة 1500 شهيد، تخرج امرأة على وسائل التواصل الاجتماعي موجودة، تبكي تنتحب مات زوجي وأنبائي تقولها بحرقة في قلبها، ماتوا جوعى ماتوا صائمين لم يجدوا ما يأكلونه في السحور في رمضان، ونحن نشرب الماء على دفعات ونأكل ثلاث تمرات، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول “مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر” إذا لم تشعر بهم تكون أنت مبتورا عن جسد الأمة، تكون عضوا ميتاً، ما المطلوب؟ المطلوب أن تقوم بدورك، دورك لا أن تنطلق إلى المريخ ولا إلى الفضاء، أن تكسر الحدود والسدود من أن أجل أن تتضامن مع أهلك ومع إخوتك لا يجوز أن تقف عند حدود الجنوب عند الخط الأزرق، لا يجوز أن تقف عند حدود الجولان، أو عند حدود نهر الأردن، لا يجوز أن تغلق بوابة رفح لأننا سنكون إذا شركاء بالجريمة، فإذا كان لدينا مئة مليون في مصر إذا زحف اثنان مليون بدون سلاح باتجاه غزة، يجب أن نتحرك، لا تسمح لكل هؤلاء لا عبر فكرك ولا عبر ثقافتك أو عبر تربية أبنائك أن يفصلوك عن محيطك، كل دول العالم تتجه صوب التكتلات الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية 51 ولاية، ماذا لديهم؟ 250 مليون نسمة عليهم رئيس مجنون اسمه دونالد ترامب، أوروبا لديها عملة واحدة اسمها اليورو، الاتحاد الأفريقي، أما نحن أمة واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، لدينا أكثر من 66 دولة متنازعة بنظام ملكي جمهوري برلماني ديمقراطي أمم متحدة ومعترف بك أو غير معترف بك، ثم بعد ذلك لا نستطيع أن نمتلك ذرة من ذرات الاستقلال، فهل الغاز لنا النفط لنا؟ لا يوجد شيء من كل ذلك، فهل يعقل أن يكون هناك نفط وغاز والتريليونات في كل البنوك الغربية ثم بعد ذلك أبحث كيف أرسل مساعدات وحصصاً غذائية لغزة ولفقراء المسلمين؟! أي رمضان هذا أي صيام هذا! أي قيام هذا! هل يتقبل الله عز وجل صيامنا وهناك من لا يستطيع أن يفطر في غزة؟ هل يتقبل الله تعالى صيامنا وهناك من لا يستطيع أن يفطر في غزة؟! هل يقبل الله تعالى إفطارنا على ماء ثلاث جرعات وثلاث حبات تمر، وهناك من يفطر على دمه في غزة؟! أي وحدة لهذه الأمة الإسلامية! لذلك أعدوا تسلحوا لا من أجل أن تتقاتلوا أعدوا وتسلحوا من أجل وعد الآخرة الذي تحدث عنه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. من هنا يجب أن تتحد أمتنا وتتجه صوب العدو الواحد، لأن القرآن الذي نزل في رمضان وفي ليلة القدر حدد لك العدو والقرآن الكريم تحدث في سورة الإسراء “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرتين” وقال “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله” وفي آية أخرى “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرتين”. يومها القدس لم تكن بيد بني إسرائيل، كانت تحت سيطرة الدولة الرومانية البيزنطية، وهذا نوع من أنواع الإعجاز، فيقول “فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا” عبادا لنا ينسبهم لذاته العلية “أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار” وفي الحديث النبوي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “حتى يقاتل المسلمون اليهود فيختبئ اليهود وراء الحجر والشجر، فيقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله” يجب أن تكون من هؤلاء الذين بشّر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجب أن تكون في جيش الفتح في جيش التحرير الذي يدخل ليحرر الأقصى والقدس لنصلي بعد ذلك هناك ونطهّر هنا المسرى، والمسجد حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إماماً بجميع الرسل والأنبياء، هذه هي الغاية التي يجب أن تصل إليها، بقراءتك للقرآن تعرف صديقك تعرف عدوك تعرف أخاك، فتنطلق بعد ذلك في ملحمة أخوة تحقن كل الدماء وتحفظ الأعراض، وتمنع كل أنواع البلطجة التي تمارس على أمتنا، من أجل أن تعيد بعد ذلك البهجة والفرحة لكل أهلنا في فلسطين من غزة إلى الضفة إلى كل فلسطين حتى يعيشوا أعزة كراما، يا رب اكتب لنا في هذا الرمضان وفي سائر الشهور والأيام فتحاً كفتح مكة يا رب العالمين، وغزة كغزوة بدر يا أكرم الأكرمين، وحطين جدية نعيد فيها فلسطين ونخرج المحتلين والغاصبين يا رب العالمين، يا رجاء السائلين، يا أمان الخائفين، يا نور المستوحشين، يا غاية آمال العارفين، يا حبيب قلوب التائبين، نصرك نصرك نصرك لعبادك الصابرين الصامدين يا رب العالمين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *