أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن لا اتّصالات مباشرة من الجانب الإيراني مع الحكم الحالي في سورية، مشددًا على أن الولايات المتحدة الأميركية أن تتحمل مسؤولية تدخلاتها في إيران وغيرها من البلدان.
وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي تقدم بقائي بالتهاني والتبريكات بمناسبة ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) ويوم المرأة والأم في إيران، وكذلك ذكرى ولادة نبيّ الله عيسى بن مريم (ع).
وقال بقائي: “إن الخطابات التي تثار ضدّ إيران ليست جديدة بالنسبة لنا، والجهود التي تبذلها هذه المجموعة من الجهات لتدمير العلاقات بين البلدان المختلفة ليست بالأمر الجديد. ولكن أن يتحدث مسؤول أميركي كبير بهذه السهولة عن الشؤون الداخلية لدولة أخرى يعد انتهاكًا واضحًا للقوانين والحقوق الدولية”.
وأضاف: “يجب أن تتحمل أميركا المسؤولية وتُحاسب على تدخلاتها في إيران وغيرها من الدول”، لافتًا إلى أن “قضية التدخل في شؤون الدول هذه ليست بجديدة ولها جذور تاريخية منذ انقلاب آب/اغسطس1952 (ضد حكومة محمد مصدق) والحرب المفروضة وإسقاط طائرة الإيرباص، وهذا الوضع والتدخلات غير القانونية والعقوبات التي تمّ تطبيقها للضغط على إيران لعقود”.
لا اتّصالات مباشرة مع الحكم الحالي في سورية
وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى “ان الحكومة الإيرانية على تواصل مع حركات المعارضة في سورية، وأوضح أن إيران كانت متواجدة في سورية لمنع تقدم “داعش” وانتشار الإرهاب إلى دول المنطقة. كما ساعدت في دفع العملية السياسية في سورية. كما كانت قبل ذلك على تواصل مع بعض هذه الحركات المعارضة، “لكن لا يوجد أي اتّصال مباشر الآن مع الحكم الحالي في سورية”.
القرارات المتّخذة ضدّ الكيان الصهيوني
وردًا على سؤال حول فلسطين المحتلة، أشار بقائي إلى أنه منذ عام 2007، ذكّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الكيان الصهيوني بمسؤوليته في الامتثال للقضايا البيئية. والمسألة الأخرى هي حق الشعب الفلسطيني في امتلاك الموارد الطبيعية لأرضه، فقد تعرضت الموارد الجوفية الفلسطينية للهجوم، ويتعلق القرار الأخير أيضًا بإطار حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
كما لفت بقائي إلى أنه في الأيام الأخيرة صدر قرار آخر عن الجمعية العامة من محكمة العدل الدولية يطلب إجراء تصويت استشاري حول سياسة الكيان الصهيوني في تعليق عمل الأونروا وطلب منهم إبداء رأيهم في هذا الصدد.
وقال: “حتّى الان، لم يتم اتّخاذ أي إجراء لتنفيذ القرارات المؤقتة الستة الصادرة عن محكمة العدل الدولية من أجل وقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني”.
التطورات السورية ضمن أجندة المحادثات الإيرانية – التركية
وحول ما إذا كانت المجموعة الحاكمة في سورية قد أرسلت رسالة إلى إيران عبر تركيا أم لا، قال بقائي: “نحن نستخدم الاجتماعات المتعددة الأطراف لمناقشة المخاوف والاهتمامات المتعددة الأطراف، وقضية سورية هي إحدى القضايا المدرجة على جدول أعمال المحادثات الإيرانية – التركية”.
وأضاف: “موقفنا بهذا الخصوص هو الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها، وبالطبع فإن تحديد المصير واتّخاذ القرار يكون من قبل الشعب السوري دون تدخلات خارجية، ومن المهم أن تلتزم الأطراف المعنية بالتطورات في سورية بذلك عمليًا”.
المهم ألّا تصبح سورية بؤرة للإرهاب
وتابع بقائي: “من المهم ألا تصبح سورية بؤرة للإرهاب، وأن تتوصل جميع الدول إلى نتيجة مفادها أن أي نوع من انعدام الأمن في دول المنطقة سوف يمتد إلى دول أخرى في المنطقة”.
مصر دولة مهمّة في العالمین الإسلامي والعربي
وفي ما يتعلق باجتماع منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي (D8) الأخير في القاهرة أوضح بقائي أنه كان “فرصة جيدة للتحدث مع المسؤولين الآخرين الحاضرين ومصر دولة مهمّة في العالمین الإسلامي والعربي، وتماشيا مع سياستها المتمثلة في زيادة التفاعل مع دول الجوار، تميل إيران إلى إقامة علاقات مع الدول التي ترغب في إقامة وتوسيع العلاقات معها. وكانت قمة الدول الإسلامية الثماني مهمّة نظرا لحضور تركيا وإيران ومصر كثلاث دول مهمّة في المنطقة”.
الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والترويكا الأوروبية
ولفت بقائي إلى أن المحادثات بين إيران والترويكا الأوروبية مستمرة بموافقة الأطراف المعنية، موضحًا انه في اللقاء الأول تم الاتفاق على عقد لقاء آخر بنفس المضمون بصيغة الحوار وليس التفاوض. مضيفًا أنه تمّت مناقشة وتبادل القضايا الثنائية والإقليمية والنووية، ومن المرجح أن يعقد الاجتماع المقبل في منتصف شهر كانون الثاني /يناير 2025.