جلسة للحكومة في صور.. وميقاتي: بسلامة الجنوب وأهله تكون سلامة كل الوطن

انعقدت جلسة خاصة لمجلس الوزراء في ثكنة بنوا بركات العسكرية في صور برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث عرض قائد الجيش العماد جوزف عون خطة تعزيز انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، بالإضافة إلى البحث في الترتيبات والإجراءات المتعلقة بعملية مسح الأضرار ورفع الأنقاض لإعادة إعمار ما تهدّم جراء العدوان “الإسرائيلي” على لبنان.

ميقاتي

وفي مستهل الجلسة، قال الرئيس ميقاتي:”نجتمع هنا اليوم استثنائيًا في مدينة صور، مدينة الحرف والحضارة، بما تعنيه من وطنية أصيلة، إننا هنا في أرض الشرف والشهادة والنبل، وأبناؤها قدموا ملاحم في الشهادة والتضحية والصمود، والدفاع عن الكرامة. نجتمع اليوم تضامنًا منا مع أهل الأرض وتحية لشهدائها، ولنكون أقرب إلى أهلنا، وعلى تماس أكيد مع واقعهم ولنعيش معاناتهم، ونسعى جاهدين لحل المشكلات والقضايا التي يعانون منها على الحدود، كما يعاني منها أهلنا في البقاع وبيروت وضاحيتها الجنوبية، وعلى مدى جغرافية المعاناة والاعتداءات “الإسرائيلية””.

أضاف: ” في رحاب حماة الوطن، وعلى مسافة قصيرة من حدودنا، نجتمع اليوم، مؤكدين أن القرار 1701 الذي سيطبقه الجيش جنوب نهر الليطاني بالتعاون والتنسيق مع قوات اليونيفيل، التي بهذه المناسبة نحيي قيادتها وعناصرها والدول التي تنتمي اليها والتي أصرت على استمرار اليونيفيل في مهامها. وهذا القرار هو الأساس لوقف إطلاق النار وانسحاب العدو من أرضنا المحتلة”.

وتابع :”نحن على بعد كيلومترات من منطقة العمليات المتواصلة لجيش العدو وخروقاته المتتالية للاتفاق، كما أننا على مقربة من موقع اجتماعات اللجنة الأمنية المكلفة مراقبة تنفيذ الترتيبات التي تم التوافق عليها بضمانة أميركية وفرنسية”.

وقال: “وجودنا اليوم في هذا الموقع بالذات، يؤكد مجددًا موقفنا الداعم للجيش والتعاون مع قوات اليونيفيل، ومطالبتنا المجتمع الدولي ولا سيما الجهات الراعية للترتيبات الأمنية بالعمل الجاد والحاسم لوقف الخروقات المتمادية للعدو، وانسحابه من الأراضي التي يحتلها والإسهام الفعلي بتنفيذ وقف إطلاق النار، والانتقال إلى وضعية الاستقرار الدائم المعزز بالكرامة والسيادة والحق “.

وأردف :”باسمنا جميعًا أود أن أحيي الشهداء العسكريين، وجميع من ضحوا بأرواحهم ذودًا عن الوطن وأبنائه، وأدعو الله أن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل. كما أؤكد أننا نرى في تضحيات عسكريينا وصمود شعبنا الحافز الأساسي للاستمرار في المطالبة بحقنا في أرضنا وسيادتنا الكاملة عليها”.

وأكد ميقاتي في كلمته أنه “لم ولن ترهبنا كل التهديدات والاعتداءات التي تستهدف إرباكنا أو دفعنا الى تبديل قناعاتنا وخياراتنا الوطنية”.

وتوجه الى العسكريين قائلًا: “هذه الأرض أرضكم والدفاع عنها رسالة سامية مهما كان الثمن. هذا الشعب هو أهلكم وبحمايتكم، ويقدّر تضحياتكم ويحتضنكم. ولنا كل الثقة بقيادة الجيش الحكيمة التي أثبتت أنها تتحمل مسؤوليات كبيرة بكثير من الحِرفية والانضباط والمناقبية، وتحرص على كل شبر من أرضنا وعلى صون السيادة الوطنية”.

وختم مؤكدًا أن” الاستقرار في الجنوب وإعادة إعماره هو مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي لن يعود اليها الأمن والأمان الا من خلال تطبيق القرارات الدولية، وحماية وطننا وأرضنا وسيادتنا وصون كرامة أهلنا الذين صمدوا ذودا عن أهلهم وأرضهم”، مشيرًا إلى أن “وحدتنا خلاصنا، وبسلامة الجنوب وأهله تكون سلامة كل الوطن وجميع أبنائه”.

وزير الإعلام

وفي ختام الجلسة، تحدّث وزير الإعلام زياد المكاري فقال: “وافق مجلس الوزراء على خطة انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني وبدأ الجيش بدأ بإرسال قواته إلى الجنوب وهو بحاجة إلى عتاد وعديد وتجهيزات كثيرة، وقائد الجيش تحدث عن مساعدات ستصل إلى المؤسسة العسكرية قريبًا”.

وقال: “ستتم إزالة الردميات وأنقاض المباني المدمّرة وتنظيف المساحات في الجنوب من القنابل العنقودية، وسينتشر الجيش عند الحدود الشمالية والشرقية مع سورية ويتخّذ الإجراءات المناسبة تزامنًا مع الأحداث هناك. الجيش سيحمي الحدود الشرقية والشمالية والكلام عن تلقي لبنان ضمانات من الجماعات المسلحة بعدم الدخول إلى أراضيه غير صحيح”.

وختم المكاري: “في جلسة اليوم وافقنا على مشروع قانون يرمي إلى إعادة بناء المساكن المهدّمة جرّاء الحرب”.

جولة رئيس الحكومة

بعد الجلسة، جال رئيس الحكومة ووزراء وقائد الجيش العماد جوزف عون على عدد من مراكز الجيش وهي الشواكير والقليلة ومقر قيادة اللواء الخامس في البياضة.

وفي خلال الجولة، أشاد رئيس الحكومة بتضحيات العسكريين في ظل المرحلة الاستثنائية الراهنة.

وقال: “إن الجلسة اليوم في ثكنة بنوا بركات هدفها أن نقول لكم بأننا ندعمكم والى جانبكم ومعكم، ولدينا ثقة فيكم، فأنتم حماة الوطن ونحن نفتخر بكم”.

أضاف: “نحن بحاجة إلى استقرار في الجنوب وعندما يستقر الجنوب يستقر البلد كله، أنتم في موقع متقدم ومهم، لكم منّا كلّ الدعم والدعاء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *