هل سيصعّد ترامب في أوكرانيا قبل العمل على التسوية؟

كتب المستشار السابق لدى وزارة الخارجية الأميركية James Carden (جايمس كاردن) مقالة نُشرت على موقع “The American Conservative” قال فيها إن “هناك نقاط تشابه عدة بين الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة وتلك التي جرت عام 1968”.

وأشار كاردن إلى أن الرئيس الأسبق Lyndon Johnson (ليندون جونسون)، كما الرئيس الحالي جو بايدن، كان لا يحظى بشعبية خلال فترة الحرب، وإلى أنه كما بايدن قرر عدم الترشح لولاية جديدة. وأضاف أنّ “الشخصيتين اللتين شغلتا منصب نائب الرئيس لدى كلّ من جونسون وبايدن تضررتا بسبب سجليهما ودفعتا الثمن في الانتخابات”.

وتابع الكاتب أن المرشحين الجمهوريين في عامي 1968 و2024 وهما Richard Nixon (ريتشارد نيكسون) ودونالد ترامب زعما خلال الحملة الانتخابية أن لديهما الخطط لإنهاء الحروب التي وقعت في عهد سلفيهما. ولفت إلى أن “نيكسون تعهد بإنهاء الحروب وتحقيق “السلام” في المحيط الهادىء”، وإلى أنه قال في لقاءات مغلقة إنه “سيعقد لدى وصوله البيت الأبيض قمة مع قادة الاتحاد السوفييتي من أجل الحصول على المساعدة على وقف الحرب في فيتنام”.

غير أن الكاتب نبّه إلى أنه “لم يكن في الواقع لدى نيكسون أيّة خطة من هذا القبيل”، وإلى أنه “كثف حملة القصف على فيتنام الشمالية وقام بتوسيع الحرب إلى كمبوديا”. وأضاف أنه “كما حصل مع نيكسون، فإنّ تعهدات ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة، على الأرجح، استقطبت الناخبين “الحمائم” (الرافضين للحروب)”. وأردف أن “هناك عدة مؤشرات تفيد بأن ترامب قد يحذو حذو نيكسون بتصعيد الحرب (في أوكرانيا) قبل محاولة إنهائها”.

واعتبر الكاتب أن تعيين ترامب الجنرال المتقاعد Keith Kellogg بمنصب الموفد لملف أوكرانيا هو أحد المؤشرات، مضيفًا أن الأخير “ينظر إلى الحرب في أوكرانيا، على ما يبدو، من نفس منظار إدارة بايدن”. وأشار إلى أن “الرؤية التي يحملها Kellogg لتسوية ما بعد الحرب في ملف أوكرانيا تبدو أكثر انسجامًا مع مواقف “المتشددين” في كييف وليس مع ما يمكن تحقيقه في “النزاع” في هذه المرحلة”، وفق تعبيره.

كذلك، لفت إلى ما كتبه Kellogg عن تقديم ضمانات أمنية إلى أوكرانيا، مثل عضوية محتملة في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وذلك من أجل “ردع روسيا عن استئناف النزاع”، على حدّ قوله.

ونوّه الكاتب إلى أن تعيين Kellogg في مثل هذا المنصب “يجب أن يثير قلق أولئك الذين دعموا ترامب على فرضية أنه سيأتي بالتغيير الذي هناك حاجة ماسة له على صعيد سلوك السياسة الخارجية الأميركية”.

وأضاف الكاتب أنه “يجب إطلاع Kellogg، إن لم يكن جرى إطلاعه بعد، على أن عضوية أوكرانيا في الناتو كانت سببًا للحرب، وبالتالي فإن طرح إمكانية أن تصبح أوكرانيا عضوًا في المستقبل لن تقبل به موسكو”.

هذا، وذكّر الكاتب أيضًا بتقرير كتبه Kellogg والمدعو Fred Fleitz في نيسان/إبريل الماضي، حيث قالا إنّه “من أجل إنهاء الحرب، سيواصل ترامب تسليح أوكرانيا وتقوية دفاعاتها من أجل ضمان عدم تحقيق روسيا المزيد من التقدم وعدم قيامها بهجوم جديد بعد وقف النار أو اتفاق سلام”.

وأوضح الكاتب أنّه “في ما يخصّ أوكرانيا، فإن القواعد المعتمدة المعتادة لا تزال قائمة، فلم تصدر عن الرئيس المنتخب الكثير من المؤشرات التي تفيد بأنه ينوي أن يغيّر النهج الذي اعتمده بايدن ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *