رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم الأربعاء في السرايا، تحدّث بعد انتهائها فقال: “بداية أتقدم بالتعزية بشهداء العدوان “الاسرائيلي” على لبنان، متمنيًا الشفاء للجرحى والمصابين. رغم هذا الوجع الكبير، وهول الكارثة التي حلت بالوطن، لا يسعنا إلا أن نقول إنه يوم جديد نأمل أن يحمل معه السلام والاستقرار”.
وتابع “في هذا اليوم، تبدأ مسيرة الألف ميل في إعادة إعمار ما تهدم، واستكمال تعزيز دور المؤسسات الشرعية، وفي طليعتها الجيش، الذي نعلق عليه الآمال العريضة في بسط سلطة الدولة على كل مساحة الوطن وتعزيز حضوره في الجنوب الجريح”.
أضاف: “في جلسة اليوم اتخذنا سلسلة المقررات الاتية: أكد المجلس مجددًا على قراره رقم 1 تاريخ 11/10/2024 في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 تاريخ 11 آب 2006 بمندرجاته كافة لا سيما ما يتعلق بتعزيز إنتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني وفقًا للترتيبات المرفقة ربطًا (Arrangements) والتي صدرت بالأمس ببيان مشترك عن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والتي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من هذا القرار بعد أن أخذ المجلس علما بها ووافق على مضمونها، كما واستنادًا إلى خطة عمليات تضعها قيادة الجيش وترفعها وفقًا للأصول إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المباشرة بتنفيذها”.
ومن جهة ثانية، أضاف “أن الحكومة اللبنانية، وإذ تثني على الدور الذي تقوم به قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، تشدّد أيضًا على التزامها قرار مجلس الأمن رقم 2749 تاريخ 28/8/2024 لا سيما لجهة التنفيذ الكامل للقرار رقم 1701 والوقف التام للأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار عبر الخط الأزرق”.
كما تقرر أيضا، إبلاغ نسخة عن هذا القرار ومرفقاته إلى مجلس النواب للإطلاع وأخذ العلم”.
وتابع رئيس الحكومة: “إنه يوم جديد تطوى فيه مرحلة من أقسى مراحل المعاناة، التي عاشها اللبنانيون في تاريخهم الحديث، لا بل كانت الأكثر قساوة. نحن اليوم أمام موقف وطني وتاريخي، ونعيش لحظات إستثنائية نتبصَّر فيها إيجاد حلول جدية للوضع المأزوم الذي نعيشه. المسؤولية كبيرة وجماعية في حجم المأساة، علينا جميعًا حكومة ومجلسًا نيابيًا وقوى سياسية التكاتف والانخراط في ورشة الإصلاح وبناء دولة حديثة يتشارك الجميع في تدعيم أسسها. كفانا حروبًا ومآسي وكوارث.
منذ اليوم الأول لكارثة النزوح التي حصلت لم تتوان الحكومة عن الاضطلاع بدورها الكامل، وما تم تحقيقه عمل جبار تشكر عليه كل الوزارات والمؤسسات”.
وأضاف “نشكر جهود كل الدول الصديقة والشقيقة التي ساعدت ولا تزال، على وضع خاتمة مشكورة لمحنة القتل والتدمير والتهجير. معًا نستعيد ثقة العالم بنا ونعيد ثقة اللبنانيين بالدولة ونؤكد المرجعية الأمنية للجيش في الجنوب، بما يسقط الحجج التي يختبئ وراءها العدو، نحن أقوياء بالحق وبمحبة العالم للبنان ومتشبثون بسيادة الدولة بحرًا وأرضًا و جوًا، خارج أي إنتهاك وتبريرات ساقطة”.
وقال ميقاتي “أجدد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. وأدعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد. كما أطالب بالتزام العدو “الإسرائيلي” بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها وتنفيذ القرار 1701 كاملًا”.
وأردف “من حق أهلنا أن يعودوا إلى أرضهم وبلداتهم ويعيشوا بسلام. نحن مع أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وعلى امتداد الوطن، لدعم حضورهم الاجتماعي وتحصين صمودهم بكل ما أوتيت الدولة من قوة. وسنواكب أوضاعهم ونعمل مع المجتمعات الصديقة لإعادة الإعمار وتحقيق عودتهم الكريمة إلى مناطقهم، لبنان يستحق منا جميعًا كل جهد وصبر وإيمان بأن الغد سيكون مشرقًا ومفعمًا بالرجاء وتضامن جميع أبنائه”.
وقال ميقاتي “نحن على ثقة تامة بأن الغد سيكون أفضل شرط أن نضع خلافاتنا الظرفية جانبًا، وأن نتطلع إلى المستقبل بثقة وأمل. إخواني أريد ان أقول كلمة من القلب الى جميع المواطنين في لبنان لنأخذ العبر من المرحلة الصعبة التي مررنا بها خلال الأشهر الماضية ونستعرضها سويا ونرى نصف الكوب الممتلئ.
أولًا: أتحدث عن الاحتضان الذي حصل بين اللبنانيين. الكل كان يراهن على الفتنة وعلى عدم قبول الآخر فرأينا، في كل المناطق على رغم اختلاف الاوضاع الاجتماعية وصعوبة هذه الأوضاع، كيف احتضن جميع اللبنانيين بعضهم البعض بكل محبة وخاصة في المناطق التي ربما كان البعض يعتقد أنها من الصعب ان تستقبل الاخرين. فهذه عبرة يجب ان نأخذها بان لا شيء يفرق بين اللبنانيين.
الأمر الثاني،الجيش والدور الذي يقوم به حيث هناك 46 شهيدًا من صفوفه عدا الجرحى الذين أصيبوا من جراء هذه الحرب، فالجيش يقوم بواجباته في أصعب الظروف. كما أن الأمن الداخلي في لبنان كان مستتبًا خلال هذه الفترة بشكل كامل نوعًا ما لما نحن نمر به، كذلك القطاع الصحي والشهداء منه والمسعفين الذين أصيبوا خلال هذه المرحلة، إضافة الى أن القطاع الصحي استجاب رغم كل الظروف التي مرت وكما تعلمون لدينا أكثر من 15 ألف جريح، فكان القطاع الصحي قادرًا على استيعابهم وتطبيبهم على المستوى المطلوب”.
وشدّد على أنّ التضامن الوطني كان كاملًا عند الجميع في هذا الظرف، ومن العبر التي أخذتها في هذه الفترة، وهي الأهم، هي التعاون بين رئاسة مجلس الوزراء ورئيس المجلس النيابي، فكان التعاون مع الرئيس بري من موقعه الوطني وبيننا نموذجيًا أدى إلى ما وصلنا اليه اليوم”.
وفي هذه المناسبة، شكر ميقاتي الرئيس بري على كل الجهد الذي قام به في الفترة الماضية، وهو جهد كبير “أتابعه وأعي تمامًا ما أقوله وأدعو الله بأن يطيل لنا الله بعمره المديد، وآمل اليوم بعد استعراض هذه الأمور، أن تكون هناك صفحة جديدة في لبنان، كما آمل بأن تؤدي الأيام المقبلة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات الدستورية لما فيه خير هذا الوطن”.
يُشار الى أنه شارك في الجلسة وزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد مكاري، الدفاع الوطني موريس سليم،الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الشؤون الاجتماعية نجلا رياشي ،السياحة وليد نصار،الاتصالات جوني القرم، البيئة ناصر ياسين، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الاشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين والاقتصاد والتجارة أمين سلام، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور إنطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
كما شارك في جانب من الجلسة قائد الجيش العماد جوزاف عون.