رأت صحيفة “هآرتس” أنّ تهجير عشرات الآلاف من “الإسرائيليين” يصوّره نصر الله (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) جزءًا من النصر في المعركة ضد “إسرائيل”، تمامًا مثلما يقدّم إشغال الجيش “الإسرائيلي” على الحدود الشمالية عنصرًا مركزيًا في إسهام المنظمة في “وحدة الساحات”، وهو ما يخفّف ظاهريًا من الضغط على غزة”.
وتقول الصحيفة: “بعيدًا عن التصريحات القادمة من “إسرائيل” والتحذيرات التي ترسلها الإدارة الأمريكية إلى الحكومة اللبنانية بشأن نوايا “تل أبيب”، تُفسر كثافة الهجمات “الإسرائيلية” المتزايدة والمنطقة الجغرافية المستهدفة، لا سيما القرى الجنوبية ومحيط مدينة صور، بأنّها نيّة إسرائيلية لإنشاء “حزام فصل” بين الجنوب ونهر الليطاني”، على حدّ تعبيرها.
بحسب الصحيفة، أيضًا، ما يزال حزب الله ملتزمًا بما صاغه هو بنفسه، والذي بموجبه المواجهة مع “إسرائيل” أو إنهاؤها مرهون بالتطورات في غزة واتفاق وقف إطلاق النار مع حماس. طالما أن هذه المعادلة سارية، يركز نطاق العمل الدبلوماسي لوقف المواجهة في الشمال، بشكل أساسي، على نقل رسائل قوية وتهديدات علنية لكلّ من حزب الله وإيران بهدف تقليص قطاعات المواجهة من أجل الحؤول دون حربٍ واسعة.
كما أشارت الصحيفة إلى أنّه لا وجود لاستراتيجية “إسرائيلية” واضحة تُبيّن نوع الترتيب الذي تسعى إليه مع لبنان وحزب الله؛ لأن تدمير الحزب لم يُحدد هدفًا، كما أن “إسرائيل” لم تحدّد ما هو التهديد اللبناني الذي تهدف إلى تحييده، حيث إنّ قسمًا كبيرًا من هذا التهديد سيستمر، حتى لو طُبّق القرار 1701.
وختمت الصحيفة: “يبدو أن “إسرائيل”، كما في غزة، تجهز نفسها لحرب في لبنان، من دون أن تكون لديها استراتيجية أو سياسة واضحة عمّا تريد تحقيقه فيها”.