- مع غزة في الضعف والقوة في الشهادة والانتصار فالمعركة هناك معركة حق وباطل بعيدا عن مقاييس الأقلية والأكثرية. موضوع خطبة جمعة للأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان في مسجد التوبة بطرابلس لبنان بتاريخ 23-8-2024م.
“هل الأكثرية دليل على الحق، وهل الأقلية مؤشر على الصلاح ؟
ورد في القرآن الكريم عشرات الآيات التي تقترن فيها الأكثرية بمفردات غير ايجابية - يقول الله عز وجل :(ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) الروم/30 .
- يقول الله عز وجل :وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) المؤمنون/70 .
- يقول الله عز وجل : (وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) يونس/92 .
- يقول الله عز وجل : (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) يوسف/106 .
- يقول الله عز وجل :”إن اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) غافر/61 .
- يقول الله عز وجل : (أَمْ تَحْسَبُ إن أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إن هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) الفرقان/44 .
- يقول الله عز وجل : (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ …)الأنعام/116 .
- يقول الله عز وجل : (… بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) الأنبياء/24 .
- يقول الله عز وجل : (قُل لَّا يَسْتَوِي الْـخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْـخَبِيثِ )
المائدة : 100
قال الله تعالى: - يقول الله عز وجل : (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إلَّا كُفُورًا ) الإسراء : 89
من جانب آخر هناك كم كبير من آيات القرآن الكريم يصف فيها الأقلية بأوصاف ايجابية - يقول الله عز وجل : ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ( البقرة (249)
- يقول الله عز وجل : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ.(
- يقول الله عز وجل : (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
فهل ذلك يعني بأن الأقلية أصوب من الأكثرية؟
إن القلة والكثرة ليست مؤشرا على الحق والصواب، فمعرفة الحق لا تكون بالعدد وانما بنسق فكري وتدبر ذاتي متحرر من أي أحكام مسبقة ينطلق من قيم ربانية قوامها العدل والتقوى انطلاقا من الآية الكريمة {لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.
لذلك كن مع الحق بغض النظر عن الجمع العددي قل أو كثر ، ومعرفة الحق يتطلب قدرا كبيرا من الجهد الفكري والتدبر في المواضيع قبل الحكم عليها.
لذلك نحن مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم كان وحيدا مستضعفا في مكة ويقول للناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا
كما نحن معه صلى الله عليه وآله وسلم مهاجرا من أذى قريش في مكة
ونحن معه في الغار يوم كانت الدنيا كلها تطلبه
ونحن معه منتصرا عزيزا يوم فتح مكة وهو على رأس جيش تعداده الآلاف.
ونحن اليوم مع غزة وأهلها وهم قلة مستضعفون يتكالب المستكبرون عليهم
ونحن معهم حين يستشهدون ويهاجرون…
ونحن معهم غدا حين ينتصرون باذن الله ووعده ،فالكثرة و القلة ليست سبيلا لمعرفة الحق ،وصدق سيدنا علي كرم الله وجهه حين قال :” لا يعرف الحق بالرجال وانما يعرف الرجال بالحق ، فاعرف الحق تعرف أهله قلوا أو كثروا واعرف الباطل تعرف أهله قلوا أم كثروا”.
