تقبّل الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان، إلى جانب قيادتي الجماعة الإسلامية وحركة حماس في الشمال، التبريكات باستشهاد القائد إسماعيل هنية، وذلك في مركز الدعوة في طرابلس.
وألقى الدكتور شعبان كلمة تأبين بالراحل الكبير معتبراً أن إسماعيل هنية شهيد الأمة وقائد من أعزّ قادتها، وأمّةٌ تقدم قادتها لن تنكسر وستنتصر، فكلما يغيب قائد يحمل الراية قائد آخر، هذا هو ديدننا كمشروع إسلامي وكمشروع دعوة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال “ابتدأت حركة حماس وكل حركات المقاومة ابتدأت بضعف ثم نمت وتعرضت للكثير من الضربات، ولكن في كل لحظة شهادة يشتد عودها عندما تقدّم من شبابها من دماء أبنائها، لذلك هذه هي النهاية التي يرجوها، والله سبحانه وصف الصادقين في كتابه وهو يتحدّث عن أهل الإيمان “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمن من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” إذاً منهم من ينتظر أن يقضي نحبه، ما أحزن قلب سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه هو أن لا يموت شهيداً، وفي حمص وعلى بعد مئات الكيلو مترات من مدينة رسول الله منطلق الإسلام، قال “لقد خضت زهاء مئة غزو أو يزيد وما بجسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بنبل أو طعنة برمح، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي، فلا نامت أعين الجبناء”.
وأضاف شعبان “كثيرون يحبون أن يكونوا أولا وفي الصف الأول، ومن يكون في الصف الأول ويتصدر المشهد في نطاق المقاومة يُضرب بالمسيرات وبالصواريخ وبالمتفجرات، ثم بعد ذلك يقول فزت ورب الكعبة… حركة حماس بدأت بالشيخ أحمد ياسين رحمه الله استشهد فهل أصيبت الحركة بمقتل؟ أبداً كنا بحجر صرنا بمقلاع… استشهد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وهناك من حمل الراية من بعده وتحول المقلاع إلى الطعن والدهس وتفجير الباصات… واليوم من أهم حركات المقاومة في هذا العالم هي المقاومة في فلسطين، تقارع هذه الحركة وكل فصائل الشعب الفلسطيني وتنازل دول الكفر والاستكبار، قادة عظام ينطلقون صوب الشهادة ثم تسلّم الراية لقائد آخر”.
وتابع “الثأر، الرد، ليس رشقة ورشقتين، هذا مطلوب ولكن الرد على اغتيال القائد هنية كالردّ على قتل سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وهو الذي مُثّل به وليكتْ كبدُه، وبكاه النبي صلى الله عليه وسلم بكاء مرّاً، ثم قال “لولا صفية لتركته في البيداء حتى يجمع جسده من حواصل الطير وبطون السباع” هكذا عندما يقدّم المؤمن دمه يقول الناس تمزّق أشلاءه… أمّا الشهيد فلا يشعر بالغرغرة ولا بسكرات الموت. فبلحظة كان في الدنيا فارتقى ليقول يا ليت قومي يعلمون، هكذا أبو العبد وكل أولئك الكبار، لذلك الرد والثأر سيكون بتحرير غزة وكل فلسطين وبتحرير كل عواصمنا.
وأكد الدكتور شعبان على أننا اليوم محتلّون، الإسرائيلي يقصف ويقتل في كل الدنيا، ثم يأتي من يقول نحن هنا مستقلون، نحن لبنان أولا، ولبنان حياد، ولا علاقة لنا بفلسطين، وهناك من يشمت بالشهادة والشهداء… أحمد مطر يقول “دخل ذئب حظيرة الخراف فأكل نعجة بيضاء ففرحت الأغنام السوداء، ثم أكل نعجة سوداء. فقالت البيضاء: ذئب عادل، وما زال الذئب يمارس عدله فيهم حتى لا يبقى أحد” تأمّل جيداً هذا، لا تخضع للتفرقة والتقسيم بين المسلمين وبين المقاومين، سني أو شيعي، لبناني أو سوري أو فلسطيني.. الأسبوع الماضي صار ما يشبه المذبحة في التواصل الاجتماعي بين ما يسمى بمدرسة التصوف والزهد، وبين مدرسة السلف، كما حصل يوم دخل محمد الفاتح اسطنبول والناس يختصمون حول جنس الملائكة ذكوراً أو إناثاً، تجنّب كل ذلك وانطلق صوب العلياء صوب النصر لنتكامل فيما بيننا، كلنا قتلنا في كل العواصم، الرئيس عرفات سمّم في المقاطعة في رام الله وهو يغادر في الطائرة إلى فرنسا قال “عملوها”، أبو جهاد خليل الوزير في تونس، د.فتحي الشقاقي في مالطه، مروان كيالي في قبرص، خالد مشعل في الأردن لولا أنهم جلبوا له الترياق، والرئيس القائد البطل في طهران، قتلنا في كل العواصم، ثم بعد ذلك النعاج البيضاء تفرح بقتل النعاج السوداء، يكفي… نحن أمة واحدة يجب أن تشعر بألم الفلسطيني، إذا لم تشعر بألمه افحص عقيدة ودين وإيمان “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى له عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر” إذا لم تؤمن بمضمون حديث الله لست مسلماً. يقول أحدهم أنا لبناني وآخر أنا سوري وآخر أنا مصري. ماتوا عطشاً في غزة ولم تأتهم قطرة ماء من نيل مصر، مصر المئة مليون”.
وختم “غزة قاتلت وتقاتل من أجل أن تحررنا. في مرة من المرات زار أحد الإخوة قطاع غزة في سفن كسر الحصار الآسيوية، وعندما عاد جلسنا جلسة بعد عودته لنسأله عن معاناة غزة، قال “عندنا المعاناة لا في غزة، وأختصر الموضوع بكلمتين المكان الوحيد المحرر في عالمنا العربي والإسلامي هي غزة وغزة هي التي تحررنا، غزة في الليل حفر أنفاق رباط حفظ قرآن، حلقات قرآن، وعمل في النهار يعملون على مدار الساعة”… أبو العبد زار طرابلس جاء في أيام الإبعاد إلى مرج الزهور في الجنوب، بعد عام تقريباً قرّرت الأمم المتحدة أن تعيدهم إلى فلسطين المحتلة، فزار وإخوانه الشمال وجلس إلى الدكتور فيصل مولوي والدكتور فتحي يكن والشيخ سعيد شعبان، أذكر أنه تناول طعام العشاء عندنا في البيت، وفي المؤتمرات كنا نزوره دائماً نتبادل الحديث معه، يتحدّث معك وتشعر أنك أمام قامة فريدة، تنظر إليه والله لكأنك تنظر إلى أجلّ الرجال في هذا العصر، نحسبه من أقرب الرجال إلى الله عز وجل، حافظٌ للقرآن قائدٌ جهاديٌّ قدّم كل أولاده وذريّته، وجهه كالبدر، لا بجماله ولكن بوضاءة الوضوء ووضاءة القرآن، هؤلاء هم قادتنا هم رجالنا… ودّعوا كل الفصائل والأحزاب، لا تتخيّل أنت جماعة وأنا توحيد، أنت سلفي وأنا خلفي، قائدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وكل من يسير على دربه… أستشعرُ بقيادة أبي العبد هنية وكأنه والدي، هكذا عشنا وهكذا يجب أن نبقى، ودّعوا كل هذه الفصائل دون أن تتركوها ولكن هي وسيلة للوصول إلى غاية والغاية هي “ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون” كل أولئك الذين لم يرضوا بإقامة صلاة الجنازة أو إقامة العزاء أو قراءة القرآن من المآذن، نقول لهم:
وديني دين عز لست أدري أذلة قومنا من أين جاؤوا”