في مقابلة مع مجلة “لوبوان’’ الفرنسية، بمناسبة صدور كتابها الجديد: “أمير السعودية الغامض محمد بن سلمان وسرابات الحكم المطلق”، قالت الكاتبة الصحافية الفرنسية المعروفة كريستين أوكرنت، إنها تعتقد أن الاغتيال المحتمل للصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي يحمل فعلاً بصمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحكم تهوره ومزاجه المتقلب.
واعتبرت الكاتبة الفرنسية أن محمد بن سلمان، الذي ركز في قبضته على شكل من الشخصنة للحكم المطلق لم يُر له مثيل من قبل في المملكة، البلد الذي ينتهج أساليب وحشية متزايدة في اسكات معارضي ومنتقدي سياسته، عبر سجنهم وقمعهم واختطافهم. وما اختفاء جمال خاشقجي-بحسبها-إلاّ حلقة من هذه الأساليب الوحشية المماثلة لتلك التي كان يتبعها الاتحاد السوفيتي سابقاً أو الصين اليوم، والتي أصبحت تخفيف أكثر فأكثر المعارضين السعوديين في باريس أو لندن أو الرياض، بحيث إنهم لا يريدون تسميتهم، خشية الانتقام منهم أو من عائلاتهم.
وردا على سؤال حول أسباب تصفية جمال خاشقجي؟: أوضحت كريستين أوكرنت أنّ خاشقجي كان أكثر من مجرد صحافي معروف. فهو-بحسبها -شخصية ذات عمق سياسي بالمعنى السعودي للمصطلح، ويعرف النظام السعودي من الداخل، حيث سبق له أن عمل في قلب المفاعل. فكان صحافيًا شابًا، يدير صحيفة الوطن السعودية، وهذا أمر مهم في بلد يحتل المرتبة ما قبل الأخيرة من حيث حرية الصحافة. وقبل كل شيء كان مستشارًا قريبًا جدًا من الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية على مدى 20 عاماً، والسفير السابق في واشنطن ولندن. وقد أقصاه محمد بن سلمان في سباقه نحو السلطة.
وأيضا كان خاشقجي مقرباً من الأمير القوي والثري جداً الوليد بن طلال، الذي سجن في فندق ريتز كارلتون (عندما تم اعتقال عشرات الأمراء السعوديين ورجال الأعمال بتهمة الفساد في عام 2017).
كما أشارت كريستين أوكرنت نقلاً عن بعض مصادرها داخل السعودية، تأكيدهم أنه ثمة معلومات غير رسمية تفيد بأن محمد بن سلمان عرض على جمال خاشقجي “الأمان مقابل العودة إلى المملكة’’، وهو عرض رفض خاشقجي، معتقداً أن وجوده في حماية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأحد مستشاريه المقربين في إسطنبول يكفي لتوفير الحماية الضرورية له من أن يمسه أي سوء.