بعد الاعتراف السعودي الرسمي بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية في مدينة إسطنبول التركية، صدر أمر ملكي بإفعاء عدد من المسؤولين البارزين وتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة .
وقد كشفت النيابة العامة السعودية طريقة مقتل خاشقجي في القنصلية بإسطنبول، موضحة ان “التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة في موضوع اختفائه أظهرت أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مع المواطن جمال خاشقجي مما أدى إلى وفاته”.
وبحسب وكالة “واس” السعودية، فإن النيابة العامة السعودية أكدت أن تحقيقاتها في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصا جميعهم من الجنسية السعودية، تمهيدا للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة.
إلى ذلك، أعفى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، كلا من المستشار بالديوان الملكي في السعودية سعود القحطاني، ونائب رئيس استخباراتها العامة أحمد عسيري، من منصبيهما.
كما أمر الملك سلمان بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق.
وجاء في الأمر الملكي: “تنهى خدمات الضباط التالية أسماؤهم: مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات اللواء الطيار محمد بن صالح الرميح”، كما أعفي مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد بن حامد المحمادي، فيما أعفي أيضا مساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبدالله بن خليف الشايع.
وتواجه السعودية انتقادات واسعة دوليا على خلفية اختفاء خاشقجي، الذي عارض سياسات المملكة في مجالات عدة، بعد دخوله مقر قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول بتركيا يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر.
وقدمت السلطات التركية والسعودية في وقت سابق روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث قالت أنقرة إنه لم يخرج من المبنى بينما أصرت الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من إنهاء العمل المتعلق بحالته العائلية.
وأثارت القضية اهتمام دول كبرى، مثل فرنسا وبريطانيا اللتين طالبتا السعودية بإجابات “مفصلة وفورية” عن اختفاء خاشقجي، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية.