خلل لوجستي يُصيب الجيش الأميركي

أكد الضابط الأميركي السابق “كريستوفر بوث” أن الجيش الأميركي يعاني خللًا لوجستيًا قد يكون مُكلفًا، مؤكدًا أنّ هذا الجيش “غير مجهّز للمعارك العالية الوتيرة”. وحذّر بوث، في مقالة نشرت على موقع مجلة “ناشيونال انترست”، من عواقب وخيمة في حال عدم معالجة موضوع صيانة المعدات العسكرية خلال نزاعات عالية الوتيرة ضد خصم من القوى الكبرى.

كما تحدث بوث عن ضرورة وضع خطة للجيش الأميركي، مشددًا على أنّ القدرة على صيانة المعدات في الميدان ستشكل نقطة احتكاك بارزة للقوات البرية الأميركية في مواجهة أيّ من القوى الكبرى الأخرى، مضيفًا أنّ المؤسسة العسكرية الأميركية تعتمد كذلك على التفوّق الجوي، والذي هو ليس مضمونًا عندما يكون الخصم من القوى النظيرة.

وبحسب الكاتب، ستبقى قوات المارينز تواجه مشكلة استمرار تزويد تلك القوات التي تقف في الخطوط الأمامية. وأشار الى تحديات مماثلة في تنفيذ عمليات استكشافية في أي نزاع قد يندلع مع الصين. واستشهد الكاتب بما قاله الجنرال السابق، في الجيش الأميركي، ديفيد برغر عن أنّه لن يستطيع إعادة تزويد القوات بشيء سوى الوقود والرصاص في حال اندلاع الحرب بين القوى الكبرى في منطقة المحيط الهادئ، وأضاف: “مثل هذه القيود اللوجستية سيكون لها أثر كبير عند صيانة المعدات العسكرية التي تتعرّض للأضرار”.

كما حذّر بوث من أنّ عدم التمكّن من أعمال الصيانة قد يجعل عودة قوات المارينز مستحيلة إلى المعركة. وبناءً عليه؛ شدّد على أهمية اعتماد أسلحة ومعدات بسيطة وسهلة الصيانة لقوات المارينز في سلسلة الجزر الأولى في شرق آسيا.

وتحدث الكاتب عن مشكلة رئيسة تواجه القوات الأميركية؛ وتتمثل بمدى تعقيد الآليات وأنظمة السلاح التي تعتمد عليها، والذي يجعل الصيانة في ميدان الاستكشاف مستحيلة. ونبّه، أيضًا، إلى القدرة على تدمير أنظمة السلاح الأميركية على الرغم من تكلفتها الباهظة، فهذه الأمور لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل؛ بحسب رأيه. كما لفت، في هذا السياق، إلى أنّ الأسلحة الروسية المضادة للدبابات استطاعت في أوكرانيا بسهولة تدمير الدبابات الأميركية من طراز “برادلي”، وكذلك دبابات “ليوبارد” الألمانية. وأكد أن آلة الحرب الالكترونية الروسية “المتطورة” قوّضت من مدى فاعلية الأسلحة الدقيقة الموجهة.

وتحدث الضابط السابق عن تطوير الخصوم أساليب عدة من أجل استغلال الثغرات في التكنولوجيا المتطورة التي تعتمد عليها الآلة العسكرية الأميركية. وذكر، في هذا السياق، استهداف الأقمار الصناعية وتعطيل أجهزة التتبع (GPS) التي تستخدم في الملاحة وغيره. وأشار، في السياق نفسه، إلى الهجمات “الكهرومغناطسية” أو الإلكترونية الاستباقية، وحتى وضع شيفرة “خبيثة” في الأنظمة من خلال اختراق سلاسل التوريد. وشدّد على أنّ خصوم الولايات المتحدة لن يسمحوا لها بإجراء العمليات اللوجستية في الميدان، وعلى أنه سيكون من الصعب كذلك إخلاء الآليات أو إحضار القطع في الوقت المناسب عبر البر أو البحر، حيث إنّ القوات الجوية والبحرية ستكون منشغلة بمعاركها “الوجودية” في مواجهة الصواريخ البالستية والفرط صوتية الصينية المتطورة، فضلًا عن الهجمات الالكترونية والأسلحة المضادة للأقمار الصناعية.

كما تحدث الكاتب عن احتفاظ المقاولين بالملكية الفكرية للكثير من أنظمة السلاح الجديدة، مثل F-35، وهو ما يجعل هذه الأنظمة أشبه “بالصندوق الأسود” الذي لا يستطيع سوى المقاولين أنفسهم فهمه بالكامل، وذلك -برأيه- قد يخلق تحديات للجيش الأميركي.

وفي الختام، استبعد الكاتب أن يتجه الجيش الأميركي أو قوات المارينز إلى أسلحة ومعدات أقل تطورًا تعود إلى ما قبل ثورة أشباه المواصلات، مشدّدًا على ضرورة إعطاء اهتمام أكبر للحدّ من مدى تعقيد أنظمة السلاح وتقليص الحاجة إلى صيانتها في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *