رأى السفير الأميركي الأسبق لدى حلف الناتو روبرت هانتر في مقالة نشرها موقع “Responsible Statecraft” أن الرئيس الأميركي جو بايدن اتخذ القرار الصائب بسحب جميع قواته من أفغانستان، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن بايدن قد يدفع ثمنًا سياسيًا باهظًا.
هانتر نبّه الى أن الولايات المتحدة ستدفع “ثمنًا دوليًا” أيضًا في حال عدم اتخاذ بايدن خطوات إضافية بشأن أفغانستان والدول المجاورة لها، واستغرب غياب مساعي بايدن للحدّ من التداعيات السلبية الإقليمية الناتجة عن “خسارة” أفغانستان.
وأضاف “على الرغم من أنه كان واضحًا أن انسحاب الغرب من أفغانستان يجب أن يترافق معه العمل الدبلوماسي الإقليمي الجاد والذي يشمل الدول المجاورة لأفغانستان مثل باكستان وإيران وروسيا والصين والهند، إلّا أن المساعي الأميركية على صعيد تنظيم العمل الدبلوماسي ووضع إطار سياسي في المنطقة غابت
كما شدد الكاتب على أنه لا يمكن وضع مثل هكذا إطار سياسي من دون اشراك إيران، وعلى أنه لا يمكن انجاز الكثير من دون أن تكون طهران جزءًا من العمل الدبلوماسي الإقليمي.
وبينما عاد الكاتب وقال إن قرار سحب القوات الأميركية من أفغانستان هو في محله، حذّر في المقابل من تقويض المصداقية الأميركية داخل المنطقة وخارجها في حال تبني واشنطن سياسة اللامبالاة لفترة ما بعد الانسحاب.
كذلك لفت الكاتب إلى أن دولًا منافسة للولايات المتحدة مثل روسيا والصين بدأت تنشط في الملف الافغاني، مشددًا على ضرورة أن تسعى واشنطن لإقناع موسكو وبيكن بإمكانية خدمة المصالح المشتركة من خلال التعاون بين القوى الكبرى، وأضاف أن ذلك قد يحمل معه مكسبًا جانبيًا يتمثل بمنع حصول حرب باردة جديدة، إذ سيتبيّن حينها إمكانية العمل الجماعي في مواجهة الاضطراب الصاعد في جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط.
وبينما قال الكاتب إن بإمكان بايدن بدء التحرك على الفور، حذّر من أن عدم تحركه وتحقّق سيناريو سيطرة طالبان على البلاد أو حصول حرب أهلية سيفتح الباب لتصنيف بايدن بانه هو من “خسر أفغانستان” وأخفق على صعيد تأمين المصالح الأميركية في المنطقة عمومًا.