تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن تقرير أممي يؤكد حدوث انتهاك للحظر المفروض على إرسال السلاح إلى ليبيا من قبل مؤسس شركة “بلاكووتر” “Blackwater” الأمنية الخاصة اريك برنس، إذ جرى إرسال السلاح والمرتزقة إلى قوات الجنرال خليفة حفتر وتحديدا إلى شرق البلاد خلال العام 2019.
وفي التفاصيل، قالت الصحيفة إن “التقرير الذي أعده محققون تابعون للأمم المتحدة أُرسل إلى مجلس الامن يوم الخميس الماضي، ويكشف أن برنس أرسل المرتزقة الأجانب المسلحين بالطائرات المقاتلة والقدرات في مجال الحرب الالكترونية إلى شرق ليبيا، ويضيف أن حفتر لجأ إلى برنس تزامنا مع المعارك التي دارت للسيطرة على العاصمة طرابلس وبعد أن أرسلت تركيا عددا من قواتها من اجل دعم قوات حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة”.
وتابعت الصحيفة أن “التقرير يفيد أن حفتر اجتمع مع برنس في القاهرة بعد 10 أيام من بدء المعارك، وعرض برنس حينها مساعدة الجانب الليبي”، مشيرة إلى أنه “بعد مرور أربعة أيام على ذلك أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دعمه لحفتر، ما شكل تحولاً في السياسة الأميركية حيال ليبيا”.
الصحيفة ذكرت أن “العملية تحولت إلى كارثة بعد مرور أشهر فقط، إذ وقع خلاف بين حفتر والمرتزقة (وهم فريق مؤلف من عشرين عنصرا من جنسيات بريطانية وأسترالية وجنوب افريقية وأميركية) “، موضحة أن “الجنرال الليبي اتهم المرتزقة بعدم تنفيذ التعهدات المتعلقة بإرسال طائرات مروحية من طراز “كوبرا” “Cobra”، وقد غادروا ليبيا بتاريخ 19 حزيران/يونيو 2019”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “التقرير الأممي يتحدث عن بقاء فريق متخصص في الحرب الالكترونية وعدد من الطائرات المقاتلة في ليبيا”.
كما قالت إن “المرتزقة كانوا قد وضعوا خططا لتشكيل فريق من اجل اغتيال عدد من القادة الميدانيين الليبيين”، مضيفة أن “الشخصيات التي وُضعت على لائحة الاغتيال شملت قياديين ميدانيين اثنين يحملان الجنسية الايرلندية، ما يؤكد أن المرتزقة كانوا على استعداد لاستهداف مواطنين من الاتحاد الأوروبي”.
وذكرت الصحيفة أن “برنس كان من أكبر داعمي ترامب خلال توليه منصبه”، ونقلت عن مسؤول غربي قوله إن “المحققين الأمميين حصلوا على سجلات هاتفية تؤكد أن كريستيان ديورانت صديق برنس اتصل بالبيت الأبيض في أواخر شهر تموز/يوليو 2019 دون ان تتبين الجهة التي كان يحاول الاتصال بها”.
الصحيفة قالت إن “التقرير الاممي يطرح سؤالا عما إذا كان برنس قد استفاد من علاقاته مع إدارة ترامب من أجل تنفيذ العملية في ليبيا”.
وأضافت الصحيفة أن “التقرير يكشف أن ديورانت توجه إلى الأردن من أجل شراء طائرات مروحية من طراز “كوبرا” “Cobra” من الجيش الأردني، إلا أن عمان رفضت الطلب ما دفعه إلى اختيار جنوب افريقيا كبديل للحصول على طائرات مقاتلة جديدة”.
كما لفتت إلى أن “التهمة الموجهة إلى برنس بانتهاك الحظر الأممي المفروض على إرسال السلاح إلى ليبيا، قد تعرضه للعقوبات الأممية مثل الحظر على السفر وتجميد حسابه المصرفي”.
وتساءلت الصحيفة: “من هو الطرف الذي قام بتمويل العملية التي بلغت تكلفتها 80 مليون دولار؟” ونقلت في هذا السياق عن خبراء ومسؤولين غربيين أن “دولة الامارات هي المشتبه به الأول للقيام بذلك، إذ يفيد التقرير الاممي أن المرتزقة كان لديهم مكاتب وحسابات مصرفية وشركات وهمية في الامارات”.
وختمت الصحيفة مشيرة إلى أنه “كما في تحقيقات اممية سابقة رفضت الإمارات التعاون في تقديم المعلومات حول الموضوع”.