شهد اليمن تفشيًا غير مسبوق للأمراض والأوبئة القاتلة التي تسبّبت في وفاة الآلاف جراء العدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني منذ ست سنوات.
وتفاقمت المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون بسبب الحصار وإغلاق مطار صنعاء الدّولي وعدم دخول الأدوية اللّازمة في انتشار الأوبئة والأمراض في ظلّ الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان السعودي.
ويتعمّد تحالف العدوان في زيادة معاناة الشعب اليمني من خلال منع دخول المشتقات النفطية ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض كالكوليرا والملاريا والضنك وغيرها وصعوبة الحصول على خدمات صحية جيدة ومياه شرب نظيفة.
وأوضح الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور نجيب القباطي أنّ العدوان الحاقد استهدف البشر والشجر والحجر ودمّر البنية التحتية وتسبب في وفاة الآلاف نتيجة منع وصول الدواء والغذاء .
وذكر أنّ منع دخول الأدوية والمشتقات النفطية زاد من معاناة الشعب اليمني وساهم بشكلٍ كبير في تفشي الأوبئة والأمراض كالكوليرا والدفتيريا والإنفلونزا والضنك والملاريا وغيرها من الأمراض التي فتكت بالشعب اليمني .
ولفت الدكتور القباطي إلى أنّ الوزارة تبذل قصارى جهدها لمواجهة هذه الأمراض والأوبئة والحدّ منها خاصّة في المحافظات، مبيّنًا أنّ الوزارة تتحمّل الأضرار الصحية الناجمة عن تداعيات العدوان والحصار وارتفاع معدلات الفقر وانخفاض أو انقطاع الموازنات الحكومية للأنشطة الصحية أو الخدمية التي تتزامن مع القصور في خدمات البنية التحتية لمختلف القطاعات بالإضافة إلى النزوح الذي يشكل عاملًا مهما في انتقال الأمراض ويجعل من المنازل المهجورة بؤرًا لتوالد البعوض الناقل للمكرفس والضنك.
وأكّد أنّ وزارة الصحة، تقوم بالإستعداد مبكرًا وبشكل دوري لتوفير مستلزمات المكافحة كالمبيدات ومعدات الرش لتنفيذ أعمال الرش الروتينية والقضاء على النواقل وتوزيع ناموسيات مشبعة بالمبيد على السكان في المناطق المستهدفة لحمايتهم من البعوض وكذا تزويد المرافق الصحية بالأدوية ومستلزمات التشخيص.
بالأرقام.. الصحة اليمنية تشير إلى انتشار الأمراض
وأوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان أنّ إجمالي حالات الإشتباه بالكوليرا في العام الماضي 2020 بلغ 228 ألف حالة، فيما بلغت حالات الإشتباه بالتهابات الإنفلونزا الموسمية ستة آلاف و 615 حالة.
وأشار التقرير إلى أنّ حالات الإشتباه بمرض الدفتيريا والخناق بلغت 14 ألفًا و 210 حالات فيما بلغت حالات الإشتباه بالإصابة بداء الكلب 14 ألفًا و 210 حالات.
كما تمّ تسجيل مليون و 200 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالملاريا، وبلغ عدد الإصابات المؤكّدة 152 ألف حالة، فيما بلغت الإصابات المؤكّدة بحمى الضنك 57 ألف حالة .
الملاريا والضنك
وبيّن الدكتور القباطي بأنّه تمّت الإستجابة فيما يتعلّق بمواجهة حمّى الملاريا والضنك من خلال توزيع حوالي مليونين و 500 ألف ناموسية لحماية خمسة ملايين مستفيد، ورش أكثر من 700 ألف منزل يقطنها حوالي ستة ملايين مستفيد، بالإضافة إلى توزيع أكثر من مليون و500 ألف من أشرطة الفحص السريع للملاريا والضنك، و توفير أدوية الملاريا المختلفة لحوالي 950 ألف مريض بالملاريا وتدريب أكثر من 10 آلاف من الكوادر الصحية على السياسة العلاجية للملاريا والضنك والتشخيص المجهري للملاريا .
مرضى الكوليرا
وفيما يتعلّق بمواجهة الكوليرا أكّد الناطق باسم وزارة الصحة أنّه تمّ تسجيل وتشخيص ومعالجة أكثر من أربعة ملايين حالة إسهالات وكوليرا ، وتجهيز 250 مركزاً للمعالجة، وألف زاوية إرواء ، بالإضافة إلى بناء وتجهيز 39 مركزاً، وإمداد مراكز معالجة الكوليرا وزوايا الإرواء بأكثر من مليون و800 ألف لتر من الوقود وأكثر من 75 مليون لتر من المياه النظيفة وتزويد المستشفيات بأكثر من 14 مليوناً و 500 ألف لتر وقود وأكثر من 490 مليون لتر مياه نظيفة .
الدفتيريا والبلهارسيا
وفيما يخصّ التدخل السريع لمواجهة مرض الدفتيريا أشار إلى أنّه تمّ ترميم وتجهيز عدد 28 مركز معالجة وعناية مركزة لحالات الدفتيريا في 28 مستشفى، ومعالجة ثلاثة ملايين و 500 ألف من خطر البلهارسيا في المديريات ذات الخطورة ، فيما تمّ اكتشاف ومعالجة 26 ألف حالة إصابة بمرض السل .
ومنذ ست سنوات يعيش المواطنون حالة من الترقّب خوفًا من الموت قصفًا أو فتكًا بالأمراض والأوبئة، نتيجة استمرار العدوان الذي خلّف وضعًا صحيًا كارثيًا جراء التّدمير الممنهَج للبنى التّحتية والحصار الخانق.