الاستقلال ينقسم الى قسمين:
1_ استقلال عن الدول المحتلة المستعمرة كفرنسا وبريطانيا والتي احتلت بلادنا وجزّأتها وقطعت أوصالها وسلبت ثرواتها وخيراتها وفرضت حكومات عميلة تحكم بأنظمة طائفية تخدم مشاريعها الاستعمارية في بلادنا، وهذا استقلال واجب ومطلوب ومرغوب.
2_واستقلال عن الاخ والشقيق وهو استقلال مزيّف ومغلّف بعناوين براقة كالحفاظ على سيادة والحدود والتراب في وجه الاخ والشقيق والوفاء لثنائية العلم والنشيد – وكل منا له علمه ونشيده – وهو بمثابة تجزئة وتقسيم لبلادنا وتقطيع لأوصالها، لمصلحة إنشاء كيانات طائفية وقومية ومذهبية متناحرة غير متجانسة ولا تمتلك القابلية للحياة والاستمرارية الاقتصادية والسياسية والأمنية إلا بالتبعية لدول الاحتلال والاستعمار السابقة وهذا استقلال محرم ومزيف ومكذوب.
العصر اليوم هو للتّكتّلات الكبرى ولا مكان للدويلات القطريّة في هذا الزمان، وأكبر دليل على ذلك أن الدول الاستعمارية التي قسمتنا اجتمعت تحت مسمى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الأمريكية التي تخترق سياداتنا وتطالبنا بالمحافظة على السيادة وضبط الحدود في وجه بعضنا البعض تقوم بالأساس على نظام الولايات فهي تتكون من أكثر من 50 ولاية تتكامل فيما بينها ولها رئيس واحد ونظام واحد وجيش واحد وعدد سكانها يتجاوز 250 مليون نسمة تتعدد اعراقه وألوانه وأديانه، فلماذا نمنع من التكامل فيما بيننا بل ونشجع على الانقسام والانشطار تحت عناوين شتى كحقوق الأقليات وحق تقرير المصير ،الغاية من كل ذلك إضعاف أمتنا ليسهل تطويعها والسيطرة عليها. ولو تكاملت دولنا فيما بينها لعدنا كما كنا أمة مُهابة تفرض رؤيتها، وتمتلك قرارها وتتمتع بثرواتها وخيراتها، بدل أن تعيش على الفُتات الذي تتركه الدول الكبرى بعد نهب خيراتنا. الاستقلال يكون في صناعة مشروع وحدويّ تكامليّ يجمع الجغرافيا السياسية والاقتصادية لأمتنا، بحيث تعود كما كانت دولة معتبرة مُهابة الجانب، تعيش مكوّناتها الدينية والعرقية والمذهبية والقومية بحرّيتها من منطلق التكامل الإنسانيّ، بعيداً عن منطق الأكثريات والأقليات فالكل في الواجبات والحاجيات الإنسانية سواء وذلك بدل دويلات التّجزئة القطريّة المفروضة علينا وهي كيانات غير قابلة للحياة وتعيش بالدّم المستعار.
_والاستقلال الحقيقي يكون يوم نمتلك قرارنا واستقرارنا واستمرارنا سياسياً وأمنياً واقتصادياً بعيداً عن حماية الأساطيل الغربية لحكومات السلب المستنسخة العميلة داخل بلادنا.
فكل استقلال ونحن وأنتم بألف خير