أثار الإعلان الأميركي عن تطبيع العلاقات بين الخرطوم و”تل أبيب” موجة غضب واسعة في الأوساط السودانية.
وفي أول ردة فعل شعبية بعد الإعلان، تظاهر سودانيون مساء أمس في العاصمة السودانية، وشارك بعضهم في وقفة احتجاجية ضد اتفاق التطبيع في شارع رئيسي شرقي الخرطوم.
وبث ناشطون مقاطع مصورة للمحتجين توجهوا فيها بهتافات لرئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهاني بالقول:”اسمع اسمع يا برهان، لا تطبيع مع الكيان”، كما رددوا هتاف:””لا تفاوض ولا سلام.. لا صلح مع الكيان”، و”لا بنستسلم ولا بنلين.. نحن واقفين مع فلسطين”.
سياسيًا، رفضت أحزاب بشكل قاطع التطبيع مع كيان العدو الغاصب لفلسطين، وأعلنت عزمها تشكيل جبهة لمناهضته، في مقابل أحزاب أخرى تدعمه.
وتوافقت أحزاب البعث، الشيوعي، الناصري ضمن منظومة تحالف قوى الإجماع الوطني والأمة القومي مع المؤتمر الشعبي، وحركة الاصلاح على مناهضة التطبيع.
تحالف قوى الإجماع الوطني
بيان لتحالف قوى الإجماع الوطني-ثاني أبرز مكونات أحزاب قوى إعلان الحرية والتغيير- رفض الخطوة التطبيعية وقال:”نرى أن شعبنا الذي يتم عزله وتهميشه بطريقة منهجية عبر الصفقات السرية غير ملزم بما ينتهي إليه التطبيعيون من اتفاقيات، وسيلتزم شعبنا بمواقفه التاريخية، ويعمل من خلال جبهة عريضة لمقاومة التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني من أجل الحصول على كامل حقوقه المشروعة”.
حزب البعث السوداني
بدوره، كشف الناطق باسم حزب البعث السوداني محمد وادعة عن اتصالات سياسية ومجتمعية لتشكيل جبهة ضد التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
وقال وداعة:”شرعنا منذ أيام باتصالات سياسية مكثفة مع رموز المجتمع، في قطاعات الفن والثقافة والكتاب لتكوين جبهة ضد التطبيع”، مضيفًا:”هناك عدد من الأحزاب داخل قوى إعلان الحرية والتغيير حذرت الحكومة بسحب التأييد منها عند التطبيع، كما أن أحزابا أخرى ستعلن مواقف شبيهة”.
وأكد وداعة أن هناك مشاورات ولقاءات حول كيفية مقاومة التطبيع، مشددًا على أن “التطبيع مع “إسرائيل” خطوة مرفوضة، وأن الحكومة غير مخولة اتخاذ مثل هذا الإجراء مع دولة مغتصبة وعنصرية وتمارس التمييز الديني”.
حزب المؤتمر الشعبي
حزب المؤتمر الشعبي أكد على لسان أمين أمانة العلاقات الخارجية فيه محمد بدرالدين رفضه للتطبيع مع العدو، مشددًا على أن لا سبب يدفع بلاده للتطبيع مع دولة معتدية.
وقال بدرالدين إن:””إسرائيل” كيان معتدٍ وخارج على القانون الدولي، ولا سبب يجعلنا نقيم علاقات معه”.
وأعلن بدرالدين انضمام حزبه إلى جبهة سودانية ضد التطبيع، مشيرا إلى اتصالات مع أحزاب أخرى بهذا الشأن.
حزب الأمة القومي
وكان رئيس حزب الأمة القومي بالسودان الصادق المهدي أكد الخميس الماضي أنه سيسحب تأييده للسلطات الانتقالية في البلاد، إذا أقدمت على التطبيع مع “إسرائيل”.
وشدد المهدي في بيان على أن العلاقات مع إسرائيل “لا صلة لها بالسلام، بل سوف تدفع نحو مزيد من المواجهات لا سلام بلا عدالة”.
وأضاف:”مؤسسات الحكم الانتقالية غير مؤهلة لاتخاذ أية قرارات في القضايا الخلافية، مثل إقامة علاقات مع دولة الفصل العنصري “إسرائيل””.
وعن موقف الحزب من التطبيع، قال المهدي:”سنسحب تأييدنا لمؤسسات الحكم الانتقالي إذا أقدمت على إقامة علاقات مع دولة الفصل العنصري والاحتلال”.
الحزب الشيوعي السوداني
وفي 22 أغسطس/آب الماضي، أعلن الحزب الشيوعي السوداني على لسان عضو سكرتارية اللجنة المركزية رفضه أي تطبيع للعلاقات بين السودان و”إسرائيل”.