ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان خطبة عيد الأضحى من على منبر مسجد التوبة بطرابلس متناولاً معاني العيد والفضائل الاسلامية والمفاهيم المستقاة من الأضحى.
وأضاف فضيلته ” الوحدة والاعتصام بحبل الله سبحانه ليست وظيفة دينية مجردة فقط وانما هي وظيفة لها انعكاسات على الواقع الانساني سياسي واقتصاديا ومعيشيا وحياتيا داعيا الى التكامل على المستوى الاقتصادي لأن الحصار الذي يفرضه الكفر العالمي وامريكا وفرنسا وكل تلك الدول هو حصار يمنع عنك النفط والفيول ويمنع عنك استيراد كل شيء من أجل أن يحاسبك على قرارك وعلى خيارك وإن لم يتمكنوا من تنفيذ ذلك بشكل مباشر، فلقد انتدب هؤلاء حكومات وأنظمة وملوك لينفذوا هذه الأجندة علينا، واليوم أضحى ممنوعا أن تستورد من الدول العربية النفط او من الخليج ويجب أن تعيش في العتمة ليقال لك بعد ذلك ” هذا نتيجة خياراتك الخاطئة بابتعادك عن مشروع الكفر العالمي…” يجب أن لا تخرج من تحت رقّ الاستعمار الأمريكي أبدا، ولا بد من أن تضبط الحدود المصطنعة من قبل سايسكس-بيكو بشكل دقيق حتى لا تدخل الفاكهة والخضار والقمح وكل المنتجات بين لبنان وسوريا او العراق او تركيا او الخليج او ايران او باكستان او ماليزيا لتموت وأنت محاصر وتدفع ثمن خروجك عن الارادة الفرعونية الامريكية.
وتابع فضيلته ” عندما نعتصم بحبل الله في الدائرة العربية وفي الدائرة الاسلامية وفي الدائرة الانسانية لن يستطيع بعد ذلك حصار شعب أبي طالب ولا حصار ترامب او غيره ان يفرض علينا حصارا نفطيا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” الناس شركاء في ثلاث : الماء والنار والكلأ ” إذاك تصبح شريكا في كل آبار النفط في كل دولنا العربية والاسلامية وعندها لن يستطيع أن يفرض عليك سياسة غير السياسة الشرعية التي جاء بها نبي الاسلام عليه السلام، عندما نعتصم بحبل الله جميعا لأن إهراءات السودان وارض النيل وارض دجلة والفرات قد حبا الله أرضنا بكل ذلك، فلا يجوع أحد والله سبحانه هو الرزاق، عندما نتكامل مع بعضنا نمتلك من الثروات ومن الخيرات ما لا يمتلكه أحد، وعندها لا يتحول الانسان الى أضحية لأن هناك نوعا من أنواع الإفقار بجائحة وحصار يفرض عليك يجوعك ويفقرك ويمنع عنك الماء والغذاء والكهرباء والنفط لتخضع ، والرد لا يكون أبدا بالوقوف مع كل أولئك الفاسدين الساقطين من وزراء ونواب الذين سلبوا لبنان على مدى عقود هؤلاء الذين ضحوا بشعبهم كرمى لعيون الشرق والنهب ، فكل من نهب وسرق وأخضع الشعوب الى سياسية الشرق والغرب هو خارج دائرة الاخوة وخارج دائرة الامة .
وختم فضيلته ” الاعتصام في ما بيننا بعيدا عن كل دوائر التقسيم نستطيع من خلاله أن نشمخ عاليا أعزة دون الحاجة للشرق او الغرب ، وعندما تدرس التركيبة الاجتماعية في بلادنا نكتشف كيف استطاع الاستكار والكفر العالمي أن يجزئ بلادنا، فعلى مستوى العوائل تجد عائلات كالمقدسي او الحمصي او الحلبي او الشامي او… كيف أتت كل تلك العائلات الى لبنان؟ لم يكن هناك حدود مصطنعة وكانت البلاد تسمى ببلاد الشام وبلاد شمال افريقيا والحجاز، قسمنا الكفر العالمي وسررنا بالتقسيم حينها، عندما تنتفض وتغير على كل تلك العناوين الكاذبة القومية والعرقية والمذهبية لتلتقي في دائرة الاسلام وفي دائرة الانسانية ستكسر كل أشكال الحصار بالعودة الى وحدتنا واصالتنا وانسانيتنا .
الشيخ شعبان تقبل التهنئة بالعيد من المصلين بعيد صلاة وخطبة العيد في داخل وباحة مسجد التوبة بعيد صلاة الأضحى.