تردد صدى الشهادة النادرة التي أدلى بها الممثل الأمريكي الكندي اليهودي سيث روغن لبرنامج “مارك كارون” على وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل ملفت للنظر، إذا تحدث روغن بشفافية عن حجم الأكاذيب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وكيفية تطعيم الأطفال اليهود بمعلومات مغلوطة بشكل متعمد عن الأرض المحتلة والفلسطينيين.
وتناولت صحيفة “الغارديان” هذه التعليقات بشكل واسع، لتوضح أن روغن أدلى بهذه الشهادة أثناء حوار مع شبكة “دبليو تي في” للترويج لفيلمه الجديد” المخلل الأمريكي”، الذي يتناول قصة مهاجر يهودي من عشرينات القرن الماضي يقع في وعاء ملحي ليستيقظ في منطقة بروكلين بمدينة نيويورك الحديثة، مشيرة إلى أن تعليقاته أثارت العلاقة المشحونة المزعومة بين إسرائيل واليهود في أمريكا الشمالية.
أكد روغن لمضيفه مارك مارون أن طعامه، كشخص يهودي، كان عبارة عن كمية كبيرة من الأكاذيب الإسرائيلية طوال حياته
وقال سيث روغن إنه تغذى على كمية كبيرة من الأكاذيب حول إسرائيل، عندما كان شاباً يهودياً حيث حضر إلى “الكيبوتس”الذي شهد اللقاء بين والديه ولكن لم يخبره أي أحد هناك بأن إسرائيل قامت على أرض يعيش فيها فلسطينيون، مشيرا إلى أن هذه الحقيقة كانت مغفلة بشكل دائم.
وأكد روغن لمضيفه مارك مارون أن طعامه، كشخص يهودي، كان عبارة عن كمية كبيرة من الأكاذيب الإسرائيلية طوال حياته، وقال: “لا يخبرونك أبداً، وكأن الحديث سيفتح باباً ملعوناً”.
وقد أدت نكبة 1948 إلى طرد أكثر من 700 ألف فلسطيني من منازلهم وقيام كيان الاحتلال الإسرائيلي. واليوم، كما يضيف تقرير الغارديان، تشكل هذه الأسر حوالي 5.6 مليون فلسطيني.
وتحدث روغن ومضيفه مارون، وهو يهودي ايضاً، بإسهاب عن إسرائيل و”معاداة السامية”، التي قال روغن إنها ما زالت منتشرة في جميع أنحاء العالم.
وقال روغن: “أتذكر أن والدي قال لي بصراحة إن الناس يكرهون اليهود وأنه يجب أن يكون على علم بذلك”، مشيراً إلى أن ذلك قد غرس في صدره منذ الصغر فكرة “أن هؤلاء الأوغاد يكرهوننا”.
سيث: “لقد زرعوا في صدرونا فكرة أن هؤلاء الأوغاد يكرهوننا”
وقد أشار الصهاينة دائماً إلى الهولوكوست، والحديث للغارديان، وقرون من معادة السامية في أوروبا كدليل على أن اليهود لن يكونوا آمنين أبداً بدون دولة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان روغن سيذهب للعيش في “إسرائيل”، أجاب لا، وقال مضيفه مارون: “أنا ايضاً لن أذهب، هذا سيغضب مجموعة من اليهود”.
وسارعت الصحافة الإسرائيلية إلى الهجوم على روغن، وقال لاهاف هاركوف من “جيروزاليم بوست” إن تصريحات روغن تنبع من جهل؛ لأنه لا يفهم لماذا يجب أن تكون إسرائيل منطقة لملايين اليهود في العالم.
وتأتي هذه التعليقات وسط مخاوف إسرائيلية من انخفاض تأييد اليهود في أمريكا الشمالية لإسرائيل على الرغم من أن استطلاعات الرأي، في الواقع، لا تظهر ذلك.
وغالباً ما يتجدد النقاش إذا انتقدت شخصيات يهودية معروفة إسرائيل بشدة، وفي الآونة الأخيرة، تعرض بيتر بينارت، وهو معلق سياسي يهودي أمريكا بارز، للسخرية بسبب تعليقات تساءل فيها عما إذا كان بإمكانه أن يبقى ليبرالياً وداعماً لإسرائيل في نفس الوقت في حين يتم حرمان الملايين من الفلسطينيين من الحقوق الأساسية.