رأى الكاتب فرهاد مانجو في مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن “العنف والقمع الذي مورس بحق المتظاهرين أدى إلى تزايد التأييد وعدد المشاركين في الاحتجاجات”، مشيرا إلى ان ما جرى جعل الرأي العام الأميركي مؤيدا بشكل دائم لمنظمة “Black Lives Matter” (حياة السود مهمة).
وقال الكاتب إن “المنظمة تتحدث منذ العام 2013 عن سلوك قوات الشرطة العنفي، وقد أثبت تعاطي الشرطة مع المحتجين صحة كلام هذه المنظمة”.
الكاتب لفت إلى أن الممارسات القمعية والإجرامية بحق المتظاهرين، لا تشمل قوات الشرطة على مستوى الولايات والبلديات فحسب، بل ان ضباطا فدراليين تورطوا بقمع المتظاهرين أمام البيت الأبيض””، مضيفا ان “القضية تشمل كذلك قادة قوات الشرطة ووزير العدل الأميركي والرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه”.
واعتبر أن المنظمة تسعى إلى تسليط الضوء على مستوى العنف والظلم الذي يمارس بحق السود داخل المجتمع الأميركي، خاصة من قبل الشرطة”، وذكر أن “المتظاهرين قالوا إن المشكلة لا تتعلق فقط بعناصر الشرطة، بل هي مشكلة ثقافة تحمي الظالمين وترفض التغيير، إذ تعتبر “ثقافة إنفاذ القانون” لدى الشرطة الاميركية أن السود لا يستحقون الحماية”.
هذا وقال الكاتب إن “الشرطة تصرفت بشكل قاس مع المتظاهرين امام الكاميرات، بحيث شاهد المواطنون الاميركيون ما حصل بشكل علني وواضح”.
وبحسب الكاتب، فقد سبق أن نظمت المنظمة تظاهرات في وقت سابق، إلا أنه لم يسبق وان حصلت تطورات بالحجم الذي يحدث اليوم” ، مشيرا إلى أن “السياسيين في أميركا على كافة المستويات يعلنون دعمهم للمنظمة، إذ بات يحكى الآن عن تقليص تمويل وتسليح الشرطة”.
ولفت مانجو إلى أنه من النادر أن تتم إقامة محاكمة جنائية على خلفية قيام الشرطة بقتل مواطن أسود كما حصل في الآونة الأخيرة بعد مقتل جورج فلويد، ناهيك عن المظاهرات الشعبية الضخمة”.
الكاتب قال إن “ما يجري في أميركا اليوم لا يتعلق بشريط فيديو يصور تعنيف فلويد على أيدي الشرطة”، مشيرا إلى أن الادلة التي تثبت وحشية الشرطة اصبحت منتشرة بحيث لم يعد باستطاعة المسؤولين الاميركيين المنتخبين تجاهل الموضوع.
وختم مانجو قائلا إن “تجاهل هذه القضية سيصبح عبئا سياسيا، ما قد يدفع الأمور إلى التغير في الوقت القريب”.