وكالات: اتهم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الإسلاميين في بلاده بأنهم سبب المآسي في البلدان العربية، وتوعد بأن الدولة ستتخذ الإجراءات اللازمة بحقهم في الوقت المناسب.
وأوضح ولد عبد العزيز في مؤتمر صحافي عقده في وقت متأخر من ليل الخميس/الجمعة أن «مآسي العرب والمجتمع العربي واضحة سببها أولا إسرائيل منذ 1948 ما حدث في فلسطين، لكن ما عاشه العرب في السنوات الأخيرة كان مأساة أكبر بسبب الإسلام السياسي وحركاته المتطرفة التي خربت الأوطان وأراقت الدماء».
وقال إن «تسييس الدين أحدث مأساة أكبر مما قامت به إسرائيل، وإن الدول العربية حطمها الإسلام السياسي، وهذا ما لم يقم به البعثيون والناصريون والشيوعيون».
واتهم ولد عبد العزيز الإسلاميين بخدمة أهداف إسرائيل، وهي تدمير الدول العربية وعزلها وإضعافها، وهذا ما فعله الإسلاميون فيما يعرف بـ«الثورات».
وأضاف «هذه الحركات التي كانت تحكم الدول العربية لم تحطم الدول العربية مثلما حطمها الإسلام السياسي، لذا وفي المحصلة إسرائيل أكثر إنسانية من هؤلاء، وخسائر العرب في حروبهم مع إسرائيل أقل من خسائرهم اليوم حين حمل الإسلاميون السلاح ضد الدول».
وأكد أن بلاده ليست دولة علمانية «لكننا لا نقبل أن تتبنى الدين حركة سياسية، وليس مقبولا ولم يعد مقبولا ولن نقبل ذلك في المستقبل»، في إشارة لحزب «تواصل» الإسلامي الذي حل ثانيا في الانتخابات بـ14 نائبا.
وتابع ولد عبد العزيز أن تغيير الدستور أمر ممكن، وأنه لا مواد محصنة في الدستور ولا يوجد دستور جامد أو مواد جامدة.
وذكر أن الأغلبية، التي تمثلت في الحصول على 120 مقعدا من أصل 157 مقعدا، أغلبية مريحة تمكن الحكومة بعد فاتح تشرين أول/ أكتوبر المقبل من تمرير أي مشروع تراه مناسبا.
وأشار إلى عدم وجود أي مادة في الدستور الموريتاني الحالي تحظر على رئيس الجمهورية أو أعضاء الحكومة مساندة طرف سياسي أو حزب سياسي أو العمل لصالح حزب ينتمون إليه من أجل الحصول على أغلبية برلمانية أو كسب معركة انتخابية، مستغربا انخراط من يتشدقون بالديمقراطية وراء هذه الدعاية غير المؤسسة والسخيفة.
هذا ورد إسلاميو حزب التجمع بقوة على تصريحات الرئيس ولد عبد العزيز، حيث أكدوا في بيان وزعوه مساء أمس «أن الهجوم المتكرر لرئيس الجمهورية على الحزب قبل الحملة وأثناءها وبعدها، لا يعبّر إلا عن حالة القلق قبل الانتخابات وحالة الصدمة بعدها، كما أن استحقاق انتخابات 2019 الرئاسية يلقي بظلاله على مختلف تصرفات النظام وتصريحاته».
وأضاف البيان «ومهما يكن فإن حزب «تواصل» لا يحتاج، بعد حقائق الواقع والتجربة، إلى مزيد من التزكية في اعتدال نهجه ووطنية مشروعه».
«إن أخطر ما يمكن استيراده لموريتانيا وشعبها من الأفكار، يضيف حزب التجمع، هو العقليات الاستبدادية والحلول الإقصائية في التعاطي مع المعارضة الوطنية، وقد رأى العالم أن حكم الاستبداد والانقلاب وطغيان السلطوية هو السبب الأول لدمار الدول قديما وحديثا».
ودعا إسلاميو حزب التجمع «المعارضة الموريتانية بكل أطيافها وأحزابها وكافة الوطنيين في البلد إلى البدء فورا ودون تأخير في التشاور والتنسيق من أجل بناء موقف موحد ورؤية مشتركة لصالح ترسيخ الديمقراطية في موريتانيا ومنع التعدي على الدستور وضمان التناوب السلمي على السلطة».