أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن مباحثات جديدة مع نظيرتها الأمريكية لإخلاء مخيم الركبان الحدودي مع الأردن إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية في ظل معاناة إنسانية كبيرة لقاطنيه.
المتحدث باسم الخارجية الروسية ذكر يوم الخميس الماضي أنّ الوزارة تعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لإخلاء اللاجئين من الركبان إلى مناطق سيطرة الدولة السورية برعاية مكاتب الأمم المتحدة في دمشق، فيما تحدّثت مواقع إعلامية مُعارضة عن أن أكثر من خمسة آلاف مسلح من ميليشيا ما يسمى “شهداء القريتين” بدأوا بتسجيل أسمائهم للخروج من مخيم الركبان باتجاه الشمال السوري بعد انتشار أنباء عن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية.
قبل عدة أيام، قيل الكثير عن قرب التوصل لاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة لإخلاء مخيم الركبان الحدودي مع الأردن والقريب من منطقة التنف التي تحتلها أمريكا ونقل الإرهابيين إلى ادلب وتفكيك المخيم وإعادة المواطنين المحتجزين فيه إلى بلداتهم وقراهم مع البدء بإخلاء القاعدة الأمريكية بعد ذلك، مصدرٌ سوري مطلع على الوضع في تلك المنطقة قال لموقع “العهد” الإخباري إنّه “حتى اليوم وعلى الرغم من إعلان الخارجية الروسية أن هذه المفاوضات تجري بشكل حقيقي وقد تكون وصلت إلى مراحل متقدمة، إلّا أنه لم يبدأ تنفيذ أيّ إجراء من إجراءاتها اللوجستية، وقد يعود ذلك لأن أمريكا ترهن موافقتها على تنفيذ هذا الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بالأثمان التي تريد الحصول عليها والتي قد تتعلّق بالحلّ السياسي وبمطالب أمريكا المتعلقة ببناء المنظومة السياسية للدولة السورية بعد انتهاء الحرب”.
وأضاف المصدر أنّ “النوايا الأمريكية لايمكن التعويل عليها كثيرًا، خصوصًا وأن معظم الجماعات المسلحة الموجودة في تلك المنطقة ترفض هذه المبادرة وتُعارض تسليم سلاحها الثقيل باستثناء الفصيل المسمى بـ”لواء شهداء القريتين”، إلا أنّ القرار في نهاية المطاف لأمريكا و ليس لتلك الجماعات المسلحة”.
المصدر أشار الى أن “تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير حول إمكانية سحب القوات الأمريكية قريباً قد لا يكون متعلقًا بهذه المباحثات الروسية الأمريكية، فهو يطلق تصريحات متناقضة بين الحين والآخر وعلى الرغم من أنّ هذا التصريح يأتي في السياق المنطقي للتطورات والأحداث الراهنة بشأن قرب القضاء على تنظيم داعش و اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا حول ادلب، إلّا أنه قد يكون محاولة جديدة منه لابتزاز دول الخليج لأخذ مبالغ جديدة، منها تغطية نفقات القوات الأمريكية”.