علم موقع العهد من مصادر مسؤولة في الجالية الإسلامية في فرنسا أن الشرطة الفرنسية أبلغت المساجد في فرنسا بوجوب توخي الحذر هذه الفترة وضرورة التخفيف من التجمعات وإذا امكن اقتصار الاحتفالات على نطاق ضيق مع تجنب توجيه دعوات عامة للناس.
المصادر قالت إن الأجهزة الأمنية الفرنسية لديها معلومات عن نية مجموعات منفردة تابعة لتنظيم داعش عادت من سوريا والعراق مؤخرا القيام بعمليات ضد مساجد معينة في فرنسا، وأضافت المصادر أن فرضية اليمين المتطرف لم تكن في حسبان الأجهزة الأمنية الفرنسية المعروفة بمهارتها وقدراتها في ملاحقة الخلايا التابعة للتيارات السلفية المحاربة.
وتشهد بلدان الغرب منذ فترة صعوداً في نشاط التيارات اليمينية المتطرفة التي أنشأت في الخفاء مجموعات مسلحة مستفيدة من صعود هذه التيارات شعبيا ووصولها الى البرلمان في بلدانها، وأيضا استفادت هذه التيارات من انشغال الأجهزة الأمنية في ملاحقة الخلايا النائمة التابعة لتنظيم “داعش” العائدة من سوريا والعراق أو التي تحاول العودة إلى اوروبا بعد سقوط خلافة د”اعش” المزعومة في العراق وسوريا وهزيمة التنظيمات التكفيرية المحاربة في سوريا بعد ثماني سنوات من الحرب.
أوروبا التي تشهد تطرفا يمينيا عنصريا يتخذ من المسلمين هدفا له تبدو مرتبكة أمام هذه الظاهرة فلا هي قادرة على ترك هذه التيارات تنشر الفوضى والقتل والرعب في شوارع المدن الأوروبية ولا هي قادرة على خوض حرب مفتوحة معها بسبب القاعدة الشعبية الكبيرة التي تحظى بها هذا التيارات فضلا عن مخاطر زيادة صعود هذه التيارات شعبيا في حال أصبحت هدفا للشرطة والأجهزة الأمنية. ومن هنا يبدو أننا أمام ظاهرة عنفية لا يبدو ان جريمة نيوزيلاندا سوف تكون آخر المطاف معها بل يبدو أننا امام ظاهرة يمينية متطرفة عابرة للحدود على طريقة التيارات السلفية العالمية المحاربة. فمرتكب مجزرة نيوزيلاندا أسترالي من أصل بريطاني ارتكب المجزرة وهو يستمع الى موسيقى عسكرية صربية تمدح جزار البوسنة رادوفان غاراتزيك وكتب رسالة طويلة وجهها الى مسؤولين في نيوزيلاندا من بينهم مكتب رئيس الوزراء قال فيها إنه محبط منذ خسارة مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2017 وهو بذلك جسد بشكل واضح وجود تيار يميني عنصري عالمي عابر للحدود متأثر بتجربة تنظيم “داعش” العالمية. فالعدوى أصابت الجميع ولكل ثقافة داعشيّوها وداعشها .