وزير الخارجية الإيراني يحذّر واشنطن من أن منع طهران من تصدير نفطها، سيخلق ظروفاً مختلفة “تتجاوز التهديد بإغلاق مضيق هرمز”، ويشدد أنه على أوروبا أن تقرر إن كانت تريد تنفيذ أقوالها أو تقف في وجه أميركا أو ستستسلم لها. كما تناول سياسة بلاده في المنطقة مؤكداً أن طهران لديها قلق حيال السياسات الغربية في المنطقة وأن حلفاء الأوربيين يدعمون داعش وجبهة النصرة.
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده لن تهدر وقتها مرة أخرى في التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة. كما حذّر من أن منع واشنطن طهران من تصدير نفطها، سيخلق ظروفاً مختلفة “تتجاوز التهديد بإغلاق مضيق هرمز”.
كلام ظريف جاء في حديث له مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية ردّاً على سؤال حول دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران للتفاوض.
وأضاف ظريف: “يجب أن يؤدي التفاوض إلى اتفاق ونحن لدينا اتفاق تفاوضنا من أجله 12 عاماً وتباحثنا على مستوى الوزراء لساعات وهذا غير مسبوق في تاريخ إيران والولايات المتحدة ولكن ترامب يدمر كل شيء “، مشيراً إلى أن الشواهد تدل على أن الولايات المتحدة لديها “وهم الرغبة بتغيير النظام الإيراني”.
ورأى أن عودة ترامب إلى الاتفاق النووي “خطوة ضرورية يمكن أن تؤدي إلى إمكانية التفاوض”. إلا أنه قال: “إذا ما انهار الاتفاق بسبب الخطوات الأميركية و”الحيادية” الأوروبية فإن إيران ستتخذ خطواتها أيضاً”.
وزير الخارجية الإيراني أوضح أن إيران وفق البند 36 من الاتفاق والقرار 2231 لمجلس الأمن الدولي يمكنها خفض مستوى التزامها بالاتفاق دون الخروج منه ويمكن أن يكون رفع مستوى تخصيب اليورانيوم أحد الخيارات لذلك”.
وأكد ظريف أن “الأولوية بالنسبة لبلاده هي أن يتسمر بيع النفط بمستوى معقول وأن تتسلم إيران عائداتها منه، إضافة إلى الاستثمارات والتعاون في المجالات المختلفة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية لكن المعيار الأساسي هو النفط والبنوك ( التبادل المصرفي )”، وفق ما قال.
وأشار ظريف إلى أنه يحق للشعب الإيراني التعبير عن قلقه وغضبه عن طريق المظاهرات، مؤكداً: “هذا من نقاط قوتنا، وهناك مظاهرات يومياً تقريباً أمام البرلمان الإيراني، وطبعاً لابدّ أن تكون الاعتراضات سليمة وفي إطار القانون ومتحضرة كما في أوروبا”.
ظريف: على أوروبا أن أن تقرر إذا كانت على استعداد لتنفيذ أقوالها
وبالنسبة للعلاقات الإيرانية الأوروبية بخصوص الاتفاق النووي، قال ظريف إنه “على أوروبا أن تقرر إذا ما كانت سوف تستلم لأميركا أو تقف في وجهها”، مشدداً أنه “إذا واصلت أوروبا التعامل مع خروج أميركا من الاتفاق النووي بشكل سلبي يمكن لإيران أن ترفع من مستوى تخصيبها لليورانيوم”.
وعما إذا كانت أوروبا تريد لشركاتها أن تتبع القوانين الأوروبية أو الأميركية، رأى ظريف أنه “على أوروبا أن تقرر إن كانت على استعداد لتنفيذ أقوالها”، مشيراً إلى أن “أوروبا تقول إن الاتفاق النووي يأتي في إطار مصالحها الأمنية لذا عليها أن تكون على استعداد لأن تدفع لقاء ذلك”.
الوزير الإيراني أكد أن “الاتفاق النووي اتفاق منطقي وليس قائماً على المشاعر، وأن طهران مستعدة لتنفيذه طالما أن مصالحها مؤمنة”.
ظريف: طهران لديها قلق حيال السياسات الغربية في المنطقة
وبالنسبة لسياسات إيران في المنطقة، أكد وزير الخارجية الإيراني أنه لا يوجد أي صلة بين الاتفاق النووي وسياسات إيران في المنطقة.
وتساءل: “هل إيران مذنبة أنها قررت أن لا تدعم القاعدة في سوريا وأن تحارب داعش منذ البداية؟!”.
وأوضح ظريف قائلاً: “لا أنا ولا اللواء قاسم سليماني من نحدد السياسة الخارجية لإيران وإنما المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حيث نتباحث ونتخذ القرارات”.
ورأى أن خطوات بلاده في سوريا مبررة وأن “طهران لديها قلق حيال السياسات الغربية في المنطقة وحلفاء الأوربيين يدعمون داعش وجبهة النصرة”، مؤكداً أن “بلاده لم تكن وسط الحرب لكنها أرسلت المستشارين العسكريين إلى سوريا وكردستان العراق”.
كما كرّر تأكيده أن إيران ترى دائماً أنه لا حل عسكري للأزمة السورية.
وحول المعلومات عن معركة مرتقبة في إدلب السورية، أوضح وزير الخارجية الإيراني أن بلاده “تبذل الجهود للحيلولة دون مزيد من التوتر وحمام الدماء في المنطقة”، مؤكداً أن هدف إيران هو “تطهير المنطقة من المتطرفين أمثال جبهة النصرة وإعادة ظروف الحياة الطبيعية للمدنيين وفتح ممرات آمنة”.
كما أوضح أن “طهران لم ترفض وقف إطلاق النار في سوريا ولكن كان هناك مشكلة في تحديد وضع تنظيمي داعش والنصرة”.
وزير الخارجية الإيراني تناول الأزمة اليمنية فقال إن “اليمنيين يملكون قدر كافٍ من الأسلحة وأنه لا حاجة لهم للصواريخ الإيرانية”، مشيراً إلى أنه قدم مقترح سلام لكن “السعودية مصرة على الانتصار العسكري في اليمن”.
كما لفت ظريف إلى أن أوروبا اختارت الصمت حيال مقتل مئات الالاف في اليمن، متسائلاً عن من يرسل الأسلحة إلى كل المنطقة.