عراقتشي: التعاون مع تركيا يشهد نموًا متصاعدًا

أكَّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في طهران، أن الجانبين شدّدا على ضرورة تذليل العقبات التي تواجه مسار التجارة والاستثمار بين البلدين، مشيرًا إلى الاتفاق على عقد اجتماع المجلس الأعلى للتعاون واللجنة الاقتصادية المشتركة لمعالجة هذه الملفات، بصورة مباشرة.

استهل عراقتشي المؤتمر بالترحيب بفيدان والوفد المرافق، منوهًا بعمق الروابط التاريخية والدينية والثقافية بين إيران وتركيا، ومشيرًا إلى أن العام الحالي يحمل شعار “العام الثقافي لإيران وتركيا”، والذي شهد عدة فعاليات مشتركة.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني أنه ناقش مع نظيره التركي التحضيرات لعقد الاجتماع التاسع للمجلس الأعلى للتعاون، برعاية رئيسي البلدين في طهران، معربًا عن أمله بانعقاد الاجتماع قريبًا. وأكد أنه على الرغم من التقدم المحقق، ما تزال هناك فجوة يجب سدها لتفعيل الطاقات الاقتصادية والتجارية المتاحة بين الجانبين.

ولفت عراقتشي إلى أن إيران تُعد مورّدًا موثوقًا للطاقة بالنسبة إلى تركيا، معلنًا استعداد طهران لتمديد عقد تصدير الغاز وتوسيع التعاون في مجال الكهرباء. كما تناول الجانبان، خلال المباحثات، إزالة العقبات أمام التجارة والاستثمار والاتفاق على خطوات عملية من خلال الأطر المشتركة.

في السياق نفسه، أكَّد عراقتشي الاهتمام المشترك بربط خطي السكك الحديدية في منطقة “جشم ثُريا – آراليك”، آملًا بدء أعمال الإنشاء قريبًا، مشيرًا إلى استعداد بلاده لتطوير العلاقات في مجالات متعددة، من بينها إنشاء مناطق حرة مشتركة وفتح معبر حدودي جديد.

كما أعلن وزير الخارجية الإيراني التفاهم على عقد اجتماعات متخصصة لبحث اتفاقية التجارة التفضيلية، مشددًا على أهمية تبادل الوفود والحوار بين برلماني البلدين ومجموعات الصداقة البرلمانية. وكشف أن القنصلية العامة لبلاده، في مدينة “وان” التركية، ستُفتتح قريبًا، وستكون منصة لتعزيز التعاون بين المحافظات الحدودية.

في الشأن الإقليمي، تحدث عراقتشي عن قواسم مشتركة تجمع البلدين حيال قضايا المنطقة، مشيرًا إلى أن فلسطين وضرورة وقف المجازر في غزّة شكّلتا محورًا رئيسًا في المباحثات. ورأى أن الاعتداءات “الإسرائيلية” المتكرّرة، في غزّة ولبنان وسورية، تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.

أما بشأن سورية، فقد أكد عراقتشي أن استقرارها مرتبط بالحفاظ على وحدتها وسيادتها، ورأى أن الاعتداءات “الإسرائيلية” تمثل التهديد الأبرز، داعيًا إلى موقف إقليمي لوقف هذه التجاوزات.

في ملف القوقاز، شدد على أهمية صون الاستقرار ،عبر التعاون الإقليمي بعيدًا عن التدخلات الخارجية، مع التأكيد أن الإرهاب يشكّل تهديدًا مشتركًا للبلدين والمنطقة، وإعلان دعم إيران لجهود أنقرة في مسار نزع سلاح منظمة “بي.كا.كا”.

كما تناول اللقاء أيضًا ملف المفاوضات النووية ورفع العقوبات الأميركية، حيث قدم عراقتجي توضيحات عن تطوّرات “آلية الزناد” (السناب باك) في مجلس الأمن. وختم وزير الخارجية الإيراني بتأكيده أن التعاون بين طهران وأنقرة يشهد نموًا متصاعدًا، وأن آفاقًا أوسع تنتظر البلدين في المرحلة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *