ماذا يحتاج العفو عن نتنياهو ليسلك طريقه؟

ذكرت قناة “كان الإسرائيلية”، مساء أمس الأحد، أن المستشارة القضائية لحكومة الاحتلال، غالي بهراف–ميارا، تستعد لإبداء موقف قانوني بشأن طلب العفو الذي قدّمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ.

وبحسب القناة، فإن هذه الخطوة تُعد غير معتادة، إذ إن المستشارة ليست جزءًا من المسار القانوني المتّبع لمنح العفو، إلا أن استمرار محاكمة نتنياهو وتعقيدات الملف يدفعانها للتدخل. ووفق القناة، ستتناول بهراف–ميارا أيضًا محاولة هرتسوغ الدفع نحو اتفاق تسوية قضائية في القضية.

وفي المقابل، ما تزال الخطوة التي سيتخذها وزير القضاء يريف ليفين غير واضحة، رغم أنه الجهة التي يُفترض أن تقدّم رأيًا مهنيًا في إطار إجراءات العفو.

وحتى صدور قرار جديد، تتواصل جلسات المحاكمة، ومن المقرر أن يمثل نتنياهو اليوم أمام المحكمة في جلسة استجواب مضاد.

القناة نقلت عن مصدر مطّلع أن نتنياهو تردد حتى اللحظة الأخيرة بين تقديم طلب لوقف الإجراءات القضائية وبين طلب العفو، قبل أن يُرجّح المسار الأخير لاعتقاده بأن فرص نجاحه أمام هرتسوغ أكبر من فرصه أمام هيئة القضاة.

وأشار المصدر إلى أن نتنياهو أجرى فحصًا أوليًا خلف الكواليس مع مقربين من هرتسوغ قبل تقديم الطلب، ما ولّد لديه انطباعًا بوجود فرصة حقيقية للحصول على العفو.

كما يستعد رئيس الوزراء، وفق المصادر، لاحتمال أن يطلب هرتسوغ فتح حوار مع فريق الدفاع للتوصل إلى صيغة تفاهم أو تنازلات متبادلة.

وبحسب “كان”، فإن أجواء ديوان رئاسة الكيان تشير إلى أن منح العفو لن يكون بلا مقابل، وأن هرتسوغ يدرس اشتراط تنحي نتنياهو عن منصبه لفترة زمنية، ووقف مسار التعديلات القضائية المثيرة للجدل، في حال قرر التجاوب مع طلب العفو الذي قُدم رسميًا الأسبوع الماضي.

كذلك نقلت القناة عن مقربين من هرتسوغ قولهم في محادثات مغلقة إن نتنياهو “لن يحصل على عفو بلا ثمن سياسي واضح”، وإن هرتسوغ لا يعتزم منحه عفوًا “غير مشروط” كما طلب. وأوضح التقرير أن هرتسوغ قد يسمح لنتنياهو بالعودة إلى الحياة السياسية بعد الانتخابات إذا فاز فيها، لكن ليس خلال فترة العفو.

هرتسوغ لم يبدأ مناقشة الطلب

بالموازاة، نفى ديوان رئاسة الكيان صحة هذه التقارير، مؤكدًا في بيان رسمي أن هرتسوغ “لم يبدأ بعد مناقشة الطلب”، وأن الملف ما يزال في مرحلة جمع الآراء المهنية من الجهات المختصة.

وشدد البيان على أن “أي معلومة لا تصدر عبر المتحدث الرسمي للرئاسة ليست ذات صلة”، مضيفًا أن هرتسوغ “لن يخضع لأي ضغوط من أي طرف”.

لا اعتزال لنتنياهو

من جهتها، قالت محافل مقربة من نتنياهو إن الحديث عن اعتزاله الحياة السياسية “غير وارد”، مؤكدة أن تقديم طلب العفو تم “بتنسيق كامل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب”. وتوقعت هذه الجهات أن يعلن ترامب دعمه العلني للطلب قريبًا.

وأفادت مصادر سياسية بأنه، منذ الرسالة التي بعث بها ترامب إلى ديوان الرئاسة بشأن العفو، لم تُعقد أي محادثات بين البيت الأبيض ورئاسة الكيان حول الموضوع.

كبار المسؤولين الصهاينة في طريقهم إلى الولايات المتحدة

وفي السياق عينه، قال المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” إيتمار آيخنر إن هرتسوغ سيزور الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، في ظل تقديم نتنياهو طلب العفو.

وحتى الآن، لا يعتزم هرتسوغ زيارة واشنطن للقاء الرئيس الأميركي الداعم بشدة لمنح العفو، والذي كان قد توجه إليه مباشرة في خطابه في “الكنيست” الشهر الماضي، ثم أرسل له لاحقًا رسالة رسمية وصف فيها لوائح الاتهام بأنها “ملف سياسي غير مبرّر”.

وسيغادر هرتسوغ إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمرين، أحدهما لجامعة “يشيفا” والآخر للمنظمة الصهيونية الأميركية “AZM”. ومن المتوقع أن يتوجه مسؤولون كبار آخرون من “إسرائيل” إلى الولايات المتحدة أيضًا، بينهم رئيس “الكنيست” أمير أوحانا ووزير الخارجية جدعون ساعر، اللذان سيشاركان في مؤتمر صحيفة “جيروزالِم بوست”. ولا يزال جدول لقاءات ساعر في واشنطن قيد الترتيب.

وقالت مصادر في محيط هرتسوغ إنها لا تعلم بأي إمكانية لعقد لقاء مع ترامب، ولا توجد حاليًا اتصالات بين الطرفين، غير أن مجرد وجود هرتسوغ في الولايات المتحدة يفتح الباب لاحتمال توجيه دعوة مفاجئة من ترامب.

وخلال السنوات الأخيرة، تحدث هرتسوغ مرارًا عن موضوع العفو المتعلق برئيس الحكومة. ففي عام 2022 وصف المسألة بأنها “نظرية”، لكنه احتفظ لنفسه بحق اتخاذ القرار المناسب.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2024، عندما سُئل عن الموضوع، رفض الخوض فيه دون أن يستبعده، ثم بادر في حزيران/يونيو 2025 إلى لقاء رئيس المحكمة العليا السابق أهارون باراك، في سياق الجدل الدائر حول إنهاء محاكمة نتنياهو عبر صفقة ادعاء أو عفو أو إلغاء المحاكمة، كما طالب ترامب مرارًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *