توقف الباحث الصهيوني دافيد غورفيتش في مقالٍ في صحيفة “هآرتس” عند مشاهدة جنود من الجيش الأميركي بزيٍّ مموّه يتجولون في أنحاء مستوطنة “كريات غات”.
غورفيتش استشهد بما أورده مراسل قناة “كان 11” ميخائيل شيمش عن أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يزال ينتظر موافقة وتنسيقًا مع واشنطن كي يتمكن من القيام بزيارة رسمية إلى هذه المنطقة.
وعن حاجة رئيس الوزراء إلى موافقة من الولايات المتحدة كي يزور “كريات غات”، قال غورفيتش: “هناك فجوة مقلقة بين الواقع والخيال، بين الحقائق وبين القصة التي نرويها لأنفسنا عمّا يحدث. لنتخيل حدودًا أكثر وضوحًا بين “سيادة” “إسرائيل” وسيادة الولايات المتحدة، مثل مجمع مغلق ومسيّج ومراقب، يعطي إحساسًا بـ”تشيك بوينت تشارلي”، نقطة التفتيش في برلين التي فصلت بين الشرق والغرب في أيام الحرب الباردة. من يتساءل عن الفجوة بين القصة والحقائق، يُقال له على الفور إنه ربما لم يمنح مفهوم “الترامبية” الاهتمام الواجب، ولم يتأمل في كيفية اختراقه للوعي في “إسرائيل””.
واعتبر أنَّ اختيار الولايات المتحدة “كريات غات” أمر مثير للاهتمام، فقد كان بالإمكان اختيار مدن أكثر رمزية، أو أماكن أقرب جغرافيًا إلى قطاع غزة، مثل “عسقلان” أو “أشدود”، لكن يتبيّن أن واشنطن فضّلت أن تقيم قاعدتها السرية في قلب الصحراء، في منتصف الطريق، في مكان يرمز إلى القلب “الإسرائيلي”، هناك اختارت أن تسكن ذراعها الاستخباراتية والتكنولوجية الطويلة لمراقبة والإشراف على كل ما يتحرك في القطاع.
ورأى أنَّ المفاجأة في “إسرائيل” إزاء إقامة “القاعدة السرية” في “كريات غات” ربما جاءت من الطابع السينمائي، الغربي، للقاعدة التي أنشأتها الولايات المتحدة، ومع ذلك كان من الواضح أن هناك أيضًا استعدادًا “إسرائيليًا” مسبقًا، إذ إن الحديث هنا عن خطوة رابحة للولايات المتحدة، وقد تم تقبّلها سواء في اليمين أو في اليسار “الإسرائيلي”.
وختم: “اليمين “الإسرائيلي” يمكنه أن يدّعي، وبحق، أنه ليس أمام “إسرائيل” أي خيارات وأن عليها أن تخضع للقوة العظمى الصديقة الأخيرة التي تبقت لها، أمّا اليسار فيمكنه أن يغتسل من الذنب ويدّعي أن التحركات السينمائية الفجة تعمل جيدًا في الشرق الأوسط”.



