الجماعة الإسلامية ردًا على جريدة “نداء الوطن”: الحقائق القضائية تفنّد كل المزاعم

في مشهد إعلامي اتّسع فيه هامش الاتهام وضاق فيه منسوب المهنية، وجدت الجماعة الإسلامية نفسها أمام حملة جديدة من التشويه والاستهداف، كان آخرها ما نشرته جريدة نداء الوطن في عددها رقم 1715 بتاريخ الرابع من تشرين الثاني 2025، حيث خصّت الكاتبة نورما أبو زيد الجماعة بمقالة بعنوان “كيف تورطت الجماعة الإسلامية مع حماس؟”، متوعّدة بسلسلة من المقالات التي تحاول النيل من الجماعة وتشويه تاريخها ومسيرتها السياسية والدعوية.

بدورها ردت الجماعة على ما ورد في المقال بأنه افتراء فاضح وتشويه متعمّد للرأي العام اللبناني، مؤكّدةً أنّ الحقائق القضائية تفنّد كل المزاعم، إذ إن الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية أثبتت براءة الموقوفين من التهم التي رُوّجت إعلاميًا، وأن من صدر بحقه حكم كان في إطار الجنحة البسيطة لا أكثر.

ورأت الجماعة أن الإصرار على تكرار هذه الروايات رغم صدور الأحكام يؤكد أن الهدف ليس البحث عن الحقيقة بل الإساءة المقصودة لجسم سياسي وطني شارك لعقود في بناء الحياة العامة اللبنانية، مشدّدةً وفي لهجة تحمل رسائل سياسية واضحة، على أنها كانت وستبقى مع قيام دولة المؤسسات في لبنان، ومع سيادة القانون والالتزام بكل ما يصدر عن الدولة اللبنانية، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار الذي التزمت به الحكومة.

وأردفت: الجماعة لم ولن تكون يومًا خارج مظلة الدولة، وأن دفاعها عن لبنان وشعبه في المراحل السابقة للاتفاق كان انسجامًا مع الموقف الرسمي اللبناني وبناءً على ما ورد في البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، لا تجاوزًا لها ولا خروجًا على سلطتها.
وفي مواجهة محاولات التصويب عليها تحت عناوين “العمل العسكري” و”الارتباط الخارجي”، أكدت الجماعة أن انخراطها في معركة الإسناد ضد العدوان جاء من منطلق وطني خالص، دفاعًا عن لبنان وسيادته، وليس تنفيذًا لأجندات خارجية كما يحاول البعض الإيحاء. وأضافت أن كل بياناتها ومواقفها العلنية تشهد بأنها جزء من النسيج الوطني اللبناني، تعمل ضمن أطره السياسية والقانونية، وتحترم مؤسساته وشرعيته، وتؤمن بأن الجيش اللبناني هو المؤسسة الضامنة للأمن والسيادة.

كما رأت الجماعة أن ما ورد في مقالة نداء الوطن يدخل في إطار الاستخدام السياسي الرخيص ومحاولات التضليل الإعلامي الممنهج الذي تمارسه بعض الأقلام بحق الجماعة منذ سنوات، وذكّرت بأنها لطالما كانت هدفًا لحملات مماثلة كلما تبنّت مواقف وطنية أو تبادرت إلى الدفاع عن القضايا الكبرى التي تمس كرامة اللبنانيين ووحدتهم. وأشارت إلى أن تكرار هذه الحملات بالتزامن مع أوضاع دقيقة تمر بها البلاد ليس بريئًا، بل يهدف إلى ضرب التماسك الداخلي وإثارة الشبهات بين القوى الوطنية.
ولفتت الجماعة إلى أنها ستلجأ إلى القضاء اللبناني لمقاضاة كل من يروّج أو يكرّر هذه الافتراءات دون دليل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *