فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة فوق ركام “مسجد الألباني” في خان يونس

أدّى عشرات الفلسطينيين، اليوم 17 تشرين الأول/أكتوبر 2025، أول صلاة جمعة في “مسجد الألباني” في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك فوق أنقاض المسجد الذي دُمّر خلال العدوان الصهيوني الأخير، في مشهد مؤثّر يعكس الإصرار الشعبي على التمسّك بدور العبادة وإحياء الروح رغم الخراب.

وعلى الرغم من أنّ المسجد لا يزال مهدّمًا إلى حدٍ كبير، حيث انهار نصفه بالكامل وتعرّض نصفه الآخر لأضرار جسيمة، أصرّ المصلّون على أداء الصلاة وسط الركام، ورفعوا الدعاء للشهداء والجرحى، في موقف يجسّد صمود أهالي غزة وتمسّكهم بالحياة والإيمان وسط آثار الدمار التي تملأ المدينة.

وأقيمت الصلاة في المسجد لأول مرة منذ انتهاء العدوان على القطاع الذي خلّف دمارًا هائلًا في البُنية التحتية والمرافق الحيوية، وحوّل مناطق واسعة إلى أطلال.

وفي سياق ذي صلة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن أنّ “حجم الركام والدمار الناجم عن الحرب “الإسرائيلية” الأخيرة بلغ مستويات غير مسبوقة في التاريخ الحديث”.

وقال مكتب الإعلام الحكومي، في بيان، أمس الخميس، إنّه “وفق التقديرات الرسمية حتى منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، يُقدّر حجم الأنقاض في القطاع بنحو 65 إلى 70 مليون طن”، مشيرًا إلى أنّ “هذه الكميات الضخمة من الركام تضم آلاف المنازل والمباني والمنشآت الحيوية التي دُمّرت بشكل متعمد، ما أدّى إلى كارثة بيئية وإنشائية شاملة، وتسبّب في عرقلة عمليات الإنقاذ وإيصال المساعدات الإنسانية”.

وأكد البيان أنّ “جهود إزالة الأنقاض تواجه تحدّيات هائلة، أبرزها غياب المعدّات والآليات الثقيلة بسبب الحصار “الإسرائيلي” المشدَّد ومنع إدخالها عبر المعابر المغلقة، إضافة إلى الحظر المفروض على إدخال المعدّات اللازمة لانتشال الجثامين والمساعدة في أعمال الإغاثة”.

كما شدّد على “ضرورة تحرّك المجتمع الدولي وتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، من خلال الضغط على الاحتلال لفتح المعابر والسماح الفوري ببدء عمليات الإزالة وإعادة الإعمار”.

وحذّر البيان من “وجود نحو 20 ألف جسم متفجّر لم ينفجر بعد، من مخلّفات القنابل والصواريخ التي ألقاها جيش الاحتلال، ما يشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين وفرق العمل، ويستدعي تدخّلًا هندسيًا دقيقًا لتفادي كارثة إضافية”.

واختتم الإعلام الحكومي بيانه بالتأكيد على أنّ “قطاع غزة يواجه استحقاقًا مهمًا يتمثّل في صياغة خطة وطنية شاملة لإدارة الركام، تتضمّن تحديد مواقع التجميع، والتعامل مع المخلّفات الخطرة، وإعادة التدوير، والتخزين المؤقت، بما يضمن استعادة الحياة وإعادة الإعمار بأمان وفعالية، بعد واحدة من أعنف الكوارث الإنسانية في تاريخ القطاع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *