ترحيب فلسطيني باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة

رحبت الفصائل والحركات الفلسطينية باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيدة بصمود الشعب الفلسطيني وبسالة المقاومين، مؤكدة أن عدم الرضوخ لمعادلة الإبادة أو الاستسلام أفشل مخططات العدو الصهيوني كافة.

حركة الجهاد الإسلامي

أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الاحتلال “الإسرائيلي” لم يكن منحة من أحد. وقالت حركة الجهاد، في تصريح صحفي: “مع أننا لا ننكر الجهود العربية والدولية، نؤكد حجم التضحيات الهائلة التي قدمها شعبنا الفلسطيني وشجاعة وبسالة مقاتليه في الميدان الذين واجهوا قوات العدو وأظهروا شجاعة غير مسبوقة في القتال، ولولا ذلك، لم تكن المقاومة قادرة على الوقوف ندًا قويًا على طاولة المفاوضات”.

وتابعت: “لن ينسى شعبنا، في هذه اللحظات التاريخية، شهداءه العظام الذين كان لهم الدور الأهم في أن تبقى المقاومة صامدة، وتصل إلى هذه المحطة المهمة التي تستطيع فيها عقد ما اتفق عليه لإجبار العدو على وقف العدوان”.

لجان المقاومة في فلسطين

بدورها، قالت لجان المقاومة في فلسطين :”إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بجهود الوسطاء والأشقاء المصريين والقطريين والأتراك، من أجل وقف العدوان والمحرقة والإبادة الصهيونية في قطاع غزة، جاء ثمرة ونتيجة صمود غزة وشعبها المقاوم الأسطوري وتضحياته العظيمة بعد عامين من العدوان”. ورأت أن الموقف والرد الموحد لفصائل المقاومة وعدم الرضوخ لمعادلة الإبادة أو الاستسلام أفشل مخططات العدو الصهيوني كافة، وعلى الرغم من فظاعة الجرائم وهول الدمار والمأساة الإنسانية، فقد فشل العدو ومن يدعمه في اقتلاع شعبنا وتهجيره من أرضه، وبقي شعبنا صامدًا مرابطًا على أرضه”.

ودعت إلى استمرار جميع أدوات الضغط العربية والإسلامية والدولية على الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني لضمان تنفيذ الاتفاق، في جميع مراحله، ما يؤدي إلى انسحاب الجيش الصهيوني الكامل من قطاع غزة.

وختمت: “بكل فخر نحيي شهداء شعبنا الأبطال، من المدنيين العزل والقادة والمقاتلين في غزة والضفة وساحات المواجهة والإسناد كافة، في اليمن ولبنان والعراق وإيران، والذين قدّموا أطهر الدماء وأغلى الأرواح من أجل شعبنا وقضيتنا. ونوجه التحية لأسرانا وجرحانا، ونؤكد لهم جميعًا أن تضحياتهم ستظل خالدة وحاضرة في وجدان وعقول وقلوب أبناء الأمة وأحرار العالم، ومصدر فخرٍ وعزّةٍ وإلهامٍ لا ينضب”.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “إنّ التوصّل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار وبدء تنفيذ مرحلته الأولى يُعتبر إنجازًا مهمًّا وخطوةً أولى في طريقٍ طويل لإنهاء معاناة شعبنا، ولقد آن الأوان لأن تتوقّف الإبادة، وهو ثمرة صمودٍ أسطوري قدّمته غزة وشعبنا الفلسطيني وتضحيات جسيمة للشهداء والجرحى والأسرى، وصلابة المقاومة الباسلة التي واجهت العدوان حتى اللحظة الأخيرة.

وتوجّهت الجبهة الشعبية بتحية فخرٍ واعتزازٍ إلى أبناء الشعب في الوطن والشتات، وإلى الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين، الذين جسّدوا أروع صور التضحية والثبات، مضيفة: “لقد تحمّل شعبنا ما لم يتحمّله شعبٌ آخر، ورغم التدمير والمجازر والتجويع، فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه ولم يجْنِ سوى الخيبة والعار والعزلة”.

وتابعت: “لقد واصلت الجبهة، منذ بدء العدوان وحتى لحظة التوقيع على الاتفاق، جهودها دون توقف، بالتنسيق مع كلّ القوى الفلسطينية والعربية والإسلامية، من أجل الوصول إلى هذه اللحظة التي تتوقّف فيها آلة الحرب الصهيونية. وستبقى الجبهة إلى جانب شعبنا في هذه المرحلة الصعبة والمفصلية من تاريخه، تواصل دورها في دعم صموده ونضاله حتى تحقيق أهدافه الوطنية”.

وثمنت عاليًا جهود الأشقّاء في مصر وقطر وتركيا وسائر الدول العربية والإسلامية، ومواقف وحراك الدول والشعوب الحرّة في العالم التي رفضت استمرار المجازر وسعت إلى وقفها، وأسهمت جهودها في الوصول إلى هذا الاتفاق، وقدرت بشكلٍ خاص موقف مصر الثابت الرافض للتهجير، والداعم لصمود الشعب على أرضه.

ورأت أن الاتفاق الحالي كسر اللاءات والأهداف الصهيونية، وهو الخيار الممكن في ظلّ الظروف الراهنة، ونجاحه مرتبط بالتزام الاحتلال وضماناتٍ أمريكيةٍ واضحة تمنع المماطلة، قائلة إن “هدفنا الآن مواصلة العمل لإنهاء حرب الإبادة نهائيًّا، وتحقيق الانسحاب الشامل من القطاع، وكسر الحصار، وإنهاء معاناة شعبنا”.

وأضافت: “نعمل مع جميع الفصائل وبرعاية مصرية إلى حوار وطني شامل يفتح أفقًا جديدًا لبناء استراتيجية موحدة تستند إلى الثوابت والحقوق التاريخية لشعبنا لمواجهة المرحلة القادمة، وإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أسس الشراكة لمواجهة كل التحديات”.

وأعربت عن رفضها الوصاية الأجنبية، مؤكدة أن إدارة غزة يجب أن تكون فلسطينيةً خالصة، مع مشاركةٍ عربيةٍ ودولية في الإعمار والتعافي.

وختمت: “العالم اليوم يقف إلى جانبنا ويدعم حقّنا في الحرية وتقرير المصير، ويجب أن يستمر الحراك العالمي وملاحقة الاحتلال وقادته حتى بعد الوصول لاتفاق وقف لإطلاق النار، ولتبقى فلسطين حيّةً في وجدان العالم حتى زوال الاحتلال”.

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

بدورها، هنأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الشعب في كل مكان، وخاصةً في قطاع غزة الصامد، بالظفر بوقف إطلاق النار في إطار المفاوضات الجارية.

وحذرت الجبهة الديمقراطية في الوقت نفسه من النوايا الخبيثة للجانب “الإسرائيلي”، وطالبت الوسطاء بالعمل على قطع الطريق على أية محاولات “إسرائيلية” للالتفاف على القرار والغدر بالشعب، على غرار الموقف الغادر الذي اتخذته حكومة الفاشية “الإسرائيلية” في 2/3/2024.

وأكدت ثقتها بأن رضوخ الجانب “الإسرائيلي” لقرار وقف إطلاق النار في القطاع ما كان ليحصل لولا الصمود الأسطوري للشعب وثباته وتماسكه ورفضه كل دعوات الاستسلام والركوع.
واعتبرت الجبهة الديمقراطية أن وقف إطلاق النار هو خطوة مهمة على طريق وقف الحرب وفرض الانسحاب التام للعدو “الإسرائيلي”، والشروع في بلسمة الجراح بما في ذلك فتح المعابر والإمداد الفوري غير المشروط للقطاع بكل الوسائل والاحتياجات الحياتية والمعيشية والإنسانية، وتوفير الظروف من أجل إطلاق مشروع إعادة إعمار القطاع بالتعاون مع مصر الشقيقة وباقي الدول العربية.

وشددت الجبهة الديمقراطية في السياق نفسه على ضرورة مواجهة الفصل الثاني من خطة ترامب بموقفٍ وطنيٍ فلسطينيٍ موحد يقطع الطريق على كافة المشاريع الهادفة إلى سلخ القطاع عن الضفة الغربية، وتبديد شخصيته الوطنية وتضحياته الكبرى خلال عامين من الصمود والمواجهة، الأمر الذي يتطلب الدعوة العاجلة لحوارٍ وطنيٍ فلسطينيٍ شاملٍ، يضم الأمناء العامين وأعضاء اللجنة التنفيذية وهيئة رئاسة المجلس الوطني وشخصيات وطنية، للتوافق على خطة وطنية موحدة للمواجهة للمرحلة القادمة، وتشكيل وفد فلسطيني موحد للمفاوضات على غرار عام 2014، بما يمكن من تحقيق الأهداف المرجوة التي تضمن وحدة أرض دولة فلسطين وقطع الطريق على البدائل الانتدابية وبما يكفل في الوقت نفسه “الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا بالحرية والاستقلال وحق العودة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *