يتصاعد التخبط في “إسرائيل” بشأن مصير الحرب على قطاع غزة، خاصة مع التوغل في مدينة غزة، وسط الإجماع على أن استمرار الحرب مصلحة حزبية سياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت الإسرائيلية” أن “رئيس الأركان إيال زمير، كان قد وصل يوم الجمعة الماضي (12 أيلول 2025)، قبل لحظات من ساعة الشروع في توسيع المناورة لاحتلال مدينة غزة، ليقدّم إحاطة عن المناورة المرتقبة وخطط القتال أمام لجنة فرعية لشؤون الاستخبارات في الكنيست، وهي لجنة سرية تابعة للجنة “الخارجية والأمن””.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على مضمون الجلسة، قولها “إن رئيس الأركان تحدّث عن حالة عدم اليقين بشأن مسألة “اليوم التالي” والمراحل التالية من القتال بعد مدينة غزة”، قائلًا إن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يقول لنا ما هي الخطوة التالية، ونحن لا نعرف لماذا نستعد”، مردفًا: “إذا كانوا يريدون حكمًا عسكريًا فليقولوا حكمًا عسكريًا”.
زمير انتقد أيضًا خطة مراكز المساعدة وتوزيع الغذاء التابعة لصندوق المساعدة الأميركي لقطاع غزة (GHF)، ووصفها بأنها “فشل”. وتابع: “لا أفهم لماذا يُنفق عليها المال ويزيدون عدد المراكز إلى 12، بينما عندما كان هناك أربعة مراكز فشلت”. وسُئل من قبل أعضاء الكنيست عن حصار محتمل بعد إخلاء السكان، فأجاب أنه سيدخل مساعدات إنسانية طالما بقي هناك سكان، وفقًا للقانون الدولي.
ومثلما حصل في جلسة “الكابينت” قبل أسبوعين، وبحسب المصادر نفسها، كرر رئيس الأركان تحذيراته بشأن خطة العمل التي جرى اختيارها بالنسبة لمدينة غزة، وعدّد العيوب مقارنة بالخطة التي عرضها والتي لم يعتمدها المستوى السياسي في النهاية، بحسب “يديعوت أحرونوت”، و”من بين العيوب التي ذكرها: المخاطر على الجنود، والمخاطر على حياة الأسرى، وغياب الشرعية الدولية، وعبء إخلاء السكان، وغير ذلك”. وأكد أن الجيش ينفذ وسيواصل تنفيذ أوامر المستوى السياسي رغم الخلافات.
وفي جلسة “الكابينت” نفسها، حذّر رئيس الأركان من أنه في غياب قرار آخر، ستكون نهاية العملية في غزة التقدّم نحو مخيمات الوسط، ثم سيكون هناك حكم عسكري، لأن الجيش فعليًا سيسيطر على مساحة واسعة، وسيتوجب عليه تحمّل المسؤولية عنها، وهو ما لا يرغب فيه زمير والجيش إطلاقًا.
وكان قد قال وزراء لـ”يديعوت أحرونوت” قبيل لحظات من التوغل في مدينة غزة: “من الواضح أن رئيس الأركان ينفذ الأمور فقط لأنها أوامر المستوى السياسي، وليس لأنه يعتقد أنها الخطوة الصحيحة، وهذا واضح”.