“القناة السابعة”: “الاتفاقات الإبراهيمية” تفتقر إلى الروح

قال مدير مركز “أور توراه الإسرائيلي” أهارون أريئيل لافي في موقع “القناة السابعة”: “نُحيي اليوم الذكرى الخامسة لاتفاقيات “أبراهام”، والتي في ظل الواقع الجديد الذي يتشكل في الشرق الأوسط بشكل خاص، وفي العالم عمومًا، تُلزمنا الآن أكثر من أي وقت مضى بفحص مدى استقرارها وتطورها”، مضيفًا: “بعدما يقارب السنتين على اندلاع واحدة من أصعب الحروب في تاريخ “إسرائيل”، والتي اندلعت في أعقاب “مجزرة” السابع من تشرين الأول “الوحشية” (عملية طوفان الأقصى البطولية)، التي يُعَدّ أحد جذورها المركزية أيديولوجية دينية متطرفة، يبرز التساؤل: هل تكفي هذه الاتفاقيات، وتحالفات الدفاع، واتفاقيات التجارة وحدها للصمود على المدى الطويل وجلب سلام حقيقي؟”.

وأردف: “لا شك أن اتفاقيات “أبراهام” تُعدّ محطة تاريخية فارقة، فقد فتحت قنوات جديدة للتواصل بين “إسرائيل” والعالم العربي، وأدت كذلك إلى ازدهار اقتصادي واختراقات مهمة في مجالات التعاون الأمني الإقليمي، لكن التحالفات التي تُبنى فقط على مصالح متغيرة تبقى هشة بطبيعتها، حتى وإن بدت واعدة”.

ورأى أن “المصالح تتغير، الأسواق تصعد وتهبط، والتحالفات الاستراتيجية تتبدل، وما يبقى في نهاية المطاف هو الهوية والسرديات التي يحملها كل واحد منا، وهذه بالتحديد هي الروح التي ما زالت تنقص اتفاقيات “أبراهام””.

وأوضح أن “أحد الأسباب لذلك هي أن الإنجازات الاقتصادية والدبلوماسية للاتفاقيات حتى الآن أفادت بالأساس شريحة ضيقة، من نخب رجال الأعمال، وشخصيات الأمن، والقادة السياسيين، في حين أن المواطنين العاديين لم يتغير في حياتهم شيء تقريبًا، ففي الدول الموقعة على الاتفاقيات، لا تكاد توجد برامج تعليمية مشتركة، ولا تبادل طلابي، ولا رسائل موجهة من رجال دين، كما تكاد تنعدم المبادرات الثقافية أو الإعلامية التي تعكس روح الاتفاقيات، وهذا الصمت يترك فراغًا، تملؤه بسهولة الأصوات المتطرفة، عبر تشويه خطير للواقع”.

ولفت إلى أن “قنوات مثل “الجزيرة” تغمر المنطقة بسردية مفادها أن “إسرائيل” جسم غريب، استعماري، ومشروع أوروبي بلا جذور شرعية في الشرق الأوسط، وهذه السردية، التي يتم تضخيمها في العالم العربي كله، تنخر في الثقة وشرعية الاتفاقيات على مستوى الشارع، وقد تهدد في نهاية المطاف هذه الاتفاقيات واستقرارها”.

وختم: “إذا أردنا أن نحتفل بالذكرى العاشرة أو العشرين أو حتى الخمسين للاتفاقيات بمعنى حقيقي، فسيتعين على الحكومات والشركات الموقعة عليها أن تتجاوز الطقوس الدبلوماسية وصفقات النخب، فاليوم، ما زالت الاتفاقيات تفتقر إلى الروح الإبراهيمية التي سُمّيت باسمها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *