لأنّ جوع أهل غزة جوعنا ولأن العدو واحد ومواكبة لأسطول الصمود العالمي المتجه لنصرة غزة وفي ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا، نظمت شبكة “كلنا غزة كلنا فلسطين” إضراباً عالمياً عن الطعام تضامناً ونصرة وقد شارك فيه مئة بلد وهيئة عالمية وعربية.
الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان شارك على رأس وفد في وقفة تضامنية مع غزة في دار الندوة في منطقة الحمرا في بيروت، تخللها إضراب عن الطعام بالتعاون مع شبكة “كلنا غزة كلنا فلسطين” – تنسيقية لبنان.
واعتبر فضيلته أنّ الوحدة العملية تجسدت بشكل فعلي عملي في مختلف أنحاء عالمنا العربي من خلال ضربات الكيان الصهيوني وقتله وقصفه دولا عربية عديدة.. وعليه فإنّ الحياد في الصراع مع الكيان الغاصب في هذه المقتلة الكبرى هو الخيانة، فالجميع يدرك أن غزة تقاتل بالنيابة عن الأمة جمعاء، ولو أن غزة لا سمح الله سقطت سيتجوّل العدو في كل عواصمنا.. لذلك من بيروت من عاصمة المقاومة، وعلى بعد أمتار من المكان الذي احتضن عملية الويمبي التي شنّ فيها مقاومون ومنهم خالد علوان هجومًا على جنود إسرائيليين.. من هنا في الحمرا في بيروت من المنطقة التي انطلقت فيها المقاومة في باكورة العمليات التي سعى فيها الأبطال لإخراج المحتلين من عاصمة لبنان، نؤكد على أهمية عنوان المقاومة الذي يجب أن نلتقي عليه.
وتابع فضيلته “المقاومة انتصرت بصمودها بدم شهدائها بدم أبطالها، لكنها لا تستطيع أن تقاوم وحدها كل دول العالم التي تقاتلنا في غزة ولبنان بدعمها وسلاحها، لذلك يجب أن يقف إلى جانبها كل اهلنا الشرفاء من مكوناتنا المقاومة، الوطنية والمسيحية والدرزية والسنية والعلوية، ليتحول الشعب اللبناني بكليته إلى مقاومة..فهذا واجبنا فوطن لا تحميه… لا تنتسب إليه ولا تستحق العيش فيه، واليوم هناك قراران اثنان: قرار توم باراك والورقة الدولية والخماسية الذي يفرض علينا التجرّد من قوتنا والخضوع بتسليم السلاح، وهناك قرار قرآني يأمرنا بالإعداد “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول “من تعلّم الرّمي ثم نسيه فليس منّا” “علّموا أولادكم السّباحة والرّماية…” وسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام في إنجيل لوقا “من لا سيف له فليبعْ ثوبه وليتّخذ سيفاً له” وسيدنا علي يقول “تسلّحوا ولو بشبر من حديد تسلّحوا ولو بذراع من خشب” وسيدنا عثمان جهّز جيش العسرة… هناك من يريد أن يقف ويخضع وينفّذ قرارات توم باراك وهذا لا يجوز بحال من الأحال”.
ورأى شعبان أن ما يجري اليوم على أرض فلسطين هو ملحمة كبرى، وهذا على الرغم من أن الإعلام يسلط الأضواء على أعداد الضحايا ويبث صور الدماء والشهداء لكي ننهار وننكفئ ولكن هيهات.. فالمقاومة في غزة دقّت الإسفين الأخير في نعش هذا الكيان وزواله قريباً إن شاء الله.. ومعلوم أن الكيان الصهيوني الغاصب يقوم على ثلاثة أركان: الركن الأول الاقتصاد والبحبوحة، الركن الثاني هو الأمن وكذبة الديمقراطية والركن الثالث هو الدعم والإمداد العالمي.. وقد هدمت غزة والشعب الفلسطيني الركنين الأولين، واليمن ساهمت ببطولتها بصواريخها في إغلاق مطارات العدو.. فلم يعد الكيان موطن استقرار وقرار فقرروا المغادرة والفرار والصهاينة يحمل كل منهم جنسيتين، لذلك يعود الكثير من قطعان مستوطنين من حيث أتوا ونحن اليوم على أبواب انهيار كلي لهذا الدويلة.
وختم فضيلته “مسؤوليتنا أن نقف إلى جانب جيشنا، وفي العقد الاجتماعي الجيش هو المسؤول عن الدفاع عن البلاد، والجيش اللبناني عقيدته العسكرية سليمة فالكيان المحتل هو العدو، ولكن هل يسمح للجيش بالتسلح؟ إسرائيل في العام 1967 تغلّبت على الجيوش العربية مجتمعة وفي ستة أيام انتهى كل شيء.. ومن أسبوع هاجم الكيان الصهيوني ست دول عربية: اليمن تونس سوريا قطر لبنان وفلسطين.. قطر وتونس وسوريا لم يكن هناك أي مواجهة مع الكيان ومع ذلك هاجمهم.. لهذا القضية ليست قضية سلاح بل القضية أنّ السلام للأقوى، ولا وجود لحلّ الدولتين، بل هناك إسرائيل الكبرى، حيث يرسمون خريطتها وهي تضم الأردن ولبنان والسعودية وسوريا ومصر… يجب أن نتضامن في ما بيننا وأن تجتمع الملايين من أمتنا لتقاوم لكي يندثر هذا الكيان عن أرضنا وتزول دولته الى غير رجعة”.




