دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان منظمة شنغهاي للتعاون إلى اتخاذ خطوات عملية ومحدّدة وشفافة، في مسارين متوازيين، لخلق عالم أكثر سلامًا وأكثر استعدادًا لتوسيع التعاون الاقتصادي.
أكد بزشكيان، في كلمة له خلال القمة الـ 25 لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في مدينة تيانجين الصينية، أن: “عدوان الكيان الصهيوني الولايات المتحدة الأميركية العسكري غير القانوني على إيران، في يونيو/حزيران الماضي، واستمرار قتل شعب غزّة المضطهد، إلى جانب الاستخدام العشوائي للعقوبات غير القانونية ضدّ مختلف الدول، هي أمثلة واضحة على فشل العالم المعاصر في تحقيق نموذج مناسب للحوكمة العالمية وإرساء السلام والأمن الدوليين”.
وقال: “منذ تأسيسها، أكدت منظمة شنغهاي للتعاون على مبادئ الثقة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور الجماعي واحترام التنوع الثقافي والتنمية المشتركة، وجعلت ضمان الأمن الجماعي وتوسيع التعاون في مختلف المجالات هدفها الأسمى. والتزامًا بهذه المبادئ، تُعلن إيران استعدادها التام للقيام بدور مناسب في هذا الصدد”. وأضاف: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتقد أن منظمة شنغهاي للتعاون، كونها أحد الركائز المهمّة للتعددية القطبية في النظام الدولي، يجب أن تتّخذ خطوات عملية ومحدّدة وشفافة في مسارين متوازيين لخلق عالم أكثر سلاما وأكثر استعدادا لتوسيع التعاون الاقتصادي”.
وشدد بزشكيان على الاقتراح المحدّد الذي تقدمت به جمهورية إيران الإسلامية لمتابعة ضروريتين أو جهدين مهمين بطريقة أكثر تنظيما، وهما “ضرورة بناء السلام” و”ضرورة تعزيز التعاون المالي للحد من تأثير العقوبات الأحادية الجانب”. وقال: “في مجال بناء السلام، من الضروري تشكيل لجنة مكونة من وزراء خارجية الدول الأعضاء لتبادل وجهات النظر والتشاور بشأن مختلف الأزمات التي تهدّد السلم والأمن الإقليميين، وصياغة مقترحات عملية لإدارة الأزمات وتوفير آلية لمتابعتها”.
وأعلن أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بــــ:”مبادرات مثل إنشاء مراكز متخصصة للتعامل مع التهديدات والتحديات الأمنية، وإنشاء مركز لمكافحة تهريب المخدرات، وتطوير آليات الاستجابة السريعة في الحالات الحرجة، وإنشاء مركز للدراسات الإستراتيجية، فضلًا عن توسيع اللغات الرسمية للمنظمة، وتعد هذه الإجراءات خطوة فعالة نحو تعزيز التعاون الجماعي وخلق روابط دائمة بين الدول”.
وأكد أن: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استنادًا إلى موقعها الجيوسياسي الفريد وقدرتها على الوصول إلى مختلف المناطق، مستعدة أيضًا لتوفير المنصة اللازمة لتوسيع التعاون الإقليمي وخلق فرص الوصول إلى البلدان المهتمة”. وقال: “بفضل الجهود المبذولة، سيتم قريبًا ربط ميناء تشابهار في المحيط الهندي بشبكة السكك الحديدية الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ما يخلق تطوّرًا مهمًا في ربط الصين ودول آسيا الوسطى وأفغانستان بالمحيط الهندي”.
ولفت إلى أن جمهورية إيران الإسلامية ترى تنفيذ إستراتيجية التنمية العشرية لمنظمة شنغهاي للتعاون فرصة تاريخية لتوسيع التعاون والاستثمار في مجالات البنية التحتية والتطوير التكنولوجي والطاقة والاقتصاد الرقمي وتغير المناخ والبيئة والثقافة والعلوم، وهي مستعدة للقيام بدور فاعل في تحقيق هذه الأهداف.
وأعلن بزشكيان دعم إيران لوجهات النظر البناءة للرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن ضرورة إصلاح الحوكمة العالمية، والتي طُرحت في إطار “مبادرة الحوكمة العالمية”، مشيرًا إلى أن إيران ترى طرح هذه الآراء خطوة فعّالة نحو بناء عالم أكثر عدلًا.