موقع أميركي: اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية خطوة لها وزنها

“The American Conservative”: اعتراف ماكرون بدولة فلسطين خطوة رمزية ظاهريًا، لكنها قوية الأثر عالميًا.
كتب أندرو داي (Andrew Day) مقالة نُشرت على موقع The American Conservative حول إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية، حيث قال: “إنّ هناك معطيات برزت تفيد بأن هذا الإعلان له أثر حقيقي على السياسات العالمية، وذلك رغم ما قاله مسؤولون أميركيون و”إسرائيليون” عن أن الخطوة هي مجرد رمزية”.

ولفت الكاتب إلى أنّ إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن حكومته ستعترف أيضًا بدولة فلسطينية، في حال وافقت “إسرائيل” على إنهاء الكارثة في غزة وعدم المضي في ضم الضفة الغربية.

كما سأل الكاتب: إذا كان إعلان ماكرون لا وزن له، كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فلماذا ردّت الأطراف الرافضة لهذه الخطوة بهذا الشكل الحاقد؟ كذلك قال: “إنّ الاعتراف له أهمية بالفعل في الشؤون الدولية، وإنّ رفض “إسرائيل” وداعميها الغربيين للاعتراف بدولة فلسطينية من الأساس يعود إلى هذا السبب”.

وتحدث الكاتب عن أهمية انضمام فرنسا إلى الدول التي تعترف بفلسطين، مشيرًا إلى أنّ فرنسا دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي من الدول السبع الاقتصادية الكبرى. كما وصف فرنسا بأنها أقوى دولة في أوروبا، وفق تقييم يستند إلى مجموع العناصر الاقتصادية والعسكرية والثقافية والدبلوماسية. ورأى أنّ ماكرون، ومن خلال اعترافه بفلسطين، استفاد من أهمية بلاده الجيوسياسية من أجل دفع القادة الأوروبيين إلى اتخاذ خطوة مماثلة.

وأشار الكاتب إلى أنّ ترامب، على ما يبدو، اعترف بأنّ لدى ستارمر الحق في أن يحذو حذو ماكرون، وذلك خلال اللقاء الذي جمعه مع ستارمر مؤخرًا. وأضاف أن ستارمر، كما يبدو، اعتبر هذا الكلام ضوءًا أخضر، حيث تحدث في اليوم التالي عن إمكانية اعتراف بلاده بدولة فلسطينية. كذلك أشار إلى أنه، وفي حال انضمت بريطانيا بالفعل إلى فرنسا، فإن الولايات المتحدة ستكون الدولة الوحيدة من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لا تعترف بدولة فلسطينية.

عقب ذلك، شدد الكاتب على أنّ إعلان ماكرون مهم بالفعل، معتبرًا أنه غيّر مسار النقاش بين القادة العالميين. كما أشار إلى أنّ إعلان ماكرون جاء وسط تزايد الضغوط الدولية على “إسرائيل”. وأضاف أن صحفًا مثل نيويورك تايمز لا تُسلّط الضوء فقط على المجاعة في غزة، بل تشكك في المزاعم “الإسرائيلية” بأن الأمم المتحدة وحماس هما المسؤولتان عن منع وصول المواد الغذائية. كما لفت، في السياق نفسه، إلى مقالات نُشرت تقول إنّ “إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.

كذلك قال إنّ وسائل الإعلام البريطانية ربما تكون أكثر انتقادًا لـ”إسرائيل” حتى، مشيرًا إلى مقابلة بُثّت مع طبيب بريطاني يقدّم الرعاية الصحية في غزة.

وتابع الكاتب أن “فرنسا هي صديقة لأميركا قبل تأسيس الجمهورية الأميركية، حيث قدمت دعمًا أساسيًا خلال حرب الاستقلال الأميركية”. كما قال: “إنه، وفي القرن الحادي والعشرين، وبينما كانت “إسرائيل” تضغط على أميركا من أجل مهاجمة خصومها (خصوم “إسرائيل”) في الشرق الأوسط، دعمت فرنسا أميركا في أفغانستان، لكنها قالت لها الحقيقة حول العراق: وهي أن الحرب هناك ستكون كارثية وظالمة”. وأكد أن الولايات المتحدة يجب أن تحترم تحالفها الأقدم، وأن تقف مع “شريكها الحضاري”، بينما تقف فرنسا في وجه “عدوان “إسرائيل” الوحشي على غزة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *