في تحليل نشره موقع “إسرائيل ديفنس”، سلّط الكاتب “الإسرائيلي” دان أركين الضوء على الواقع المتأزم الذي تعيشه “إسرائيل” في صيف العام 2025، بعد قرابة عامين من اندلاع الحرب على غزة، دون تحقيق نتائج حاسمة أو واضحة، لا على المستوى العسكري ولا السياسي، وسط تصاعد الانقسام الداخلي وتراجع الدعم الدولي.
الكاتب وصف المشهد بأنه “مرآة عملاقة نضعها أمام أنفسنا لنفهم كيف نبدو”، مشيرًا إلى أن “إسرائيل”، رغم امتلاكها جيشًا عصريًا وكبيرًا، ما زالت تخوض حربًا طويلة دون حسم، فيما تستمر حركة حماس في احتجاز عشرات الأسرى الإسرائيليين داخل أنفاق غزة، من دون أن تنجح الحكومة في إعادتهم.
أركين طرح تساؤلات داخلية تعكس حالة الإرباك في المستويين السياسي والعسكري، متسائلًا: “هل سيتم احتلال غزة بالكامل أو جزئيًا؟ هل العملية العسكرية هناك استُنفدت؟”، مضيفًا أن القيادة لم تقدّم حتى الآن تصورًا واضحًا لمصير قطاع غزة، ولا لمصير أكثر من مليوني فلسطيني يقطنون فيه.
وعلى المستوى الدولي، يؤكد الكاتب أن “العالم يدير ظهره لإسرائيل”، في ظاهرة غير مسبوقة منذ إعلان قيامها، مشيرًا إلى أن العلاقات الخارجية تمر بانهيار، حتى مع الدول التي كانت تُعتبر من بين أقرب الحلفاء، ومنها ألمانيا. ويتابع: “هناك من توصل إلى قناعة مفادها أن إسرائيل تتحمل مسؤولية ما جرى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والحل من وجهة نظرهم هو الاعتراف بدولة فلسطينية”.
ويحذر أركين من أن المرحلة القادمة، لا سيما مع اقتراب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر، قد تشهد تحركات دولية ضد “إسرائيل”، مع تصاعد خطاب يحمل في طياته، بحسب تعبيره، “عناصر معادية للسامية”.
داخليًا، يصوّر الكاتب مجتمعًا إسرائيليًا “مجروحًا، على حافة الصدمة”، يرزح تحت توترات أمنية متواصلة، ويواجه انقسامات حادة. ويشير إلى أن “كل يومين تقريبًا، يُعترض صاروخ أُطلق من اليمن”، في وقت يرى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي عادت إلى الحكم، تركت “إسرائيل” وحيدة في مواجهة هذا التهديد.
ويكشف أركين أن مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش، الشرطة، المنظمات المدنية، تواجه صعوبة في تعبئة الناس، في حين يرفض عشرات آلاف المواطنين الانخراط في واحدة من أصعب مراحل الكيان، بسبب اعتبارات سياسية وائتلافية تعيق توحيد الجبهة الداخلية.
أما المشهد السياسي، فيصفه الكاتب بأنه “غير مسبوق”، مشيرًا إلى أن “الكنيست” يشهد خطابًا متدنّيًا، عنيفًا، وأن عائلات الأسرى والقتلى تُطرد من الجلسات، في ظل انقسام حاد داخل البرلمان.
وفيما يخصّ المعارضة، يرى أركين أن بعض قادتها “موهوبون، يملكون الخبرة والقدرة”، إلا أنهم عاجزون عن التوحد خلف خطة عمل واضحة لإسقاط الحكومة الحالية بطرق قانونية، بسبب تضارب المصالح والأجندات الشخصية.
ويختم الكاتب تقريره بالإشارة إلى أن الانقسامات “المجتمعية” التي لطالما كانت حاضرة في المشهد “الإسرائيلي” قد تفاقمت بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لتشمل الطوائف والتيارات المختلفة، مثل العلمانيين، الحريديم، الصهيونية الدينية، والليبراليين الديمقراطيين، معتبرًا أن الخطوة الأولى لتجاوز هذه المرحلة يجب أن تبدأ بإعادة جميع الأسرى في صفقة واحدة وسريعة، كمدخل ضروري لمسار التعافي الداخلي.