هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين: يُسحَل الأسرى وتُبلَّل ملابسهم وأجسادهم بالماء ويُصعَقون بهدف مضاعفة الوجع والألم
48
كشفت “هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين” الفلسطينية عن أنّ إدارة سجن “جلبوع” الصهيوني رفعت وتيرة تعذيب الأسرى والانتقام منهم، عبر صعقهم بالكهرباء.
وأوضحت الهيئة، في بيان الجمعة 8 آب/أغسطس 2025، أنّ “إدارة السجن تستخدم مؤخَّرًا الصعقات الكهربائية المؤلمة والموجعة خلال اقتحامها لأقسام وغرف الأسرى”.
وتحدَّثت محامية الهيئة، بعد زيارتها السجن، عن آلية تعذيب المعتقلين بالصعق الكهربائي، مشيرةً إلى أنّه “يتم اقتحام القسم بوحدات القمع الخاصة بحجَّة التفتيش، ويتم تقييد الأسرى كافّة من أيديهم وأقدامهم وإخراجهم إلى ساحة “الفورة” (ساحة في السجن يخرج إليها الأسرى لوقت مُحدَّد)”.
وأضافت أنّ “عناصر الوحدة يباشرون بضرب الأسرى وإهانتهم، إذ يُصعَقون بالكهرباء ويُسحَلون على “دوشات” (أرض الحمام) الاستحمام في الساحة وتُبلَّل ملابسهم وأجسادهم بالماء ثم يُصعَقون مجدَّدًا، والهدف من ذلك مضاعفة الوجع والألم، حتى أنّ غالبية الأسرى يسقطون على الأرض جرّاء ذلك”.
وتابعت محامية الهيئة قائلةً: “يتمّ الصعق الكهربائي باستخدام مسدّسات خاصة، كما تُستخدم إلى جانب الصعق كأداة ضرب على رؤوس الأسرى، وكونها مصنوعة من الحديد الصلب تُحدِث جروحًا خطرة”.
كما أشارت إلى أنّ “دماء العديد من الأسرى نزفت، في ظل سخرية واستهزاء وضحك السجانين، ومن شدّة التعذيب فقد عدد كبير من الأسرى وعيهم”.
ولفتت الهيئة الانتباه إلى أنّ “الأسرى يُحْرَمون من الطعام والغذاء، وما يُقدَّم لهم كميات قليلة جدًا، ممّا أدّى إلى انخفاض أوزانهم بشكل حاد، وشحّ مواد التنظيف والمعقّمات، ممّا يجعل الغرف بيئة خصبة لانتشار الأمراض”.
وذكَرت أنّ “الأسرى يستخدمون صحونًا وملاعقَ بلاستيكية، وكل واحد منهم يستخدم الأدوات الخاصة به شهرًا كاملًا، ممّا يجعل الفيروسات والجراثيم حاضرة مع كل استخدام لها، وكل هذا يُهدَّد حياتهم ويجعلهم في دائرة الخطر الحقيقي”.
وتعليقًا على ما كشفت عنه الهيئة، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية – حماس، عبد الرحمن شديد، في بيان، إنّ “أشكال التعذيب الوحشي التي يتعرّض لها أسرانا في سجون الاحتلال، ولا سيّما التقارير الأخيرة الواردة من سجن “جلبوع”، والتي تؤكّد استخدام الصعق الكهربائي كأداة انتقام وإذلال، هي انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، وتأكيد على مدى وحشيّة وفاشيّة هذا الاحتلال”.
وحذّر شديد، في بيان الجمعة، من “خطورة ما يتعرّض له الأسرى الفلسطينيون وتَصاعُد عمليات القمع التي تُمارَس بحقهم، حيث يتعرّضون لأبشع أشكال الحرمان والتنكيل الجسدي والنفسي”، مؤكّدًا أنّ “هذه الممارسات هي جرائم حرب تستوجب المحاسبة أمام المحاكم الدولية”.
ودعا المؤسّسات الحقوقية والهيئات الدولية كافة، خاصةً تلك المنشغلة بأسرى الاحتلال، إلى “الإنصاف والتدخُّل الفوري لوقف هذه الانتهاكات، وتأمين الحماية لأسرانا وضمان حقوقهم الإنسانية”.
كما ناشد الفلسطينيين والأمّة العربية والإسلامية “تكثيف الفعاليات الشعبية والإعلامية نصرةً للأسرى، وفضح ممارسات الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، وإبقاء قضيتهم في صدارة أولوياتنا الوطنية، حتى تحريرهم من قبضة الاحتلال”