في مقال تحت عنوان “حفل النصر الوهمي لترامب (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) ونتنياهو (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو)”، وصفت الكاتبة في الشؤون السياسية في صحيفة “يديعوت أحرونوت الإسرائيلية” أورلي أزولاي المشهد في البيت الأبيض بأنه مسرح للعبث، حيث طغت البلادة السياسية واحتفالات لا مبرر لها، فيما الدماء ما زالت تُراق في غزّة.
ورأت الكاتبة أنّ القمة التي تمّ تسويقها على أنها “سياسية مهمة” في واشنطن والقدس، لم تكن في حقيقتها سوى “حفل نصر وهمي”، فلا نصر تحقّق ولا سبب يدعو للاحتفال، بينما دائرة الدم في غزّة تتسع بلا نهاية. وتُشير أزولاي إلى أنّ ترامب تحدّث عن رغبته في إنهاء الحرب، إلا أنه لم يطرق الطاولة بقوة كافية أمام نتنياهو، على الأقل ليس بعد.
ونقلت أزولاي أن نتنياهو جاء إلى البيت الأبيض وفي جعبته توصية يمنح فيها ترامب جائزة نوبل للسلام، تحقيقًا لما تصفه بـ”حلم ترامب القديم”، في خطوة تُظهِر بحسب رأيها التذلل من جانب نتنياهو، وكأن لجنة نوبل في أوسلو تأخذ توصية كهذه على محمل الجد. وأضافت أزولاي أن “العلاقة بين ترامب ونتنياهو مبنيّة على مصلحة شخصية صلبة: تفكيك الأنظمة القائمة والادّعاء بأنهما ضحيتا “مطاردة سياسية””.
كما أشارت الكاتبة إلى أن ترامب حين طالب بوقف محاكمة نتنياهو فورًا، فإنه كان يتحدث أساسًا عن نفسه ومحاكماته وتعقيداته الجنائية، مضيفة أن “كلا الرجلين – كنرجسيين – لا يفكران سوى في مصالحهما، فترامب امتدح نتنياهو منذ الهجوم على إيران، كما سبق أن وصف إيلون ماسك بأنه عبقري، قبل أن ينعته بـ”المدمن الخارج عن السيطرة” ويهدّد بترحيله إلى جنوب إفريقيا.
ومن وجهة نظر أزولاي، كان خطاب التوصية من نتنياهو بمثابة درع يحتمي به من زئبقية ترامب، ومن خوفه من انقلاب الأخير عليه، فترامب يذوب طربًا أمام مثل هذه الإيماءات المسرحية.
وكرّرت الكاتبة أن البيت الأبيض بدا وكأنه مشهد من الغروتيسك السياسي، حيث كانت بلادة الزعماء في أوجها، بينما يُقتل خمسة جنود آخرين في غزّة، و”الزعماء” تباحثوا أيضًا في مواضيع سياسية، من بينها خطة نتنياهو لنقل سكان غزّة إلى “مدينة إنسانية” وتطبيق عملية “إعادة تأهيل فكري”، ما تعتبره الكاتبة بمثابة مشروع لـ”إعادة التعليم القسري”.
وقبل سفره إلى واشنطن، وصف نتنياهو ترامب بأنه “أفضل صديق لـ”إسرائيل” في البيت الأبيض”، لكن أزولاي تنفي ذلك بحدة، مذكّرة بأن ترامب، تحت ضغط نتنياهو، انسحب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، ما مكّن طهران من التقدّم نحو السلاح النووي بشكل غير مسبوق. كما أنه وعد بـ”صفقة القرن” مع الفلسطينيين ولم يقترب منها أبدًا. أما اليوم، فيَعِد ترامب باتفاق نووي جديد مع إيران، فيما تلتزم طهران الصمت، ولا تجيب، وعليه، بحسب الكاتبة، فإنّ دخوله المتأخر في الهجمات على إيران لم يؤدِ إلى تدمير برنامجها النووي، رغم ما يدّعيه.
وخلصت الكاتبة إلى أن “تحرير “المختطفين” (الأسرى) وإنهاء الحرب في غزّة باتا حلمًا يتلاشى، والتطبيع مع السعودية يبدو أبعد من أي وقت مضى، لكنّها (أزولاي) تترك هامشًا من الاحتمال قائلة: “ربما يحدث تحوّل ما قبل نهاية زيارة نتنياهو. نتمنى ذلك”. وختمت: “الزعيمان احتفلا، حتّى وإن لم يكن هناك نصر حقيقي، فهما يتقنان “خلق الواقع البديل”، ويعيشان في وهم تُشكله لهما الرغبة والادّعاء”.