عُقِد لقاء وطني سياسي روحي جامع، في دار الفتوى في بلدة عزة – قضاء راشيا، بدعوةٍ من مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي، بحضور النواب: قبلان قبلان، ياسين ياسين، وائل أبو فاعور، غسان سكاف، إلى جانب النواب السابقين: إيلي الفرزلي، جمال الجراح، محمد القرعاوي، فيصل الداوود، وفعاليات سياسية واجتماعية ودينية.
أبو فاعور
النائب وائل أبو فاعور أكّد، بحكم منطق العقل والدولة، أنّ الاتفاق الذي أُعلن عنه بتفاصيله يتقاطع، بشكل كبير، مع ما أعلنه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من مبادرة في الشأن السوري خلال اجتماع يوم أمس. وفي الشأن اللبناني، قال إنّ منطقة البقاع الغربي وراشيا: “جسم واحد وخيار واحد”، ورأى أن ما حصل: “ليس الاختبار الأول الذي نتعرض له ونمرّ به، فقد مررنا بخيارات شبيهة، وربما كانت أكثر قساوة، وتجاوزناها بالوحدة والعقل والحكمة، ونحن وإياكم اليوم نتجاوز هذا الاختبار”.
وشدّد على أنّ: “قطع الطرقات مرفوض؛ بل مستنكَر، والاعتداء على الأملاك الخاصة مرفوض ومستنكَر، وعلى من نقطع الطرقات؟ نقطعها على بعضنا البعض؟! فالاعتداء على المواطنين، سواء كانوا سوريين أم غير سوريين، هو أمر مرفوض ومستنكر، فالتحريض مرفوض، والإساءات مرفوضة ومُستنكرة”. وأضاف: :”جميعنا نتمنى الخير لسورية، ونحن أبناء منطقة واحدة، وأتحدّث بلسان الجميع”.
كما شكر البلديات ورؤساء الاتحادات على ما قاموا به من ردود أفعال، وقال: “نحن أبناء منطقة واحدة، نتشارك الهمّ الواحد، حياتنا مشتركة وننبذ ما يسيء إلينا. ونأمل أن تدخل سورية في الاتفاق الجديد الذي نكنّ له الاحترام، وأن لا يتم التخريب، ومن يريد التخريب هو تحديدًا العدوّ “الإسرائيلي” الذي يريد تخريب الاتفاق وخلق الفتنة في سورية، كما سبق وخلق الفتنة في لبنان”.
وختم بالقول: “”إسرائيل” لا يمكن أن تكون حضنًا دافئًا أو حاميًا لأحد، “إسرائيل” هي حضانة الشرّ بحد ذاته، وواهمٌ من يعتقد أنّ “إسرائيل” يمكن أن تحمي هذه المنطقة. هذه المنطقة أمانة بين أيدينا، وعلينا أن نحميها”.
حجازي
من جهته، أكّد مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي: “وحدة اللبنانيين وسلامة العيش المشترك، كما حرصنا على الوحدة”، مشيدًا بموقف الأجهزة الأمنية التي عملت على فتح الطرقات وحمت المواطنين والمقيمين في لبنان، مشيرًا إلى أنّ: “للمقيم على الدولة حقًّا، كما على المقيم أن يلتزم الدستور والقوانين، وقد علّمنا القرآن ألّا نأخذ أحدًا بجريرة أحد”.
وثمّن عاليًا موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي أكّد: “التواصل مع كلّ المرجعيات السياسية والفعاليات الاجتماعية والدينية، بما فيها الفعاليات الدينية المسيحية”، وأكّد: “رفضه للفتنة وعدم السماح لها بأن تجرّ ذيولها إلى لبنان”.
وحيّا الشيخ حجازي مواقف جنبلاط، والذي: “أظهر الحكمة في التعاطي مع الملف السوري، لأنه يريد سورية موحدة”، كما حيّا “مواقف الرؤساء الثلاثة على دعمهم للوحدة”. وقال: “السلم الأهلي هو مسار نسير عليه، وما يجري في سورية شأن داخلي سوري، وكلّنا يرجو للوطن الاستقرار وطرد العدوّ الإسرائيلي، ومن غير المقبول أن تكون الأحداث في سورية منطلقًا للفتن بيننا نحن اللبنانيين”.
وختم الشيخ حجازي مستنكرًا “قطع الطرقات على الناس، وبرأيه أن ذلك هو قطع لأرزاقهم”، وأكد أن: “التطاول على المؤسسة العسكرية في لبنان لا مبرر له، ولا يمكن أن نسمح به”، وقال: “نحن على يقين أن سورية، وبفضل العقلاء، ستتجاوز هذه المحنة”.