أشاد رئيس الحكومة، نوّاف سلام، بمواقف الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، قائلًا إنّه “لا يزال يلتزم باتفاق الطائف وبترتيبات “وقف العمليات العدائية” الذي توصّلت إليه الحكومة في تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي، والذي عاد البيان الوزاري إلى التأكيد عليه”.
كلام سلام جاء خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه المبعوث الأميركي توماس برّاك الاثنين 7 تموز/يوليو 2025، في السرايا الحكومية.
وردًّا على سؤال بشأن قول الشيخ قاسم “لن نسلّم السلاح”، أجاب رئيس الحكومة بالقول: “البيان صوّت عليه جميع نواب حزب الله، وهو يتضمّن ما ذكَرتُه في كلامي”. وأضاف سلام: “لا اعتقد أنّ الشيخ نعيم قاسم قرّر الخروج عن المسلَّمات التي ذكرتها”.
وكان الأمين العام لحزب الله قد قال، في كلمته في الليلة السابعة من المجلس العاشورائي المركزي في مجمّع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت: “لا نقبل أنْ نُساق إلى المذلّة ولا نقبل أنْ نُسلّم أرضنا ولا نقبل أنْ نُسلّم سلاحنا للعدو “الإسرائيلي””.
وذكّر بأنّ “”إسرائيل”، خاصة بعد اتفاق وقف إطلاق النار، هي المعتدية الدائمة وخرقته أكثر من 3700 مرة”، داعيًا إلى أنّ “تلتزم “إسرائيل” باتفاقها الذي عقدته مع الدولة اللبنانية”.
من جهة أخرى، اعتبر سلام أنّ “الورقة التي تقدم بها السفير برّاك تتضمّن مجموعة مقترحات لتنفيذ اتفاق ترتيبات “وقف العمليات العدائية” الذي توصّلنا إليه في تشرين ثاني الماضي”، موضحًا أنّ “هذه الترتيبات تقوم على مبدأ الخطوات المتلازمة”، وليس أنْ تنسحب “إسرائيل” وبعد ذلك نتكلم عن موضوع حصرية السلاح؟ أو إذا لم تحصل حصرية السلاح لا تنسحب “إسرائيل؟””، مستدركًا بقوله: “العملية ليست بهذا الشكل، هناك خطوات متلازمة على فترات، وسُئِلت في مجلس الوزراء السابق واليوم أسمع كلامًا عن أنّ مجلس الوزراء لم يجتمع ويجب أنْ يتم بحث الموضوع في مجلس الوزراء”.
وتابع قوله: “أنا أوضحت أنّ بَحْثَنا مع السفير طوم برّاك منطلق من المسلّمات اللبنانية التي أكّدنا عليها في البيان الوزاري ونالت الحكومة على أساسها الثقة. أولًا: ضرورة الانسحاب “الإسرائيلي” الكامل من جميع الأراضي اللبنانية. ثانيًا: وقف شامل للعمليات العدائية”، مشدّدًا على أنّه “لا يمكن القبول ببقاء الطائرات المسيّرة “الإسرائيلية” في الأجواء، ووقف كامل للعمليات العدائية. ثالثًا: المباشرة بإعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى” .
وأضاف: “نعم، هناك تداول وتنسيق طبيعي بيني وبين فخامة رئيس الجمهورية، وكذلك بيني وبين رئيس مجلس النواب. هذا أمر بديهي في ملف وطني بهذه الأهمية والخطورة”، قائلًا: “لم نُسلّم “ثلاث أوراق” كما يُشاع، بل سلّمتُ آرائي وأفكاري إلى فخامة الرئيس، وهناك أيضًا تواصل مباشر بيني وبينه وبين الرئيس بري. واليوم تم الرد على أفكار برّاك بمجموعة من الأفكار اللبنانية الجديدة”.
وبشأن ما تسلّمه برّاك اليوم من الدولة اللبنانية والخطوات التالية، قال سلام: “كما صدر عن فخامة الرئيس فهو أتى بورقة تتضمّن مجموعة أفكار لتنفيذ ترتيبات وقف العمليات العدائية، وماذا تشمل؟ فهي تشمل الانسحاب “الإسرائيلي” ووقف العمليات العدائية وتطبيق القرار 1701 والبدء بعملية حصر السلاح بدءً من الجنوب، وهو يسمّي بوضوح من هي الجهات في لبنان التي يمكنها حمل السلاح حسب ما تضمّنت مقدّمة ورقته”.
وأردف رئيس الحكومة قائلًا: “هناك مجموعة من الأفكار للعودة إلى اتفاق الترتيبات وتنفيذها، اليوم تسلّم من فخامة رئيس الجمهورية مجموعة من الملاحظات آخذةً في الاعتبار ملاحظات الرئيس نبيه بري وملاحظاتي، أيْ أدخلنا ملاحظاتنا، وعندما تنضج صيغة تنفيذية جديدة بشأن هذه الملفات. نحن ننطلق من المسلَّمات التي أكّدنا عليها في بياننا الوزاري”.
وردًّا على سؤال، أجاب سلام: “اذا أردتُ أنْ أعلّق على موضوع أنّ حزب الله تعامل بمرونة مع طرح الدولة اللبنانية، فحزب الله جزء لا يتجزّأ من الدولة اللبنانية، وليس هناك الدولة اللبنانية من جهة وحزب الله من جهة”.
وفيما يتعلّق بـ”الدرون” (المُسيَّرات) والاعتداءات الصهيونية في الجنوب وفي البقاع، قال سلام: “نحن نسعى إلى تجنيد كل ما يمكن تجنيده من دعم دبلوماسي وسياسي عربي ودولي من أجل وقف الاعتداءات “الإسرائيلية” ولتأمين الإنسحاب “الإسرائيلي”، وهذا ما أكّدنا عليه في ملاحظاتنا على ورقة برّاك التي تشمل التلازم بين الإنسحاب الكامل و”وقف العمليات العدائية” التي هي نقاط أساس في تفاهمات تشرين ثاني الماضي” .
وعن نعي برّاك لجنة الآلية وقوله إنّ “الإجراءات الأمنية فشلت”، أجاب رئيس الحكومة: “هل رأيتَ أنّها نجحت؟ أكيد، لو كانت ناجحة لما أتى بأفكار جديدة للعمل على إنجاحها لتأمين ما يفترض تأمينه” .
وفيما دعا إلى “العودة الى ترتيبات “وقف الأعمال العدائية” التي أُقرَّت في تشرين ثاني الماضي وانظروا ماذا تقول”، رأى سلام أنّ “ورقة برّاك ننطلق منها، وهي تقترح آلية لتنفيذها تقوم على فكرة تلازم الخطوات”.