رغم تقليص الفجوات: “إسرائيل” لا تنوي إرسال وفد إلى الدوحة

نقلت هيئة البث الرسمية، في الكيان الصهيوني، “كان” عن مصادر سياسية “إسرائيلية” وصفتها بأنها “مطلعة”، أن الحكومة لا تعتزم في المرحلة الحالية إرسال وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة لبحث صفقة التبادل مع حماس، على الرغم من تصريحات “إسرائيلية” وفلسطينية تحدثت عن تقليص الفجوات في المفاوضات الجارية. ووصفت المصادر هذه الخطوة بأنها: “خرجت من الحسابات تمامًا”، في إشارة إلى الجمود الحالي في المسار السياسي.

وأضافت المصادر بأن التقدم في المفاوضات ما يزال بطيئًا، وأن العملية معقّدة وتتطلب وقتًا، من دون وجود جدول زمني واضح للوصول إلى اتفاق نهائي. كما لفتت إلى أن المبعوث الأميركي الخاص للرئيس السابق دونالد ترامب ستيف ويتكوف لن يصل إلى الدوحة في هذه المرحلة، ما يعدّ مؤشرًا إضافيًا على تعثّر المفاوضات.

وفي المقابل، قال مبعوث إدارة ترامب آدم بوهلر، في مقابلة مع شبكة CNN، إن: “الفرصة الآن مؤاتية لإبرام صفقة”، مشيرًا إلى أن: “إسرائيل” أبدت مرونة وأرسلت خرائط محدثة لمواقع انتشار قواتها، مؤكدًا أن: “الكرة الآن في ملعب حماس”، محثًا الحركة على قبول ما وصفه بـ “أفضل عرض ستحصل عليه”.

وفي السياق، نقلت الشبكة عن مسؤول فلسطيني مطّلع على المفاوضات قوله إن معظم نقاط الخلاف قد تم تجاوزها، خصوصًا ما يتعلق بانتشار الجيش “الإسرائيلي” في شرق القطاع، إذ تقلص الخلاف إلى بضعة كيلومترات فقط، مؤكدًا أن الضغط الأميركي أدى دورًا رئيسًا في تحقيق هذا التقدم، بما في ذلك ملف المساعدات الإنسانية ومعادلة تبادل الأسرى المتفق عليها سابقًا: 50 سجينا أمنيا فلسطينيًا مقابل كلّ مختطف “إسرائيلي”.

ميدانيًا، أجرى رئيس الأركان إيال زمير جولة تفقدية في قطاع غزّة، وقال إن: “الإنجازات العسكرية على الأرض تُمهّد الطريق لإتمام صفقة التبادل”، مشيرًا إلى نية الجيش اعتماد تكتيكات عملياتية جديدة تهدف إلى تقليص الثغرات وتعزيز الإنجازات.

وقالت هيئة البث “كان”: “إنه مع هذه المؤشرات الإيجابية، ما تزال هناك خلافات في الضمانات الدولية لاستمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء الهدنة المؤقتة التي يُفترض أن تمتد 60 يومًا، حيث تطالب حماس بضمانات بأن لا تُستأنف العمليات العسكرية بعد انتهاء هذه الفترة. كما طُرحت خلال الوساطة صيغة جديدة في عدد السجناء الأمنيين الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم مقابل كلّ مختطف “إسرائيلي”، لكن “إسرائيل” تتهم حماس بـ “المماطلة المتعمدة” في هذا الملف”.

وأفادت مصادر دبلوماسية لهيئة البث بأن المرونة “الإسرائيلية” في المفاوضات، خاصة في ما يخص الانسحاب من محور “موراغ” الذي يفصل بين رفح وخان يونس، جاءت نتيجة ضغوط دولية متزايدة بعد تقارير عن مقتل مدنيين، كان أبرزها حادثة كنيسة غزّة التي دفعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إجراء مكالمة حادة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أعقبتها اعتذارات “إسرائيلية” واتّصال مع البابا.

وقالت الهيئة: “مع أن جميع الأطراف تتحدث عن اقتراب التوصل إلى اتفاق، تؤكد المصادر أن إعلان الصفقة لا يزال معلّقًا بسبب تعقيدات سياسية، من بينها تردّد “إسرائيلي” ومراوغة من جانب حماس، في انتظار توفر ظروف سياسية ملائمة لإعلان رسمي متكامل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *