تفاؤل “إسرائيلي” باقتراب موافقة حماس على الصفقة بضغط قطري

نقلت قناة i24NEWS عن مصادر “إسرائيلية” وأميركية أنّ هناك تفاؤلًا غير مسبوق بإمكانية موافقة حركة حماس على المقترح القطري المُعدّل، والذي يتقاطع في جوهره مع مبادرة ويتكوف (مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف) السابقة.

وبحسب المحلّلين (محلل الشؤون العربية) باروخ ياديد و(محلل الشؤون الدبلوماسية) عميحاي شتاين، فإن “إسرائيل” أبدت موافقتها على المقترح القطري بصيغته الأخيرة، فيما صرح مسؤولان مُشاركان في المحادثات لقناة i24NEWS أمس الأربعاء أنّه “للمرة الأولى، ثمة تفاؤل حقيقي بأن حماس ستوافق”، مشيرين إلى ضغوط كبيرة تمارسها قطر على الحركة لدفعها نحو القبول بالصفقة، وفق قولهما.

وفي منشور على موقع “تروث سوشيال” نُشر أمس الأربعاء، حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب حماس، قائلًا: “آمل، من أجل الشرق الأوسط، أن تقبل حماس الصفقة، لأنه إن لم تفعل، فستزداد الأمور سوءًا بالنسبة لهم”.

وأضاف المحللان: “يتضمن العرض الحالي إطلاق سراح عشرة رهائن “إسرائيليين” (أسرى)، ثمانية في اليوم الأول واثنان في اليوم الخمسين، بالإضافة إلى إعادة جثامين. في المقابل، سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة شهرين، تُجرى خلاله مفاوضات لإنهاء الحرب بشكل دائم، حيث يقدم كلّ طرف مطالبه على طاولة المفاوضات”.

هذا؛ وجاءت موافقة “إسرائيل” بعد اجتماع بين وزير الشؤون الإستراتيجية رون درمر ومبعوث ترامب، ستيف ويتكوف. وأفادت مصادر متعددة لـ i24NEWS بأنّ “إسرائيل” وافقت – بشروط معينة – على مواصلة المحادثات بشأن إنهاء الحرب حتّى بعد فترة وقف إطلاق النار التي تبلغ 60 يومًا. وقال أحد المصادر: “لقد أوضحت إدارة ترامب أيضًا أنه إذا كانت المحادثات جادة، فستستمر بعد 60 يومًا”.

وتجدر الإشارة إلى أنّ “إسرائيل” لم تلتزم بإنهاء الحرب، بل بالحوار حول إنهاء الحرب. وفي ما يتعلق بالانسحاب “الإسرائيلي” خلال وقف إطلاق النار، أشار مصدران إلى أنّ المفاوضات لا تزال جارية بشأن نطاق الانسحاب والانتشار المستقبلي للقوات “الإسرائيلية”.

وأمس الأربعاء، تطرق الوزير جدعون ساعر إلى وضع الاتفاق قائلًا: “نحن جادون في التوصل إلى اتفاق بشأن “المختطفين” (الأسرى) ووقف إطلاق النار. تلقينا مقترحات المبعوث الخاص ويتكوف. هناك مؤشرات إيجابية على حدوث انفراجة. هدفنا هو بدء محادثات وثيقة في أقرب وقت ممكن”.

في غضون ذلك، نُشرت مساء أمس الأربعاء تفاصيل الاقتراح القطري لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى. ومن بين بنوده، سيتوقف القتال لمدة 60 يومًا، سيتم خلالها إطلاق سراح 10 “مختطفين” أحياء و18 قتلى إضافيين. كما أُعلن أنّ الرئيس الأميركي تعهد بضمان استمرار وقف إطلاق النار طوال هذه الفترة.

وقال الكابتان: “سيتم ذلك على النحو التالي:

اليوم الأول: إطلاق سراح ثمانية “مختطفين” أحياء.
اليوم السابع: تسليم خمسة جثامين “مختطفين”.
اليوم الثلاثين: تسليم خمسة جثامين إضافيين.
اليوم الخمسون: إطلاق سراح “مختطفين” أحياء.
اليوم الستون: تسليم ثمانية جثامين إضافيين.

وأضاف الكاتبان: “أما المساعدات الإنسانية: فستبدأ المساعدات فور موافقة حماس على الاقتراح. وفقًا لاتفاق 9 كانون الثاني/يناير، بكميات كافية وبمشاركة الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
وبخصوص الانسحاب “الإسرائيلي”: في اليوم الأول، وبعد تسليم ثمانية “رهائن” (أسرى) أحياء، سيبدأ الانسحاب من شمال غزّة وفقًا للخرائط المتفق عليها. في اليوم السابع، وبعد تسليم خمسة جثامين، سيبدأ الانسحاب من جنوب غزّة وفقًا للخرائط المتفق عليها. وستعمل الفرق الفنية على ترسيم حدود الانسحاب خلال مفاوضات سريعة بعد الموافقة على مقترح الإطار”.

وتابع الكاتبان: “في المرحلة الخامسة، تُعقد مفاوضات حول وقف إطلاق نار دائم، حيث تبدأ المفاوضات في اليوم الأول من الاتفاق حول الترتيبات اللازمة لتحقيق وقف إطلاق نار دائم. وفي اليوم التالي، تبدأ الترتيبات على أربعة محاور:

  1. مفاتيح لتبادل الأسرى المتبقين.
  2. إعلان وقف إطلاق نار دائم.
  3. ترتيبات أمنية طويلة الأمد في غزّة.
  4. التزامات ضمانات دولية.

وحول الالتزامات والضمانات: يتضمن المقترح التزام الرئيس ترامب وجديته، مع إصراره على أنّ المفاوضات الناجحة خلال وقف إطلاق النار ستؤدي إلى حل دائم للصراع.

وستتم عمليات التبادل دون أي استعراض أو مراسم رسمية.

وفي ما يتعلّق بتبادل المعلومات: في اليوم العاشر، ستقدم حماس معلومات كاملة (إثبات حياة، تقرير طبي، أو إثبات وفاة) عن جميع الأسرى المتبقين. ستقدم “إسرائيل” معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وسيكون دور الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) تقديم ضمانات لإجراء مفاوضات جادة لإنهاء الحرب خلال فترة وقف إطلاق النار. إذا لم يكن الوقت كافيًا، فيمكن تمديده وفقًا للإجراءات المتفق عليها. وفي حال التوصل إلى اتفاق نهائي، سيتم إطلاق سراح “الرهائن” (الأسرى) المتبقين.

أما إعلان الاتفاق: فسيعلن الرئيس ترامب الاتفاق، وستؤكد الولايات المتحدة التزامها بضمان استمرار المفاوضات بحسن نية. بالإضافة إلى ذلك، سيقود المبعوث الخاص ستيف ويتكوف المفاوضات لإنهاء الحرب، حسب تعبيرهما.

وختم الكاتبان: “في غضون ذلك، لم تؤكد حماس ما إذا كانت تنوي الموافقة على المقترح، لكنّها تقول إنها تواصل “جهودها الحثيثة للتوصل إلى اتفاق لوقف العدوان”، كما أكد عضو المكتب السياسي للحركة، كمال أبو عون، على انفتاح الحركة الإيجابي على المبادرات والمقترحات التي يقدمها الوسطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *