الأمين العام للجهاد الإسلامي: هو حكاية إيران في فلسطين وحكاية فلسطين في إيران
كتب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، تدوينة خاصة يؤبِّن فيها قائد وحدة فلسطين في فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد سعيد إيزادي (الحاج رمضان)، تحت عنوان “رمضان منّا أهل فلسطين”، قال فيها النخالة: “إنّ كلّ الذين نحبّهم يغادرون دون وداع”.
وأضاف النخالة، في تدوينته، أنّ “الحاج رمضان كان واحدًا من الذين تركونا ولم يكتفوا من عملهم، ولآخر لحظة من حياتهم القصيرة كانوا يؤكّدون أنّ الحياة هي ما نفعل، وليس ما نقول فقط. 40 عامًا من الحضور، لا فرح دائمًا ولا حزن دائمًا”.
وروى النخالة أجواء لقائه بالحاج رمضان في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، فقال: “كان مسكونًا بفلسطين والقدس والمقاومة. هذا القادم من بعيد بهذه الروح الوثّابة. تستغرب وأنت تسمع بلكنة تُشبه العربية: “نحنا هون علشان نقاتل من أجل القدس”. منذ ذلك الوقت، وأنا أشعر أنّ الحاج رمضان لم يغادر كلماته الأولى التي استقبلنا بها نحن القادمين من فلسطين إلى لبنان بسبب إبعاد الاحتلال لنا عن فلسطين”، بحسب النخالة.
وتابع النخالة قوله: “لقد غادرنا، وهو يردّد بالعربية الفصحى أنّنا “سنقاوم وسنقاتل من أجل فلسطين”. يحدّثك عن فلسطين كأنّه قادم للتوّ منها، وعن المجاهدين وقادتهم الذين يعرفهم هناك ويتواصل معهم ويتابع همومهم. هذا هو الحاج رمضان الذي لم يعرف الراحة يومًا وهو يتابع ويلاحق عمله المتواصل في خدمة المقاومة والمقاومين. يغضب ويهدأ ويفرح ويحزن، وفلسطين دومًا بَوصلته التي لم تغادر ناظرَيه وقلبه. يُتعبنا ونتعبه، يحبّنا ونحبّه، نختلف معه ويختلف معنا، وكل ذلك من أجل أنْ تصبح المقاومة أقوى وأفضل”.
وأردف قائلًا: “لقد كان الحاج رمضان منّا، (نحن) أهل فلسطين. وأقول ذلك أسوةً بقول رسول الله صلى الله عليه و(آله) وسلّم: “سلمان منّا آل البيت””.
وأشار الأمين العام للجهاد الإسلامي إلى أنّ اللواء إيزادي “كان مسؤولًا عن ملفّ فلسطين في قوات القدس، وكان خيرَ من يعكس موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من فلسطين”، لافتًا الانتباه إلى أنّ اللواء إيزادي كان “يتواصل مع الجميع (كل التنظيمات الفلسطينية)، ويقاتل ويجتهد عند المسؤولين في إيران من أجل توفير أفضل دعم للمقاومة في فلسطين، ويتابع ويسأل عن الحاجات وعن الهموم، ودائمًا ما ينجح في المساعدة وتقديم ما يلزم للمقاومة”. وقال: “لا يكلّ ولا يملّ. عندما تسأله عن شيء وعن مساعدة في أيّ مشكلة، يقول عبارته المعروفة: “لا مشكل””.
وأكّد النخالة أنّ “الحاج رمضان” هو “حكاية إيران في فلسطين وحكاية فلسطين في إيران. وكِلْتا الحكايتين تليقان به، وكِلْتا الحكايتين استطاع أنْ يجسّدهما رجل نذر نفسه للجهاد وللمقاومة، ونذر نفسه لفلسطين وانتصارها”.
وذكَر أنّ اللواء إيزادي “عاش حياة مليئة بالعمل والجهاد. وسيبقى اسمه في سجلّ الخالدين والقادة البارزين الذين ضحّوا بأنفسهم من أجل الإسلام ومن أجل فلسطين”.
وختم النخالة تدوينته عن الحاج رمضان بالجملة التالية: “وداعًا حاج رمضان شهيدًا على طريق القدس حتى نلتقي”.