أكّد قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الأحد 20 تموز/يوليو 2025، أنّ “الأمّة اليوم تواجه خطرًا وجوديًا متمثلًا في الطغيان الأميركي “الإسرائيلي”، الذي يسعى إلى استعبادها وإذلالها، ويمارس الظلم والإفساد في واقعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي”.
وفي كلمة له بمناسبة ذكرى استشهاد زيد بن الإمام زين العابدين (ع)، أشار السيد الحوثي إلى أنّ “التصدي لهذا الخطر لا يكون إلا بالاهتداء بنور القرآن الكريم، الذي يقدّم البصيرة والوعي اللازم لمواجهة الحرب الناعمة والحرب الصلبة التي يشنها الأعداء على شعوب الأمة”.
وفي سياق حديثه عن المأساة المستمرة في قطاع غزّة، اعتبر السيد الحوثي أنّ “حجم المظلومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني هناك يمثّل خطرًا على الأمة بأسرها”، مؤكدًا أنّ “ما يجري هو مأساة رهيبة بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث بلغ الوضع حد استشهاد الأطفال يوميًا بسبب الجوع”.
وأوضح أنّ “العدوّ “الإسرائيلي” قد عمد إلى هندسة “مصائد الموت” من خلال التحكم في ملف المساعدات الإنسانية، وتحويلها إلى أدوات للقتل والإبادة، في ظل حالة من الجوع الشديد والمعاناة القاسية التي يعيشها أبناء القطاع، بينما تقف مئات الملايين من العرب ومليارا مسلم موقف المتفرج، في مشهد يعكس عجزًا مخزيًا وفاضحًا”.
وانتقد السيد الحوثي بشدة تفرّج الأمة وتنصّلها عن مسؤوليتها تجاه غزّة، محذرًا من أنّ “هذا التخاذل لا يُعفي أحدًا من المحاسبة في الدنيا ولا في الآخرة”. واعتبر أنّ “هذا التراجع في الموقف يعكس الانحدار الكبير في واقع الأمة من حيث الوعي والمشاعر الإنسانية ومكارم الأخلاق، في ظل غياب للنخوة والشهامة إلى حد رهيب، مما يستدعي إعادة تصحيح مسارها وفق سنن الله في التغيير”.
وأشار إلى أنّ “المشاهد المفجعة لأطفال غزّة الذين يموتون من الجوع هي وصمة عار على جبين العرب والمسلمين”، مؤكدًا أنّ “حجم التخاذل قد شجّع العدوّ “الإسرائيلي” والأميركي على التمادي في جرائمهم دون الخوف من أي ردة فعل”.
وفي ما يخص الموقف اليمني، شدد السيد الحوثي على أنّ “الشعب اليمني لا يزال ثابتًا في موقفه الداعم لغزّة، بالرغم من العدوان العسكري الذي تعرّض له في جولتين متتاليتين”. وقال إنّ “اليمن قد واجه آلاف الغارات الجوية، إضافة إلى حصار خانق، وتقليص كبير جدًا للمساعدات الإنسانية، إلى جانب حرب اقتصادية منظمة”.
كما أشار إلى أنّ “الشعب اليمني يواجه أيضًا حربًا دعائية هائلة تهدف إلى تفكيك توجهه وصرفه عن قضاياه الكبرى، إلا أنّه لا يزال ماضيًا في تحركه المتكامل والفاعل، عسكريًا وشعبيًا، وفي مختلف مجالات التعبئة”.
وأكد السيد الحوثي أنّ “تحرّك اليمن في مواجهة الطغيان الأميركي و”الإسرائيلي”، وامتداداتهما في المنطقة، يستند إلى بصيرة القرآن الكريم، وهو تحرك ثابت الجذور راسخ المبادئ”، مشددًا على أنّ موقف أنصار الله سيبقى ثابتًا في نصرة الشعب الفلسطيني، والتصدي للطغيان مهما بلغت التحديات”، ومعبّرًا عن ثقته بوعد الله الحق في تحقيق النصر.