ماذا سيحدث إذا أسقطت إيران شبكة الهواتف الخلوية في “إسرائيل”؟


أشارت صحيفة “معاريف الإسرائيلة” إلى أنَّ الكيان الصهيوني يستعد لاحتمال تعرّض البنية التحتية للاتصالات لأضرار نتيجة هجمات صاروخية، ويعمل على تنفيذ خطط طوارئ واسعة النطاق لضمان استمرارية عمل مواقع الاتصال الخلوي، حتى في حال حدوث انقطاعات طويلة في الكهرباء.

وأعلنت وزارة الاتصالات الصهيونية عن توسيع مشروع تعزيز الطاقة، باستثمار قدره نحو 8 ملايين “شيكل” لتأمين عشرات المواقع الحيوية في منطقة “غوش دان”. في موازاة ذلك، أعلنت شركة “بلفون” عن خطوة مستقلة لتعزيز مئات المواقع الإضافية باستخدام بطاريات متقدمة.

تأتي هذه الاستعدادات في ظل التصعيد الأمني واستمرار الحرب بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية في إيران، والتي يأخذ فيها جيش الاحتلال بعين الاعتبار سيناريو لهجوم مباشر على البنى التحتية المدنية. بناءً عليه، دعت وزارة الاتصالات، بالتعاون مع “الهيئة الوطنية للطوارئ”، شركات الهواتف الخليوية في “إسرائيل” إلى تعزيز فوري للمواقع الحرجة التي قد يؤدي انهيارها إلى انقطاع خدمات الاتصال الخلوي في المناطق المكتظة بالسكان.

وبحسب وزارة الاتصالات، تم بالفعل خلال العام الماضي تعزيز نحو 660 موقعًا خلويًا في شمال الكيان ومنطقة غلاف غزة باستخدام حلول طاقة تسمح لها بمواصلة العمل في أثناء انقطاع الكهرباء. أما الآن، فإن الجهد يتركز في منطقة “غوش دان”، حيث قد يُقطع الاتصال عن مئات آلاف السكان في حال تضررت شبكة الكهرباء.

المواقع المستهدفة حاليًا قادرة فقط على العمل لمدة ساعتين دون كهرباء خارجية، بينما الهدف هو رفع ذلك إلى 12 ساعة على الأقل، باستخدام بطاريات متقدمة. وأكّدت الوزارة أنَّ هذه خطوة عاجلة تؤثر مباشرة في قدرة الحفاظ على الاتصال المدني والطارئ خلال الأزمات.

وتشمل الخطط أيضًا ربط مواقع خلوية بمولدات كهربائية موجودة مسبقًا في المستشفيات، والمباني العامة، والمجمعات التجارية، ومراكز الشرطة، والإطفاء، والفنادق، ومرافق أخرى يتوقع استمرار عملها في أثناء أحداث أمنية طارئة.

بالتوازي، أعلنت شركة “بلفون” عن تنفيذ مشروع مستقل لتعزيز المواقع الحيوية في “غوش دان” وحيفا من خلال مئات البطاريات الجديدة التي تضمن عمل الموقع لمدة لا تقل عن 12 ساعة دون الحاجة إلى كهرباء خارجية.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة إيلان سيغال: “الاتصالات الخلوية هي إحدى البنى التحتية الحيوية في “إسرائيل”، إلى جانب المياه والكهرباء. التزامنا هو الحفاظ على استمرارية الاتصال حتى في الحالات القصوى، ونستثمر موارد كبيرة لضمان شبكة قوية، مستقرة وآمنة”. وأوضح أن هذه الخطوة جزء من مسؤولية الشركة الوطنية في زمن الحرب، وتُنفذ باستثمار ملايين الشواكل.

وأشارت “بلفون” إلى أنها خلال جولة القتال السابقة قبل نحو عام ونصف، قامت بالفعل بتعزيز مواقع الاتصال في منطقة غلاف غزة والشمال، وهي الآن توسّع الاستعدادات لتشمل أيضًا المدن المركزية الكبرى. تعمل الشركة أيضًا بالتعاون مع السلطات المحلية والمؤسسات العامة لتكييف البنية التحتية المحلية مع حالات الطوارئ.

إلى جانب “بلفون”، يُتوقَّع أن تنضم باقي شركات الهواتف الخلوية إلى هذا الجهد “الوطني”، ووزارة الاتصالات تعتزم متابعة وتيرة تنفيذ التعزيزات بشكل دقيق. الإعلان الرسمي الذي نُشر هذا الأسبوع يتضمّن جداول زمنية واضحة، ومتطلبات فنية، ومعايير لاختيار المواقع، ويُفترض أن تقدم الشركات مقترحاتها في غضون أيام قليلة.

وقال مصدر كبير في الوزارة لصحيفة “معاريف”: في ظل الواقع الحالي، حيث أصبحت الاتصالات الخلوية وسيلة الطوارئ الرئيسة “للمواطنين”، لا مكان للتهاون. فهذه ليست فقط مسألة راحة، بل مسألة حياة أو موت – إذا لم يستطع شخص الاتصال بالإسعاف في أثناء صفارات الإنذار بسبب انهيار الشبكة، فذلك فشلٌ خطيرٌ في المنظومة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *