تحليل “إسرائيلي”: الجيش فشل في غزة


رأى المحلل العسكري، في صحيفة “معاريف”، آفي أشكنازي أن الحادثة الصعبة (الكمين) في خان يونس، والتي قُتل فيها ضابط وستة مقاتلين من سلاح الهندسة القتالية، تُعد فشلًا خطيرًا يصل إلى أعلى المستويات في “إسرائيل”، بدءًا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مرورًا بوزير “الأمن” (الحرب) إسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير ونائبه اللواء تمير يدعي وقائد المنطقة الجنوبية اللواء يانيف عاسور وضباط كبار آخرين. وأضاف: “مقطع الفيديو الذي يوثّق الهجوم في الحادثة مثير للقشعريرة: الفلسطيني يتسلّق مدرّعة “بوما” التابعة للجيش، والتي كان ينبغي إخراجها من الخدمة قبل عشرات السنين، ويلقي عبوة ناسفة إلى داخلها عبر البرج”.

وأكد أن: “قادة الجيش “الإسرائيلي” الكبار فشلوا فشلًا جسيمًا في بناء قوة جزء من جيش البر. حقيقة أنهم سمحوا بإدخال وسائل قتالية قديمة إلى ساحة المعركة، من دون أن تكون مزودة بأنظمة مراقبة وحماية تمكّن من مواجهة ميدان القتال الحديث، تُظهر هذا الفشل. الجيش “الإسرائيلي” أهمل قدرة التزوّد بالمعدات للوحدات التي تقف اليوم في طليعة القتال”.

وقال: “بعد 629 يومًا، حان الوقت للاعتراف بأن وضع الجيش “الإسرائيلي” في هذه الحرب صعب، حتى صعب جدًا. الجيش يعمل بقوة في غزة. لقد فعل كل شيء تقريبًا: احتل جباليا عدة مرات، دمّر بيت حانون، احتل رفح مرتين ودمّر غالبية المباني والأحياء السكنية. في خان يونس، يعمل مرّتين ويحاول حسم معركة لواء المدينة. الجيش يعمل حاليًا بأربع فرق تشمل معظم الألوية النظامية”.

وبحسب أشكنازي، المشكلة الكبرى للجيش هي أن المستوى السياسي لا يعرف إلى أين يريد الوصول في غزة. عملية “عربات جدعون” بعيدة عن تحقيق الأهداف التي اعتقد المستويان السياسي والأمني أنهما سينجحان في الوصول إليها. الجيش مُنهك بعد نحو عامين من الحرب على سبع جبهات. جنود الاحتياط وعائلاتهم باتوا على الحافة. جنود الخدمة الدائمة يطلبون الاستقالة، ويبحثون عن وظائف في الخارج. جنود الخدمة النظامية المقاتلون لم يعودوا يتذكرون الطريق إلى المنزل.

وختم: “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير “الأمن” (الحرب) إسرائيل كاتس منفصلان عن الواقع. يتجاهلان الوضع. إنهما في حملة انتخابية على منشطات. نعم، يجب قول ذلك بصوت عالٍ: إنهما لا يتصرفان بمسؤولية.. لا يريان وضع الجيش، ولا تآكله، ولا غياب الهدف من استمرار الحرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *