تسريبات عن نية “إسرائيلية” لشنّ هجوم على إيران
كشفت صحيفة “هآرتس الإسرائيلية”، عبر مقال للكاتب تسفي برئيل، أنّ: “المحادثة المتوترة” التي أجرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو، وفقًا لما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أمس (الأربعاء)، كانت مجرد مرحلة أخرى في الصراع النووي الذي تطوّر؛ ليس بين إيران والولايات المتحدة، بل بين رئيس وزراء “إسرائيل” والرئيس الأميركي. التسريبات والتصريحات، والتي وصلت إلى وسائل الإعلام الأميركية، تشير إلى أن “إسرائيل” كانت مستعدة للهجوم على إيران في الوقت الذي كانت فيه الوفود الإيرانية والأميركية تجري مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد.
هذا؛ ورأى الكاتب أنّ: “التهديد “الإسرائيلي” يطرح سؤالين أساسيين: هل تستطيع “إسرائيل” تعطيل البرنامج النووي الإيراني بمفردها من دون دعم أميركي؟ وهل هي مستعدة لتحمل رد فعل إيراني مضاد لن يتأخر؟ لا توجد إجابات قاطعة عن هذه الأسئلة. الآراء في “إسرائيل”، كما في الولايات المتحدة، منقسمة. ووفقًا للكاتب، تشير تقييمات أجهزة الاستخبارات والجيش “الإسرائيلي”، والتي صدرت في الأسابيع الأخيرة، إلى أنه حتّى لو ضربت “إسرائيل” منشآت نووية مهمة، ستواجه صعوبة في تحييد المعرفة التقنية الكبيرة المتراكمة على مدار عقود من عمر البرنامج النووي، ما يعني أن إيران ستتمكّن من إعادة تأهيله خلال مدة زمنية قصيرة. والتقدير السائد هو أن الهجوم “الإسرائيلي” ربما يؤخّر الانتقال الإيراني إلى “الاختراق” النووي لمدة سنتين أو ثلاث، ولكن بعد الانتهاء من إعادة البناء، ستعود إيران لمواجهة تهديد مشابه.
أما بالنسبة إلى الرد الإيراني، بحسب الكاتب، فمن المحتمل أن تواجه “إسرائيل” هذه المرة منظومة إقليمية مختلفة تمامًا عن تلك التي واجهتها في نيسان/إبريل 2024، عندما أطلقت إيران مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ باتّجاهها. في ذلك الهجوم؛ اعتمدت “إسرائيل” على حلقة دفاع إقليمية أنشأتها الولايات المتحدة، والتي شملت معلومات استخباراتية تحذيرية مسبقة من السعودية – بعد ضغوط أميركية كبيرة- والإمارات، بالإضافة إلى مشاركة فعلية من القوات الجوية وأنظمة الدفاع الجوي في الأردن ودول أخرى، وتصاريح للعمل في المجال الجوي لهذه الدول إلى جانب قدرات اعتراض القوات الأميركية. ويومنذ ذلك الحين، تغير الموقف السياسي لـ”إسرائيل” في المنطقة بشكل جذري. إذ أعلن الأردن، بشكل واضح، أنه لن يسمح لأي دولة باستخدام مجاله الجوي لشنّ عمليات عسكرية. كما عزّزت السعودية علاقاتها مع إيران التي جدّدتها بنشاط في آذار/مارس 2023.
كما تحولت فكرة التحالف العربي ضدّ إيران تحت رعاية أميركية وشراكة “إسرائيلية” إلى مجرد معرض أثري. السعودية تقود الآن مجموعة عمل وزراء خارجية دول الجامعة العربية، والتي تعمل على إنهاء الحرب في غزّة وصياغة حلّ سياسي للصراع “الإسرائيلي” – الفلسطيني، بينما ترى بقية دول المنطقة أن “إسرائيل” هي التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة وأمنها، ختم الكاتب.