قال محلل الشؤون العسكرية في موقع “والا الإسرائيلي” أمير بوحبوط: “إن أعداد المنشورات، في وسائل الإعلام الأجنبية، بشأن الاستعداد العالي للجيش “الإسرائيلي” لشن هجوم على إيران، فضلاً عن نوايا المستوى السياسي في تدمير المشروع النووي الإيراني خلال المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، قد تزايدت في الآونة الأخيرة”.
وأضاف: “ما يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقد بإمكان التوصل إلى اتفاق مع إيران، ويستبعد الخيار العسكري في هذه المرحلة”، مردفًا أن: “السؤال المطروح هو: هل هذا الاتفاق الناشئ مفيد لـ “إسرائيل” ودول أخرى في الشرق الأوسط؟”. وتابع: “لا يمكنك إخفاء عدم رضا رئيس الحكومة وأعضاء الكابينت من العملية التفاوضية الأميركية – الإيرانية، والساتر الدخاني الذي فرضه الأميركيون لمنع تدخل خارجي، وقد أجري عدد من المكالمات الهاتفية بروح الرسالة نفسها”.
وأردف: “الآن يتبين أنه قبل أكثر من شهر استُدعي رئيس الحكومة من ترامب على عجل، وفجأة، من زيارة في هنغاريا إلى الولايات المتحدة، كي يحذّره وجهًا لوجه بأن لا يفاجئ الولايات المتحدة بمهاجمة إيران خلال المفاوضات، وهناك من يزعم حصول عدة مكالمات هاتفية بينهما لنقل الرسالة نفسها”.
كما لفت بوحبوط إلى: “أنه منذ أن تولى رئيس الأركان إيال زمير منصبه، جرى بزخمٍ أكبر تسليط الضوء على التعاون بين الجيش “الإسرائيلي” والجيش الأميركي، بشكل عام، وقيادة “سنتكوم” على وجه الخصوص. وينعكس هذا في زيارات المسؤولين والتقارير الجارية بينهما، والمكالمات الهاتفية الثابتة بين القادة. ومن الجدير الإشارة إليه أن الجيش الأميركي يشغّل بطاريات “ثآد” على “الأراضي الإسرائيلية” (الكيان) لاعتراض تهديدات جوية، خصوصًا من الساحة الشرقية، وهذا الأسبوع فقط، هبطت عدة طائرات نقل عسكرية في “مطار بن غوريون” لنقل أعتدة عسكرية وجنود أميركيين”.
ورأى الكاتب أن: “الجهات، في المؤسسة الأمنية والعسكرية، لن يتبادر إلى ذهنها شن هجوم “إسرائيلي” على المشروع النووي الإيراني من دون تنسيق مع الولايات المتحدة. وذلك لأسباب متنوعة: المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وخشية أن تبدو “إسرائيل” بأنها هي التي أفشلتها، وطلب الولايات المتحدة بتمكينها من إجراء مفاوضات من دون مفاجآت، ووجود جنود أميركيين في “إسرائيل” قد يضعهم الهجوم “الإسرائيلي” في مخاطر عالية. وحقيقة أن غياب التنسيق قد يسبب أزمة ثقة بين الجيشين الأميركي و”الإسرائيلي”، بالإضافة إلى ذلك، الولايات المتحدة لديها مصالح كثيرة في الشرق الأوسط، وشن هجومٍ في إيران مفاجئ قد يكشف عن نقاط ضعف”.
هذا؛ ونقل عن مصادر في المؤسسة الأمنية والعسكرية قولها: “من المهم التأكيد أن نظرة المستوى السياسي متطابقة مع نظرة هيئة الأركان، إذ قال مصدر أمني: “ممنوع شن هجومٍ على إيران من دون التنسيق مع الجيش الأميركي والإدارة الأميركية، فالتعاون دائمًا أفضل في شن الهجوم، لكن على الأقل التنسيق”.