اللواء الصهيوني في الاحتياط إسرائيل زيف: ترامب أوضح أن “إسرائيل” لم تعد الحليف المفضّل للولايات المتحدة
قال اللواء الصهيوني في الاحتياط إسرائيل زيف، إن “إسرائيل” تعيش حالة من الفوضى داخل الحكومة الأكثر شللًا في تاريخها، وأضاف: “في أسبوع واحد خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تغيّر الميزان الجيو-استراتيجي الإقليمي بشكل دراماتيكي لصالح الدول العربية على حساب “إسرائيل”. على المستوى الرمزي، خسرت “تل أبيب” مكانتها عندما لم يوجّه إليها رئيس الولايات المتحدة أيّ اهتمام في زيارته للمنطقة، حيث بدّل موقفه لصالح الدول العربية التي ارتفع شأنها بشكل كبير. في القمة التي عُقدت في السعودية، حضر الجميع، بما في ذلك سورية التي نالت اعترافًا وصافح الرئيس الأمريكي الجهادي السوري الجولاني. إيران، في نفس المناسبة، حظيت بباب مفتوح ومديح من ترامب الذي يسير بسرعة نحو اتفاقية ترفع العقوبات عنها وتمنحها حقًا نوويًا مشروعًا. في الوقت نفسه، فُتح خط تواصل مباشر بين البيت الأبيض وحركة حماس، ما أدى إلى إطلاق سراح عيدان ألكسندر. كما توصل ترامب إلى اتفاق تفاهم مع اليمنيين منحهم شرعية فعلية للاستمرار في إطلاق النار على “إسرائيل”، بينما استغلت الولايات المتحدة الكبرياء “الإسرائيلي” للهروب من الحرب التي تورّطت فيها، وأطلقت سراح “إسرائيل” منها.
اللواء الذي شغل منصب ضابط سلاح المشاة والمظليين الرئيسي، وقائد فرقة غزة ورئيس شعبة العمليات، رأى في مقال له نُشر على موقع القناة 12 “الإسرائيلية” أن “ترامب أوضح بعبارات أخرى أن “إسرائيل” لم تعد الحليف المفضّل للولايات المتحدة”، وتابع: “لقد أدرك أن نتنياهو مهتم فقط بالحرب، وسمح باستمرار الهجمات على “إسرائيل” من أعدائها. هذه أزمة ثقة خطيرة لم تحدث منذ تأسيس العلاقات مع الولايات المتحدة”، وأردف: “من الناحية الأمنية والإستراتيجية، تلقّت “إسرائيل” ضربة أشد. منذ حرب “يوم الغفران”، كانت الولايات المتحدة تحرص، حتى بقانون، على الحفاظ على التفوق العسكري لـ”إسرائيل”، وعدم تزويد الدول المجاورة بأسلحة مماثلة للحفاظ على ميزان القوى. هذا الأسبوع، انكسر هذا التوازن. صفقات تزيد قيمتها عن تريليون دولار ستزود دولًا عربية بالأسلحة، مما يضع السعودية وقطر وتركيا في مواجهة “إسرائيل”.
وأشار إلى أن “هذا فشل ذريع على مستوى كارثة “وطنية” ضخمة، كان يجب أن يسبّب زلزالًا في “إسرائيل”، لكن مع حالة انعدام الثقة بالمؤسسة الحكومية، تمّ ابتلاع هذا الفشل الهائل”، ولفت إلى أن “الإهانة لنتنياهو كبيرة جدًا. ترامب، الذي كان ينتظر انتخابه ويركز عليه كل أوراقه، جعله هذا الأسبوع أصغر ما يكون. كل ما تبقى لنتنياهو هو الظهور السخيف بشأن الهجوم في اليمن، وأمره بالاستمرار في الورطة في غزة على طريق مسدود”.
وبحسب زيف، لو كان لدى نتنياهو خيار الهجوم على إيران، كان سيلجأ إليه بكل قوته. يرى فيه استعادة لكرامته المفقودة وإشعال حرب إقليمية تمنحه المزيد من الوقت في الائتلاف. أمام نتنياهو خيار وحيد: العودة إلى مستنقع استمرار النزيف في غزة، والذي سيكون أيضًا نزيفه السياسي.
“عربات جدعون” أم حرب نهضة نتنياهو؟
نظريًا، لو أراد نتنياهو، يُكمل اللواء “الإسرائيلي”، كان بإمكانه تحقيق “انتصار” كبير هذا الأسبوع بإعلان نهاية الحرب والقفز في اللحظة الأخيرة على اتفاق التطبيع مع السعودية. لو فعل ذلك، لكان قد أحرز نقلة نوعية تعيد بناء صورته وتحسّن وضع “إسرائيل” في خطوة واحدة وسريعة. لكن يبدو أن هذا بات بعيدًا عن وضعه الحالي. فهو محاصر داخل نفسه في حالة بقاء يائسة، غير قادر على اتخاذ قرارات عقلانية تواكب الواقع ومصلحة “إسرائيل”. خاضع تمامًا للضغوط الناتجة عن وضعه القانوني المعقد، ولنفوذ وزير المال بيتسلئيل سموتريتش الذي رغم أنه لا يملك حاليًا حتى مقعدًا واحدًا في الكنيست، فهو بمنزلة ورقة ضغط عليه. في وضعه الحالي، أمام نتنياهو طريق واحد فقط: استمرار الحرب التي تخلق له وجودًا في الحالة الوحيدة التي تعمل في حكومته. الحرب تمنحه قوة شخصية وتوفر له أعذارًا للبقاء في الحكم.
ولفت إلى أنه “من الضروري أن نفهم أن استئناف الحرب في غزة هو قرار سياسي بحت. كان بإمكان “إسرائيل” إنهاء الحرب منذ زمن بعيد، وإعادة جميع الأسرى، لكن نتنياهو لا يريد على الإطلاق إنهاء الحرب. وهذا يعني استمرار أطول حرب في تاريخ “إسرائيل” من أجل احتلال كامل للقطاع وفرض حكم عسكري”.
وشرح اللواء “الإسرائيلي” أن معنى الاحتلال، هو في المقام الأول التضحية بحياة الأسرى. كل التصريحات التي تقول، إن هذه حرب من أجل تحرير الأسرى هي ببساطة كذب ووقاحة صارخة. يمكن إعادة الأسرى في صفقة تبادل الآن دون الأكاذيب عن حاجة الحرب لإعادتهم. الحرب، وبشكل قاطع، ستقتلهم فقط.
المعنى الثاني، وفق اللواء “الإسرائيلي”، هو تحمّل المسؤولية عن 2.5 مليون شخص، وتمويل عشرات المليارات من الدولارات التي ستقع علينا – لأن لا أحد سيمول لنا احتلال غزة.
كما قال، إن “حرب “نهضة” نتنياهو، والتي تُعرف الآن باسم “عربات جدعون”، هي حرب بلا إجماع “وطني. بين عناصر الاحتياط، والآباء، وعائلات الأسرى، وبين الجمهور بأسره، تبرز أسئلة حادة جدًا لا يجد أحد من يجيب عليها. منذ شهور عديدة، يبتعد رئيس الحكومة عن الجمهور، يختبئ وراء فيديوهات ولا يظهر في وسائل الإعلام، ولا يجيب على الأسئلة. هذا سلوك متهم، وليس سلوك رئيس وزراء “إسرائيل”.
وختم: “الخطر الكبير ليس فقدان الثقة في حكومة “إسرائيل”. الخوف الرئيسي هو فقدان الثقة في الجيش ورئيس الأركان اللذين يسيران “عميانَين” نحو حرب بلا أهداف حقيقية، بدون خطة واضحة لكيفية تحقيقها، بدون جدول زمني أو تعريف لكيف ستنتهي الأمور”.