كعادتها، جدّدت مدينة المنية ومناطق الشمال اللبناني العهد لفلسطين وأسراها وللمقاومة من خلال وقفة تضامنية مع غزة بمواجهة العدوان الصهيوني، ومع الأسرى في السجون الصهيونية، لمناسبة ١٧ نيسان يوم الأسير الفلسطيني والعربي، إذ لم يتوان الشمال اللبناني عن واجبه الوطني بنصرة القضية الفلسطينية وشعبها المظلوم.
ولأن للنصب التذكاري للأسير في السجون الصهيونية يحيى سكاف الواقع بين طرابلس وعكار عند مدخل مدينة المنية رمزًا ومكانةً خاصة لدى الشماليين الذين يتهاتفون لنصرة القضايا المحقة للأمة وخصوصًا قضية فلسطين، نظمت لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف وحركة الجهاد الإسلامي، اعتصامًا تضامنيًا مع غزة أمام النصب، بحضور الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، وعضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمد صالح، ومسؤول المؤتمر الشعبي في الشمال عبد الناصر المصري، ورئيس التنظيم القومي الناصري درويش مراد، ورئيس التيار الإسلامي المقاوم الشيخ أبي بكر المشلاوي، ورئيس المنتدى الإسلامي للدعوة الشيخ محمد خضر، وممثلي الأحزاب اللبنانية ومسؤولي الفصائل الفلسطينية ورجال دين وحشد شعبي من المنية والجوار، ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية.
الاعتصام بدأ بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ودقيقة صمت عن أرواح شهداء المقاومة والأمة، ودعاء من الشيخ عبد الرحمن مطر على نية النصر لشعب فلسطين والمقاومة.
صالح
وفي الاعتصام، قال عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمد صالح لموقع لعهد “إنه ليس غريبًا على مدينة المنية أن تقف نصرةً لأبناء غزة وتضامنًا مع قضية الأسرى في السجون الصهيونية، حيث كانت المنية من أوائل المضحين في سبيل الدفاع عن قضية فلسطين”، مردفًا: “النصب التذكاري للأسير يحيى سكاف الذي نقف أمامه اليوم شاهد على ما قدمه شعب لبنان ومقاومة لبنان من تضحيات عظيمة من أجل فلسطين”.
وأكد صالح أن “المقاومة راسخة فينا رسوخ إيماننا بقضيتنا وإيماننا بأن نقدم كل ما لدينا من مهجٍ ونفوسٍ، كما نأمل بالنصر الإلهي الموعودين فيه إن شاء الله”.
ورأى أن قضية الأسرى وفلسطين هي قضية حق، قائلًا: “من ناحيتنا كمقاومة في لبنان قدمنا الأغلى من أجل الغالية فلسطين، وسنبقى نقدم كل التضحيات لأن فلسطين حية في وجداننا ولن نتخلى عنها، أما من يريد أن يأخذنا إلى التطبيع نقول له خسئت، وهذا لن يتحقق في وطننا الذي يفتخر أبناؤه بموقفهم الوجداني الطبيعي المساند لشعب فلسطين، كما أن الشعوب الأبية في أمتنا قالت كلمتها بأنه لا يمكن أن تقبل بالتطبيع مع المجرمين الذين يرتكبون الجرائم الوحشية بحق الأطفال من إخوانهم في غزة”.
موعد
من جهته، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام موعد لموقع العهد أن ما يتعرض له قطاع غزة من إجرام وحشي أمام مرأى العالم يشكل فضيحة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا من خلال حجم المجازر والجرائم المرتكبة على مر التاريخ حتى يومنا بحق شعب فلسطين الذي احتلت أرضه ومقدساته ويحاولون طرده من وطنه ليستكملوا تنفيذ مشروعهم الإجرامي على أرض فلسطين من خلال تحالف لقوى الشر العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي تستفحل إجرامًا في منطقتنا للسيطرة عليها بكل الوسائل، موجهًا التحية لكافة الأسرى في سجون العدو، وفي مقدمتهم الأسير الشهيد خصر عدنان والأسير يحيى سكاف و المناضل في السجون الفرنسية جورج عبد الله.
شعبان
الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان قال في كلمته “البداية كانت من الطوفان والطوفان كان بعنوان الأسرى ثم المسرى، لأن الذي يريد أن يحرر الأقصى والمسرى يجب أن يحرر كل أولئك الرجالات الذين انطلقوا من أجل تحقيق ذلك الحلم وتحقيق تلك القضية.
نعيش في زمن كتب الله تبارك وتعالى لنا أن نقاتل فيه على عشرات الجبهات، وليس على جبهة “لتجدنّ أشدّ النّاس عداوة للّذين آمنوا اليهود والّذين أشركوا” اليوم رغم الدماء رغم الجراح رغم أكثر من 150 ألفاً من الشهداء والجرحى، يُكتب لنا كذلك أن واجه على جبهة الإطعام وعلى الجبهة الاقتصادية لأن الأخ والشقيق العربي ينصب لك حصار شعب بني طالب، تماما كما ينصب لك الكيان الغاصب ذلك الحصار، تقاتل على جبهة المفاوضات وكل الدنيا تقف في وجهك من الشقيق العربي الذي يحدث شقيقة في رؤوسنا جميعا إلى العدو المحتل الغاصب، يقف الشقيق العربي ليكون وسيطا فيما بين المحتل الغاصب وفيما بين شقيقه وأخيه، تقف اليوم في معركة مع يهود الداخل الذين بدلا من أن يقفوا في وجه كل المجازر التي تحدث من خلال في قتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم المستشفيات والمساجد والكنائس، يقف ليضع المسؤولية على من يصرخ ويقول آخ… على من يتأوه يجب عليك أن لا تتأوه لأنك تستفز ترامب وتستفز نتنياهو، لذلك يجب أن تسلم سلاحك، وتسلم السلاح ونحن أصحاب تجربة عندما سلمنا سلاحنا بعد حرب 1982 والاجتياح حدثت مجزرة صبرا وشاتيلا، يصوبون صوب بنادقنا ولا يصوبون صوب كل تلك الطائرات والأحلاف وحاملات الطائرات والبوارج التي تأتي من شرق الأرض إلى غربها. المشروع الأساس عندهم أن طبقوا الـ1701 وهذا القرار يتكفل الصهيوني بتطبيقه فقط من جهة واحدة، فيقتلنا يمنة ويسرة جنوب النهر، أما شمال النهر فهناك من يشمشم عن الأسلحة من أجل أن يسحبها، يضغط الكيان الغاصب هناك في جنوبي لبنان على المقاومة وعلى المقاومين، وفي المقابل هناك من يغلق المعابر ليس في غزة ولكن في مخيم البداوي… أهكذا يكون الردّ؟! لذلك حتى على المستوى الرسمي حتى على المستوى الشعبي نحن نقاتل الخيانة العربية الرسمية والتخاذل والخور الشعبي، نبحث عن كرامة مضيعة فيما بيننا شعوبنا مخدرة، نقاتل على جبهة الفتاوى الشرعية، المصري لا يستيطع أن يقاوم يحب أن يقاوم وأن يرسل جيشا أوله في القاهرة وينتهي في غزة ولكن هناك معاهدة كامب ديفيد والرسول صلى الله عليه وسلم يقول “أوفوا بالعهود” وعلينا أن نستسلم… ولكن الله تعالى قال لكم “وقاتلوا””كتب عليكم القتال””أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض”
أيها الإخوة معركة الأسرى هي معركة واحدة من لبنان إلى فلسطين، معركة الجرحى معركة الشهداء معركة الكرامة هي معركة كل إنسان يمتلك ذرة من حرية وذرة من كرامة في داخل هذا العصر الأمريكي المغيب، في هذا العصر الأمريكي الذي يريد أن يطغى على الجميع…
رغم كل ذلك ننطلق من قول الله عز وجل “وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين”
والشاعر يقول:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة وشاء له الله أن ينتصر
فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
المصري
بدوره، توجه ممثل المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي عبد الناصر المصري باسم الشعب اللبناني بأسمى آيات التضامن مع أهل غزة في وجه العدوان الغاشم، داعيًا الشعوب العربية لكسر جدار الصمت الرسمي العربي ودعم أبناء غزة والأسرى الصامدين في السجون الصهيونية المظلمة، لأن التخلي عن مساندة أهالي غزة والأسرى هو خيانة وعار على جبين قادة ورؤساء الدول العربية الذين يشاهدون المجازر الوحشية اليومية ولا يتمكنون من إيقافها، حيث إن الواجب على أمتنا العربية والإسلامية أن تدعم من يقاوم العدو بالسلاح لتحرير فلسطين التي لا يمكن تحريرها بالكلمة بل بالنار والقوة.
سكاف
من جانبه، دعا جمال سكاف رئيس لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف لتفعيل التحركات الداعمة للقضية الفلسطينية، حيث تشكل هذه النشاطات دعمًا معنويًا لأهلنا الصامدين في فلسطين الذين يتعرضون يوميًا كما آلاف الأسرى لأبشع جريمة عرفتها الإنسانية على مر التاريخ.
ورأى أن الوقفة أمام النصب التذكاري لأسيرنا يحيى سكاف هي لتجديد وقوفنا مع القضية الفلسطينية بمواجهة الغطرسة والإرهاب الصهيو – أميركي، و لنقول إنه مهما ازداد الضغط لن نتخلى عن فلسطين وشعبها، ونؤكد أن خيارنا سيبقى المقاومة بكل الوسائل لمواجهة الاحتلال، لأن الطريق الذي سلكه يحيى سكاف وخيرة شهداء الأمة كالشيخ أحمد ياسين والشهيد فتحي الشقاقي ورمز المقاومة الشهيد السيد حسن نصر الله، هو الخيار الصحيح لمواجهة العدو، أما الانبطاح والتطبيع، فقد أثبتا أنهما يجلبان العار لأوطاننا.
وتوجه سكاف بالشكر لكل من لبى الدعوة للتضامن مع الأسرى وغزة، قائلًا: “بتنا في زمن يعتبر أن من يقف بوجه الظلم ويناصر الحق هو إرهابي، بينما الإرهابي الحقيقي هو من يتخلى عن مساندة قضية فلسطين وقضية الأسرى من نساء وشيوخ وأطفال معتقلين في سجون مظلمة منذ عشرات السنين”، مؤكدًا أن “العار كل العار على من يطالب بسحب السلاح من أيدي المقاومين الشرفاء لأن أوطاننا حمتها قبضات المقاومين على مدى العقود، ولا نقبل لأحد أن يسيئ لهؤلاء الأحرار الذين أفنوا حياتهم دفاعًا عنا”.





